لم يكن حسن إصليح مجرّد صحفي، بل كان عيون غزة التي لا تنام، وعدستها التي لا ترتجف وسط الدخان والموت، استُهدف وهو يحمل كاميرته، واستُشهد وهو جريح، يبحث عن شفاءٍ في مستشفى ظنّه ملاذًا، فإذا به يتحوّل إلى ساحة قصف جديدة.

فجر اليوم الثلاثاء، سُكت صوتٌ اعتدنا أن نراه في ميادين الخطر، يوثّق وجع الناس بصدقٍ وشجاعة، طائرة مسيّرة استهدفته داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس، لتُسكت أحد أبرز الأصوات التي وثّقت المأساة لحظةً بلحظة، لم يكن فقط يروي الحكاية، بل كان جزءًا منها، وكل من عرفه أو تابع تقاريره، شعر بفقدٍ شخصي، وكأن شيئًا من الحقيقة قد غُيّب معه إلى الأبد.

ورصدت "وكالة سند للأنباء" حجم التأثر الواسع في الأوساط الصحفية والشعبية بعد إعلان استشهاد الصحفي حسن إصليح، حيث غصّت المنصات بعبارات الوداع والرثاء، وتحوّل اسمه إلى وسمٍ تتقاطع فيه كلمات الحزن والفخر. نعاه زملاؤه بدموعهم وذاكرتهم.

واغتالت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، الزميل الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، بعدما استهدفت طائرة مسيرة الطابق الثالث في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

حسن اصليّح.. صوت غزة وأيقونة إعلامها..

ارتبط اسم حسن اصليّح بالحدث الفلسطيني في قطاع غزة منذ أن بدأ مسيرته الصحفية في العام 2009، حتى أصبح أحد أبرز المراسلين والمصورين في القطاع.

وعِمل الزميل "حسن" خلال مسيرته الصحفية، على نقل الأخبار العاجلة والتطورات الميدانية أولًا بأول، وتوثيق معاناة الفلسطينيين تحت القصف والحصار، وتضاعف جهده منذ بدأ الاحتلال حرب إبادته على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين أول 2023.

جرأة "حسن" وسرعته ومصداقيته في نقل الخبر بالصوت والصورة، عبر صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي، جعلته هدفًا للاحتلال في محاولة إسرائيلية فاشلة لإسكات الحقيقة باغتيال أصحابها.

إذ سبق اغتياله، حملة تحريض علنية وواسعة ضده، على مدار الأشهر الماضية، عبر منصات إعلامية ورقمية إسرائيلية، وبالرغم من نفي "اصليح" لكل الاتهامات الكاذبة الموجهة ضده، والدعوات التي أطلقها لحمايته مرارًا، إلا أنّ الاحتلال ظلّ يلاحقه حتى وهو على سرير المرض، إلى أن قتله.

وفور نقل نبأ استشهاد الزميل "حسن"، عمّت حالة من الحزن والغضب على منصات التواصل الاجتماعي، وفي أوساط الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم، حيث وصفوه بـ "صاحب الكلمة الحرة وفضّاح جرائم الاحتلال" مؤكدين أنّه عِمل على مدار الساعة لإيصال صوت أهل غزة إلى كل مكان.