عبّرت أوساط أمنية إسرائيلية عن "قلقها" تجاه خطة توسيع العدوان البري في قطاع غزة، تزامنًا مع تحذيرات من أن العملية قد تُعرّض حياة أسرى الاحتلال لدى المقاومة لخطر محدق.
ورجحت تقديرات أمنية إسرائيلية، أن توسيع العدوان البري في قطاع غزة "قد يودي بحياة الأسرى، بعد أن يتركهم المقاومون داخل الأنفاق بدون طعام أو ماء".
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "القلق" يتصاعد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إزاء الخطة الجديدة. موضحة أن مسؤولين كبار في أجهزة أمن الاحتلال عرضوا هذه التحذيرات على القيادة السياسية خلال جلسة الكابينيت، الذي أقرّ الخطة الأمنية الجديدة.
وحذرت التقديرات الأمنية من انسحاب المقاومين من المناطق التي يُحتجز فيها أسرى الاحتلال في حال تصعيد العمليات البرية؛ "ما قد يترك الأسرى داخل الأنفاق دون طعام أو ماء، ويعرضهم للموت البطيء".
كما أعربت أجهزة أمن الاحتلال عن خشيتها من أن تلجأ حركة "حماس" إلى دفن جثامين الأسرى في مواقع سريّة يصعب تعقُّبها لاحقًا، خاصة إذا قُتل الحراس الذين يعرفون مواقعهم.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغر "الكابينيت" قد صادق على خطة عسكرية واسعة النطاق، أُطلق عليها اسم "عربات جدعون"، تشمل احتلال مناطق واسعة من قطاع غزة، وتهجير السكان جنوبًا، والإبقاء على قوات الاحتلال داخل المناطق المُستولى عليها.
من جانبه، صرح رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، بحسب القناة 13 بأن: "خذوا بعين الاعتبار أنّه في إطار عملية برية واسعة، قد نخسر المخطوفين".
وفي السياق ذاته، أبدى جهاز الشاباك الإسرائيليّ تأييده لتحذيرات رئيس الأركان. فيما اعتبر محللون عسكريون وسياسيون خطوة انفعالية غير محسوبة.
الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف حذّر من تكرار أخطاء الماضي، وقال إنّ "توسيع العملية الآن سيحوّل الجنود إلى أهداف سهلة. حماس تنتظر هذه اللحظة بالضبط: أن ندخل ونستقر، مثل البطّ في ميدان رماية".
وتساءل المحلل السياسي رفيف دروكر: "توسيع القتال.. إلى أين؟ بعد سنة ونصف من الحرب، ما الذي لم نقصفه؟ وكيف سيبدو سيناريو هزيمة حماس؟".
أمّا أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، فقد اتهم نتنياهو بـ "المقامرة" بحياة الأسرى، مؤكدًا: "من فشل في هزيمة حماس خلال 19 شهرًا، لن يفعلها بعد 7 سنوات. إعادة الأسرى شرط مسبق لأي نصر".
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال خلال اجتماع الكابينيت إن "الخطة تهدف إلى تحقيق هدفين: القضاء على حماس، واستعادة المخطوفين".
هذا التصريح أثار موجة استياء من عائلات الأسرى، الذين طالبوا بعقد لقاء عاجل مع رئيس الأركان لمعرفة الإجراءات المتّبعة لحماية ذويهم. كما انتقدوا تسريب هذه المعلومات عبر الإعلام بدل التواصل المباشر معهم.
وقالت هيئة عائلات الأسرى في بيان لها: "الحكومة أقرّت أنها تفضّل السيطرة على الأرض على حساب استعادة الأسرى، في مخالفة لإرادة أكثر من 70% من الجمهور الإسرائيلي".
وبحسب المصادر الإسرائيلية، لن يبدأ تنفيذ خطة احتلال غزة إلا بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة للمنطقة، وإذا لم تُفضِ الوساطة الجارية إلى صفقة تبادل، فإن الجيش سيبدأ باجتياح بري كامل.
وقد أظهر استطلاع رأي أجرته وسائل إعلام إسرائيلية، بأن 46% من الجمهور الإسرائيلي يعارضون توسيع نطاق الحرب على غزة.
وبحسب استطلاع الرأي الذي نشرته القناة 13 الإسرائيلية، مساء الاثنين، واطلعت عليه "وكالة سند للأنباء"، فإن 53% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، يسعى لتوسيع الحرب لأسباب تتعلق ببقائه السياسي في السلطة، في حين يرى 35% أن دوافعه عملية.
واعتبرت أغلبية نسبتها 57% أن توسيع القتال يُعرض حياة الرهائن للخطر، مقابل 30% فقط يعتقدون أنه يقرب إطلاق سراحهم.