تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ109 على التوالي، في ظل تصعيد لعمليات التجريف والتدمير التي تهدف إلى تغيير معالم المخيم وبنيته بالكامل.
وحول جنود الاحتلال مدرسة البنات التابعة لوكالة "أونروا" إلى ثكنة عسكرية، وسط تصاعد أعمدة الدخان من محيط "مسجد الأسير" نتيجة إشعال النيران بالمنطقة.
ويواصل الاحتلال فرض حصار شامل على مخيم جنين، ويمنع دخول أي مساعدات أو عودة النازحين، مع استمرار تدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل.
وأشارت بلدية جنين إلى أن الاحتلال دمر 600 منزل بشكل كلياً، فيما تضررت معظم البيوت الأخرى وأصبحت غير صالحة للسكن.
وامتد العدوان إلى أحياء مدينة جنين، حيث خلّف دماراً هائلاً في البنى التحتية والمنشآت السكنية، خاصة في الحيين الشرقي وحي الهدف، وسط تدهور متسارع في أوضاع السكان.
وفي بلدة برطعة شمال غرب المدينة، حاصرت قوات الاحتلال منزلاً واعتقلت أحد الشبان بعد مداهمته وتخريب محتوياته، كما أغلقت حاجز برطعة الحيوي، ما عزل البلدة وقرية طورة عن باقي المحافظة.
وتشهد قرى جنين اقتحامات متكررة بشكل شبه يومي، إلى جانب تحركات عسكرية مستمرة وانتشار فرق مشاة في أحياء المدينة، وسط تعزيزات متواصلة باتجاه المخيم ومحيطه.
وتواجه أكثر من 22 ألف عائلة من سكان المدينة والمخيم نزوحاً قسرياً مستمراً، وسط ظروف إنسانية صعبة، وغياب أي أفق لعودتهم في ظل استمرار العدوان.
وتسبب العدوان الإسرائيلي بانهيار شبه كامل للحياة الاقتصادية في جنين، حيث أُغلقت مئات المحال التجارية، وتراجعت حركة السوق، بينما قُدرت الخسائر بنحو 300 مليون دولار، خاصة في الأحياء الغربية التي تعاني من شلل اقتصادي تام.
ومنذ بدء العدوان على جنين ومخيمها في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتقى 40 شهيداً، وسُجلت عشرات الإصابات والاعتقالات في صفوف المواطنين.