قُوبلت جريمة اغتيال الزميل المصور الصحفي حسن اصليّح، بموجة غضب وتنديد فلسطينية واسعة، وسط مطالبة فصائلية بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الصحفيين الذي يعملون من أجل إيصال صوت غزة إلى العالم.
ففي فجر اليوم الثلاثاء، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الصحفي البارز حسن اصليح، عبر طائرة مسيّرة هاجمت قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، الذي كان يرقد فيه لتلقي العلاج من إصابة سابقة تعرض لها، خلال تغطيته الميدانية للعدوان على قطاع غزة.
ونعت وكالة "علم 24" المحلية في بيانٍ مقتضب، مديرها الزميل حسن اصليّح الذي اغتاله الاحتلال فجرًا، مؤكدةً أنه كان يتلقى العلاج في مستشفى ناصر الطبي بعد إصابته السابقة التي تعرض لها في نيسان/ ابريل الماضي.
عدد شهداء الصحفيين يرتفع إلى 215
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 215 صحفيا، معتبرًا ما جرى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وقال "المكتب الحكومي" في بيانٍ له تلقته "وكالة سند للأنباء" إنّ هذه الجريمة تُظهر إصرار الاحتلال على ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين ليس فقط في ميادين التغطية، بل حتى في أماكن تلقيهم العلاج.
وأكد أن "اصليح" كان شاهدا موثوقا به على مجازر الاحتلال، قبل أن يتم استهدافه بشكل مباشر بهدف إسكات صوته الحر.
ودعا "المكتب الحكومي" كافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي إلى تحمل مسؤولياتها، والعمل على ردع الاحتلال ومحاسبته دوليا، مطالبا بحماية الصحفيين الفلسطينيين ووقف جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحقهم.
"حماس": الاحتلال يصر على تصفية الصوت الحر
فصائليًا، اعتبرت حركة حماس، اغتيال الصحفي حسن اصليح أثناء تلقيه العلاج في مجمع ناصر الطبي، جريمة حرب جديدة تستدعي تحركا دوليا لوقف الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وقالت "حماس" في بيانٍ لها تلقته "وكالة سند للأنباء"، إنّ "إسرائيل" تصر على تصفية الأصوات الحرة وكتم الحقيقة دون أي اعتبار لأي قيمة إنسانية أو قانونية، باستهدافها المباشر للصحفيين.
وأكدت أنّ هذه الجريمة "انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والإنسانية" بما يعكس "إفلاس الاحتلال أخلاقيا وإعلاميا"، مطالبةً المجتمع الدولي بهيئاته الأممية ومؤسسات الصحفية والحقوقية بـ"تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال ضد الصحفيين".
"الجهاد" تدين تواصل الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال
فيما أوضحت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، أنّ اغتيال "اصليّح" يؤكد بأن الاحتلال لم يعد يكتفي بانتهاك القانون الدولي الإنساني عبر استهداف المدنيين والمصابين فحسب، بل يستمر في جرائمه باستباحة المنشآت الطبية والمس بحصانة المرضى والجرحى تحت غطاء مزعوم من "المطاردة الأمنية".
وأضافت "الجهاد الإسلامي" في بيانٍ لها تلقته "وكالة سند للأنباء" أنّ اغتيال الصحفي حسن أصليح، الذي كان يتلقى العلاج من إصابة سابقة نجمت عن قصف غادر في 7 أبريل الماضي، يُعدّ جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
وأشارت إلى أن دماء الشهيد تدق ناقوس الخطر إزاء استمرار عمليات الاغتيال الممنهجة للصحفيين في غزة، التي ارتفع عدد ضحاياها إلى أكثر من 215 منذ اندلاع العدوان الحالي، محملةً الاحتلال كامل المسؤولية كما أدانت تواصل الصمت الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إزاء هذه الجرائم.
"الشعبية": اغتيال اصليّح "استهداف للكلمة الحرة"
في الأثناء، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الزميل حسن اصليّح، معتبرة أن جريمة اغتياله داخل مستشفى ناصر تمثل دليلا جديدا على أن الاحتلال لا يميز بين الكلمة والسلاح، ولا يتورع عن قتل الجرحى داخل المستشفيات.
وأكدت الجبهة أن "اصليح" كان من أبرز الأصوات الإعلامية الفلسطينية التي نقلت الحقيقة للعالم منذ اليوم الأول للعدوان.
واعتبرت أنه أصبح أيقونة إعلامية فلسطينية وشاهدا على جرائم الاحتلال، داعيةً الاتحاد الدولي للصحفيين والمجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لمحاسبة الاحتلال على هذه الجريمة البشعة.
"المبادرة الوطنية": جرائم الاحتلال لن تُسكت صوت الحقيقة
وفي السياق، جددت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، دعوتها بضرورة توفير الحماية اللازمة للصحفيين من بطش وملاحقة الاحتلال لهم.
وشددت في بيان نعيها الزميل حسن اصليح، على أن جرائم اغتيال الصحفيين لم ولن تسكت صوت الحقيقة ولن تغمض أعينها أمام فضح جرائمه.
لجان المقاومة: اغتيال إصليح يكشف الوجه الحقيقي لإرهاب الاحتلال
من جهتها، نعت لجان المقاومة في فلسطين الصحفي الشهيد حسن إصليح، ووصفت اغتياله بأنه "جريمة جبانة" نفذها جيش الإرهاب داخل مستشفى ناصر.
وذكرت أن هذه الجريمة تكشف "العقلية الانتقامية للاحتلال في استهداف الإعلاميين لثنيهم عن تأدية رسالتهم المقدسة".
وأكدت اللجان أن عملية اغتيال الصحفي الجريح إصليح تمثل وصمة عار على جبين الاحتلال ومن يدعمه، وعلى المجتمع الدولي المتخاذل، مشددة على أن دماءه يجب أن تهز الضمير العالمي، وتدفع نحو تحرك دولي فاعل لحماية الصحفيين الفلسطينيين".
حركة المجاهدين تصف اغتياله بـ "جريمة حرب مركبة"
بدورها، وصفت حركة المجاهدين الفلسطينية عملية اغتيال حسن اصليح على سرير العلاج بأنها "جريمة حرب مركبة" مؤكدةً أنها تكشف خسة ووحشية الاحتلال الإسرائيلي الفاشي.
وقالت "المجاهدين" إنّ استمرار هذه الجرائم يعكس نية الاحتلال المبيتة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكدت الحركة أن استهداف الصحفيين يأتي ضمن سياسة ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة، محمّلة المجتمع الدولي مسؤولية الصمت والتخاذل الذي شجّع الاحتلال على المضي في جرائمه ضد الصحفيين والمؤسسات المدنية.
ودعت في بيانها، إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة الاحتلال.
مؤسسات صحفية تُدين جريمة الاغتيال وتطالب بالحماية
دان مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين، اغتيال الصحفي حسن عبد الفتاح إصليح، أثناء تلقيه العلاج، مطالبًا بفتح تحقيق دولي عاجل في الجريمة وسلسلة الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان على غزة.
وأكد المركز، أن "اصليح"، أحد أبرز الصحفيين الميدانيين في القطاع، كان قد أصيب سابقًا في قصف استهدف مخيم الصحفيين، قبل أن يُستهدف مجددًا داخل المستشفى، ما أدى إلى استشهاده.
وأشار إلى أن الصحفي الراحل تعرض لحملة تحريض ممنهجة من وسائل إعلام ومسؤولين إسرائيليين، وهو ما يُعد تمهيدًا سياسيًا لاستهدافه.
وحذر مركز حماية الصحفيين من أن التحريض الرسمي العلني على الصحفيين الفلسطينيين يوفر غطاءً قانونيًا وسياسيًا لاستهدافهم، ويخالف القانون الدولي الذي يضمن حماية الصحفيين وحرية التعبير.
كما استنكر التَّجمُّع الإعلامي الفلسطيني قَتل الاحتلال المتعمَّد واستهدافه المباشر للصحفِّيين والإعلاميِّين الفلسطينيِّين؛ مؤكداً أنها جرائم ضد الإنسانية، تَضاف إلى سجلّ جرائمه الدمويَّة وانتهاكاته الجَسيمة، الرَّامية إلى إخفاء الحَقيقة، وطَمسْ السَّرديَّة الفلسطينيَّة.
ودعا التجمع، مُختلف الاتّحادات والأجسام والمؤسَّسات الإعلاميَّة والحقوقيَّة حول العالم إلى الخروج عن صمتها المُخزي أمام جرائم الاحتلال ومجازره المُتوالية ضد الصّحفيين والإعلاميين الفلسطينيِّين.
وأكد على وجوب العمل الجاد لملاحقة الاحتلال وتقديم مسؤوليه للمحاكمة أمام المحافل الدولية بصفتهم "مجرمي حرب"، ومحاسبتهم على إرهابهم المُنظَّم ضد شُهود الحقيقة، وحُرّاس الكلمة والصُّورة.
حسن اصليّح.. صوت غزة وأيقونة إعلامها
ارتبط اسم حسن اصليّح بالحدث الفلسطيني في قطاع غزة منذ أن بدأ مسيرته الصحفية في العام 2009، حتى أصبح أحد أبرز المراسلين والمصورين في القطاع.
وعِمل الزميل "حسن" خلال مسيرته الصحفية، على نقل الأخبار العاجلة والتطورات الميدانية أولًا بأول، وتوثيق معاناة الفلسطينيين تحت القصف والحصار، وتضاعف جهده منذ بدأ الاحتلال حرب إبادته على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين أول 2023.
جرأة "حسن" وسرعته ومصداقيته في نقل الخبر بالصوت والصورة، عبر صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي، جعلته هدفًا للاحتلال في محاولة إسرائيلية فاشلة لإسكات الحقيقة باغتيال أصحابها.
إذ سبق اغتياله، حملة تحريض علنية وواسعة ضده، على مدار الأشهر الماضية، عبر منصات إعلامية ورقمية إسرائيلية، وبالرغم من نفي "اصليح" لكل الاتهامات الكاذبة الموجهة ضده، والدعوات التي أطلقها لحمايته مرارًا، إلا أنّ الاحتلال ظلّ يلاحقه حتى وهو على سرير المرض، إلى أن قتله.
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" قد أفادت بأن قطاع غزة تحوّل لأخطر مكان في العالم على الصحفيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة والمستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023.