بين قسوة الحرب ومرارة الفقد، تختزل المواطنة ميساء الحرازين معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة بفعل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على القطاع منذ أكثر من 19 شهرا.
ومنذ بداية الحرب، تنقلت الحرازين هي وأطفالها ومن تعيلهم من الأيتام، من منطقة إلى أخرى هربا من قصف الاحتلال الذي لم تسلم من نيرانه أي بقعة في القطاع.
وقال الحرازين لـ"وكالة سند للأنباء": "خرجتُ في اول أيام الحرب من بيتي إلى مكان آخر في حي الزيتون، لكن القصف لحق بنا إلى هناك، فانتقلت إلى مركز إيواء في مخيم الشاطئ".
وأضافت أن طائرات الاحتلال ألقت عليهم مناشير تطلب منهم الإخلاء فتوجهت مع أطفالها إلى خانيونس، قبل أن يجبرهم الاحتلال على الإخلاء مجددا باتجاه رفح جنوب القطاع.
وفي محطتها الأخيرة، حلت الحرازين مع عائلتها في دير البلح وسط القطاع، في ظروف معيشية قاسية ومأساوية.
وقالت لمراسلنا: "نعيش في منطقة مُعدمة من كل مقومات الحياة؛ لا مياه نظيفة للشرب أو النظافة، ولا كهرباء. الحشرات هنا لا تتركنا ننام، وأنا لا أنام لأحمي أطفالي من الحشرات".
وأشارت إلى أنهم لا يمتلكون خيمة خاصة بهم، وإنما يعيشون مع عائلة أخرى في خيمة واحدة، وهي لا تقيهم حر الصيف.
وتحدثت الحرازين عن واقع مرير تعيشه مع أطفالها في ظل انعدام مصدر دخل لهم، ما يضطرهم يعتمدون على الأطعمة المعلبة في غالب الأحيان، الأمر الذي أصاب أبناءها بمرض الكبد الوبائي وفقر الدم الناتج عن سوء التغذية.
وقالت: "لا أحد يساعدنا في توفير الطعام أو المياه. مرحلة الطفولة انتهت عند اولادي، ابني 9 سنوات يذهب لمكان بعيد لإحضار المياه ولا يستطيع حملها".
ووجهت رسالة إلى العالم أجمع، ناشدته "أن ينظروا لنا بعين الرأفة ويوقفوا هذه الحرب؛ ليس من أجلنا وإنما من أجل الأطفال".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق سلطات الاحتلال معابر قطاع غزة بوجه المساعدات الإنسانية، ما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة وأزمة إنسانية متردية وغير مسبوقة.
وبدعم أميركي مطلق، تواصل "إسرائيل" منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.