دعا متحدثون في القمة العربية المنعقدة في العراق، اليوم السبت، لوقف الحرب عل قطاع غزة، ودعم الاستقرار في سوريا.

وانطلقت أعمال وجلسات القمة العربية العادية الـ 34، بمشاركة القادة العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عشرات الضيوف من الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات دولية.

"عباس" يدعو لتبني خطة لإنهاء الحرب..

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى تبني خطة عربية لإنهاء الحرب على غزة، عبر وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وضمان تدفق المساعدات.

كما دعا عباس خلال كلمته في القمة العربية، إلى عقد مؤتمر دولي في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل تمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة، مشددًا على ضرورة إطلاق عملية سياسية في مدة زمنية محددة لتنفيذ مبدأ حل الدولتين.

وقال الرئيس، إنّ القضية الفلسطينية تتعرض اليوم لمخاطر وجودية، وما يحدث في الضفة الغربية وغزة جزء من مشروع استعماري لتقويض الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأعرب عن الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل، فور توفر الظروف الملائمة في الضفة وغزة والقدس، مضيفًا: "ماضون في إصلاح مؤسسات الدولة".

وأشار إلى أنّهم يواصلون "العمل لتوحيد الصف الفلسطيني على مبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد".

وشدد على وجوب تسليم حركة حماس وجميع الفصائل في غزة سلاحها للسلطة الفلسطينية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.

العراق يتبرع بـ40 مليون دولار لإعمار غزة ولبنان

وقال الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، إن بلاده ترفض سياسات الإملاءات والتدخلات الخارجية بما يمس بمصالح وسيادة وأمن الدول العربية.

وأضاف رشيد أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعمليات إبادة جماعية ممنهجة تهدف لتصفية الوجود الفلسطيني من أراضيه، مؤكدا دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض جميع محاولات التهجير تحت أي مسمى.

كما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على رفض "العدوان المستمر على غزة"، منددا بأشكال التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

وأعلن السوداني عن تبرع بلاده بـ20 مليون دولار لإعمار غزة وبـ20 مليونا لإعمار لبنان، وأدان استمرار الانتهاكات المتكررة لسيادة لبنان.

ورحّب السوداني برفع العقوبات عن سوريا، فيما أكد وقوف العراق بجانب اليمن ووحدته، كما رحب بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأشار السوداني إلى "رفض أي هيمنة على الأراضي السورية وندعم عملية انتقالية تحفظ حقوق كل السوريين".

"غوتريتش": لا شيء يبرر العقاب الجماعي بغزة

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة له "ما من شيء يبرر العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".

وطالب غوتيريش إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب الدائرة في غزة، رافضاً التهجير القسري لسكان القطاع.

وأكد على أن حل الدولتين هو الوحيد الكفيل بتسوية الأزمة على نحو تكون فيه دولتا إسرائيل وفلسطين متجاورتين بسلام.

وأعرب غوتيريش عن قلقه إزاء توسيع العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.

مشروع قرار إسباني..

وأكد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في كلمة أمام القمة العربية في بغداد على إعداد مشروع قرار بالجمعية العامة يطالب "إسرائيل" بوقف هجماتها والسماح بإدخال المساعدات لغزة ويناشد المحكمة الجنائية الدولية لتجريم "إسرائيل".

وقال سانشيز" فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يجري في غزة والضفة لا يمكن غض الطرف عنه".

السيسي يؤكد استمرار بلاده بدور الوساطة

من جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية تهدف لإنهاء وجوده في قطاع غزة.

وأشار السيسي في كلمته إلى أن إسرائيل استخدمت الجوع والحرمان سلاحا ضد أهالي قطاع غزة.

ولفت إلى المواصلة مع قطر والولايات المتحدة دور الوساطة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

البحرين ترحّب بخطة لإعمار غزة

قال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، في كلمته قبيل تسليم الرئاسة إن بلاده تدعم "خطة التعافي المبكر لإعادة إعمار غزة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات".

كما عبّر الزياني عن ترحيبه "بخطوة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا".

لبنان تدعو للضغط على "إسرائيل" للانسحاب من أراضيها

من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن بلاده تعمل على تنفيذ القرار الدولي 1701 تنفيذا كاملا، ودعا إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية، منددا بسياستها القائمة على القتل والتهجير، خاصة في غزة.

سوريا: نعود لحضننا العربي

من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن سوريا تعود اليوم إلى حضنها العربي، وأشاد بالخطوات العربية لرفع العقوبات عن بلاده وكسر عزلتها، مؤكدا أن سوريا الجديدة لجميع أبنائها ولا مكان فيها للعزل والتمييز، كما أنها لا تعادي أحدا بل تفتح أياديها للجميع.

واتهم الشيباني أطرافا خارجية بدعم تشكيلات انفصالية ومشاريع طائفية تسعى لتقويض مؤسسات الدولة.

وتختتم أعمال القمة العربية عصرا، بجلسة ثالثة علنية، يصدر فيها "إعلان بغداد" الخاص بالقمتين العادية والتنموية، ثم تلقى الكلمة الختامية لرئاسة المؤتمر، تليها كلمة رئاسة القمة المقبلة الخامسة والثلاثين، ويختتم الحدث بمؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، والأمين العام لجامعة الدول العربية.