الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

تحليل الاحتلال يسعى لإطالة أمد العدوان والمقاومة تُحرج إسرائيل أمام أمريكا

حجم الخط
العدوان على قطاع غزة.jpg
رام الله- فرح البرغوثي- وكالة سند للأنباء

فتَحَ إطلاق سراح مُحتجزتين أمريكيتين كانتا لدى كتائب القسام في غزة، ودخول قافلة شاحنات مُحمّلة بمساعداتٍ إنسانية محدودة إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح، خلال اليومين الماضيين، الباب أمام عدّة سيناريوهات، في ظلِ استمرار شنّ غاراتٍ على مختلف أنحاء القطاع، واستهداف المدنيين لليوم الـ16 على التوالي.

وأمام مُجريات الأحداث، يستبعد محلّلان سياسيان في أحاديثٍ منفصلة مع "وكالة سند للأنباء"، أنّ تلجأ حكومة الاحتلال الإسرائيلي لخيار "التهدئة"، واستمرارها في عدوانها على القطاع، مشيرين إلى أن خطوة إطلاق سراح الأمريكيتين "خطوة ذكية" من حماس لإحراج الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل في حرها ضد غزة.

"خيار التصعيد"..

المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، يقول: "إنّ الاحتلال الإسرائيلي يُنفّذ عملية تطهيرٍ عرقي وجرائم حرب، يهدف من خلالها لخَنقِ قطاع غزّة، وخنق ومحاصرة حركة حماس، وحسم الصراع بالقوّة".

ويوضح في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" أنّه "على الرغم من حجم الدمار الهائل والقتل الذي ارتكبه الاحتلال في القطاع؛ إلا أنّه عاجزٌ عن التقدّم في فرض واقعٍ سياسي جديد، لا تعود فيه حركة حماس طرف في الساحة".

ويرجّح "منصور" لجوء الاحتلال لعمليةٍ عسكريةٍ برية كبيرة، وعدم النظر في هذه المرحلة لاحتواء الموقف، أو التجاوب مع أيّ طروحات هُدنة.

ويستدرك: "الاحتلال يتطلّع لتصعيدٍ يذهب به إلى أبعد مدى، بمعنى أّلا يكتفي بالوصول فقط إلى حركة حماس، إنما يُهجّر ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزّة، وأن يُحقق مشروعه الاستيطاني الكامل، وأطماعه الكاملة الكامنة التي تُخفيها خلف سحابة هذه الحرب السوداء".

"خطوةٌ ذكية"..

وحسب "منصور"، فإن إطلاق "كتائب الشهيد عز الدين القسام" سراح أسيرتين أمريكيتين، "خطوةٌ ذكية، توازن صورتها في العالم، التي تحاول أمريكا وإسرائيل أن تصفها بـ "الإرهاب وداعش والنازيين".

ويشرح أن "هذه الخطوة تُلقي الكرة في ملعب الأمريكيين وتجعلُ موقفهم مُحرِجًا؛ أن حماس مُستعدّة لإطلاق سراح الأسرى، لكنّ أنتم لا تريدون".

ويُكمل: "أيضًا، هذه الخطوة تزرعُ شرخًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين حكومة الاحتلال؛ فالأولى لها مصلحة في عدم التصعيد لحلّ أزمة الرهائن، بينما الأخرى لها مصلحة أن تتقدّم بكل قوّة".

وحول دخول المساعدات إلى قطاع غزّة، يُبيّن "منصور" أن "نتنياهو" يتعامل معها بمنتهى "القذارة"، ولا يُدخلها إلا بكمياتٍ قليلةٍ بعد مماطلةٍ ومراوغة، كما يبتزّ المجتمع الدولي والعالم، ويستخدم كافة أدوات ضغطه على الشعب الفلسطيني.

"مواجهةٌ طويلة"..

من جهته، يرى المُحلّل السياسي جهاد حرب، أنّ العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة قد يستمر لفترةٍ طويلة؛ في ظلِ إصرار حكومة الاحتلال على ذلك، ومنع إدخال بعض المواد الأساسية والرئيسية لاستمرار الحياة للسكّان.

ويسترسل في حديثه مع "وكالة سند للأنباء": "من الواضح أنّ هناك ضوءٌ أخضر لبدء عمليةٍ بريةٍ، قد تأخذُ وقتًا خلال الأسابيع والأشهر القادمة، في ظل ما تحدّث عنه وزير الجيش الإسرائيلي بأن هناك 3 مراحل للعملية، تهدف مرحلتان منها لاحتلال قطاع غزّة وإنشاء جسمٍ جديدٍ فيه".

ويعتقد ضيفنا، "عدم النجاح "الإسرائيلي" في إنتاج نظامٍ جديدٍ في قطاع غزّة؛ ما يعني استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفترةٍ طويلة في المنطقة الشمالية".

ويلفتُ إلى أنّ "خطوة إطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين، تحملُ رسالتين؛ أحدهما إظهار أن حركة "حماس" لا تُشبه "داعش" ولا تقتل الأسرى لديها".

أما الرسالة الثانية موجّهةً للمجتمع "الإسرائيلي"، خاصةً أهالي الرهائن، بأن "الحكومة الإسرائيلية لا تبذل جهدًا من أجل إطلاق سراحهم، وتستمر في قصف قطاع غزّة وصبّ النيران فوق رؤوس ساكنيه"، وفق ضيفنا.

ويُخلّص "حرب" أن يؤدي ذلك إلى ضغطٍ شعبي "إسرائيلي" ضد حكومة "نتنياهو"، إما لمطالبته بوقف إطلاق النّار، أو التخفيف من حدّة المواجهة القادمة.

ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي عسكريًا وماديًا وغطاء دولي، شنّ غارات على مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر، واستهداف المدنيين وارتكاب المجازر لليوم الـ 16 على التوالي.

وذكرت مصادر طبية، أن 114 شهيدًا ارتقوا، وأصيب 534 أخرين بقطاع غزة، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الأحد، وسجلت مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة نحو 80 شهيدا منذ الليلة الماضية حتى ساعات الصباح الأولى.