الساعة 00:00 م
الإثنين 12 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.99 يورو
3.55 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أبو عبيدة: القسام تقرر الإفراج عن الجندي "ألكساندر" اليوم

محللون: فيديوهات الأسرى تُحرج نتنياهو وتعمّق الانقسام الإسرائيلي

محللون: فيديوهات الأسرى تُحرج نتنياهو وتعمّق الانقسام الإسرائيلي

حجم الخط
WhatsApp Image 2025-05-12 at 9.36.28 AM.jpeg
القدس المحتلة - وكالة سند للأنباء

تسببت الفيديوهات والرسائل التي تنشرها المقاومة الفلسطينية لأسرى إسرائيليين أحياء لديها في قطاع غزة، مؤخرًا، بتصاعد الضغوط النفسية والاجتماعية داخل المجتمع الإسرائيلي، ما أعاد إشعال النقاش الداخلي حول مصيرهم ودور الحكومة في التعامل مع قضيتهم.

ورأى محللون سياسيون أن هذه المقاطع شكّلت ورقة ضغط قوية على الرأي العام الإسرائيلي، وأسهمت في تعميق الانقسام الداخلي، في ظل تجاهل حكومة نتنياهو لمطالب عائلات الأسرى بالإفراج عنهم عبر صفقة تبادل، حتى لو تطلّب الأمر وقف الحرب.

الأثر النفسي لعائلات الجنود الأسرى..

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، إن فيديوهات أسرى الاحتلال لها أثر نفسي عميق على عائلات الجنود الأسرى، إذ تترك تأثيرًا كبيرًا على الوضع الداخلي الإسرائيلي، وتحديدًا داخل ما يُعرف بـ "الساحة السماوية".

وأضاف "ياغي" في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه العائلات تُحمّل الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، مسؤولية استمرار معاناة أبنائهم، خاصة بعد أن تبين لهم أن أبناءهم أحياء، وهو ما يدفعهم للمطالبة بصفقة تبادل حتى لو تطلب الأمر وقف العمليات العسكرية.

وأشار إلى أن لهذه المقاطع تأثير اجتماعي يتجلى في تعميق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي كان موحدًا في بداية الحرب، لكنه بدأ يتشظى مع تكرار هذه المشاهد.

وأردف: "فالفيديوهات تمثل ورقة ضغط فعالة على الرأي العام، وتحرج الحكومة التي تتجاهل ملف الأسرى والمحتجزين".

ورأى "ياغي" أن الفيديوهات تُبقي قضية الأسرى حيّة في وعي الإسرائيليين، وتزيد من الضغط الشعبي في مواجهة تجاهل الحكومة لهم، ما يفسّر التحركات المتزايدة في الساحات العامة، "والتي لولا هذه الفيديوهات لما حصلت".

على الصعيد الإعلامي، أشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي كان يرفض سابقًا نشر هذه المقاطع بدعوى أنها أدوات حرب نفسية. لكن ورغم ذلك، كانت الفيديوهات تتسرب عبر مواقع التواصل وتصل إلى الجمهور الإسرائيلي، ومنه إلى عائلات الأسرى، لتترك أثرًا كبيرًا في الداخل.

ورغم هذا، أوضح "ياغي" أن صانعي القرار في "إسرائيل" لا يتأثرون بهذه المشاهد، لأن أولويتهم تبقى "القضاء على حماس" وليس استعادة الأسرى.

رواية المقاومة ومُخاطبة الجمهور الإسرائيلي..

ويذكر أن رئيس الأركان الحالي وضع قضية الأسرى في المرتبة السادسة من أولويات خطته، "ما يعكس حجم التراجع في الاهتمام السياسي الرسمي بالقضية".

ونبه إلى أن الفيديوهات الأخيرة باتت تُوجه خطابها إلى الجمهور الإسرائيلي مباشرة وليس للحكومة، لأن الرهان على نتنياهو بات شبه معدوم.

واستدرك ياغي: "ومع ذلك، بدأ الإعلام الإسرائيلي يعرض هذه الفيديوهات، وهو ما يدل على الانقسام العميق داخل المجتمع الإسرائيلي، حتى في الوسائل الإعلامية التي كانت دومًا أداة في يد المؤسسة العسكرية".

وتابع: "الفيديوهات، عند عرضها، تُفعل رواية المقاومة وتكشف للجمهور الإسرائيلي أن حكومتهم تكذب عليهم، ما يزيد من الانقسام الداخلي".

ويشير المحلل السياسي إلى أن بداية الحرب شهدت إجماعًا شبه كامل، لكن اليوم بات واضحًا أن هناك تراجعًا في الالتزام حتى في صفوف جنود الاحتياط بجيش الاحتلال.

ورأى أن هذه المقاطع تؤثر في اتجاهين: أولًا، في إظهار الجنود كأسرى أحياء، ما يعني أن مقتلهم لاحقًا سيكون بفعل القصف الإسرائيلي نفسه، الأمر الذي يشكل ضربة قاسية للضمير الإسرائيلي. وثانيًا، في تعميق الشرخ الداخلي والضغط المتزايد على الحكومة.

وخلص ياغي إلى أن استمرار الحرب يخدم بقاء نتنياهو في الحكم أكثر مما يخدم مصلحة الدولة الإسرائيلية، إذ لا أهداف واضحة يمكن تحقيقها في غزة.

ونبه إلى أن الحديث عن "اليوم التالي للحرب" يهدد مستقبل نتنياهو، وهو ما يجعله يتجنب الخوض فيه. لكن استمرار ظهور الفيديوهات سيدفع نحو مزيد من الضغط الشعبي والتشقق السياسي الداخلي في إسرائيل.

الحالة العامة في "إسرائيل"..

بدوره، يرى المحلل والخبير بالشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن لمثل هذه الفيديوهات دائمًا تأثير، على الأقل ضمن أوساط أهالي الأسرى والمؤيدين لإبرام صفقة تبادل.

لكنه يشير إلى أن الرقابة الإسرائيلية والأهالي أنفسهم أحيانًا يعملون على حجب هذه المقاطع، نظراً لاعتبارها جزءًا من الحرب النفسية ومحاولة للضغط وتحريك ملف الأسرى من قِبل حماس والفصائل الفلسطينية.

وأضاف منصور في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "ولهذا السبب، يتم النظر إلى هذه الفيديوهات من هذا الباب، باعتبارها محاولة من حماس للتأثير على الموقف الإسرائيلي".

وأكد أن المؤسسة الإسرائيلية تحيط هذه المقاطع بتعليقات وتفسيرات بهدف تقليل تأثيرها، بل وتلجأ أحيانًا إلى الترهيب لاحتواء مفاعيلها النفسية.

واستطرد: "الحالة العامة في إسرائيل، وطول أمد الحرب، وتكرار ظهور هذه الفيديوهات، بالإضافة إلى معرفة الإسرائيليين بمصير جنودهم (أي أنهم ليسوا مفقودين أو مجهولي المصير) يقلل من تأثير تلك المقاطع، وينظر إليها في أفضل الأحوال كدليل على الحياة وطمأنينة لعائلاتهم".

وأشار إلى أن هذه الفيديوهات لا تأتي عادةً في إطار مفاوضات أو بطلب إسرائيلي لتقديم دليل حياة، ولذلك فإن مستوى الاهتمام بها قد تراجع، خاصةً مع تراجع الاهتمام الحكومي والرسمي الإسرائيلي بها.

ولفت إلى أن تكرار هذه الفيديوهات بشكل شبه أسبوعي يُضعف أثرها، خاصة أن الجانب الإسرائيلي يعرف من لا يزال على قيد الحياة من الجنود الأسرى، ما يجعل هذه المقاطع أقل قيمة من الناحية السياسية أو النفسية.