أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، وصول 428 شهيدًا ومصابا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، في وقت تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح العشرات من المدنيين منذ فجر اليوم.

وقالت الصحة في تقريرها اليومي الذي وصل "وكالة سند للأنباء"، أن مستشفيات القطاع استقبلت 67 شهيدًا، منهم 5 "شهداء انتشال"، و361 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

إن حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 2,436 شهيد، و6,450 إصابة.

وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبينت "الصحة" أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 3,193 شهيدا، و 8,993 مصاباً.

وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، إلى 53 ألفًا و339 شهيدًا، بالإضافة لـ 121 ألفًا و34 جرحى بإصابات متفاوتة بينها خطيرة وخطيرة جدًا.

وصعد جيش الاحتلال، الليلة الماضية وفجر اليوم، عدوانه على قطاع غزة، في واحدة من أصعب ليالي القطاع خلال حرب الإبادة.

وشن الاحتلال غارات عنيفة ودموية استهدفت الفلسطينيين شمال ووسط وجنوب قطاع، وارتكب مجازر مروعة ارتقى فيها أكثر من 100 شهيد، بينهم أطفال ونساء، وصحفيون.

وفي حصيلة أولية أوردتها وزارة الصحة، وصل لمستشفيات القطاع منذ فجر اليوم وحتى الظهر، 96 شهيدًا وأكثر من 140 مصاباً نتيجة مجازر واستهدافات الاحتلال بحق المواطنين.

ويتزامن هذا التصعيد مع وضع كارثي تمر به مستشفيات قطاع غزة بفعل استمرار العدوان وخروج عدد من المستشفيات عن الخدمة.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان، صخر حمد، في تصريح تابعته "وكالة سند للأنباء"، إن وضع المستشفيات في شمال القطاع كارثي، بعد ان استقبلت عشرات الجرحى.

في هذه الأثناء، أطلق مستشفيا "الشفاء" و"المعمداني" في مدينة غزة مناشدات عاجلة للتبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى.

من جهته، أكد مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، أن النظام الصحي في القطاع يواجه انهياراً كاملاً نتيجة الممارسات الممنهجة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المنشآت الطبية، مشيراً إلى أن استمرار تقديم الرعاية الصحية بات "مستحيلاً" في ظل التصعيد الحالي.

وأوضح زقوت في تصريحات تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن عدداً من المستشفيات الكبرى خرجت عن الخدمة بشكل كامل بسبب الاستهداف المباشر، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق النار على المرضى والجرحى داخل المستشفيات، ومنعت وصول المصابين إليها، كما تعرض قسم العناية المركزة في المستشفى الإندونيسي لإطلاق نار مباشر من قبل الطائرات المُسيّرة الإسرائيلية.

وأشار إلى أن أربع حالات لا تزال تخضع للرعاية داخل العناية المركزة في المستشفى الإندونيسي، بينما هناك حالتان بحاجة ماسة للدخول إلى القسم، غير أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك.

كما تعرض مستشفى العودة لإطلاق نار وقصف من المسيرات الإسرائيلية، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة المرضى والكوادر الطبية، بينما قُصف مستشفى غزة الأوروبي بـ14 صاروخاً، ما أدى إلى تدمير خطوط الأكسجين والبنية التحتية، مما يصعب من فرص إعادة تشغيله في الوقت الراهن.

وأضاف زقوت أن الاحتلال لا يزال يمنع دخول الوفود الطبية الأجنبية المتخصصة، والتي كان لها دور في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، مشيراً إلى أن أقسام العناية المركزة والطوارئ والعمليات تعمل حالياً في ظروف توصف بالكارثية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة.

ولفت إلى أن استمرار منع الإمدادات الغذائية وانتشار المجاعة تسبب في وفاة 57 طفلاً، إلى جانب رصد حالات متزايدة من سوء التغذية، ونقص المناعة، والإسهال المزمن بين الأطفال.

وختم زقوت مناشدته بدعوة عاجلة إلى جميع الجهات المعنية والمجتمع الدولي، للتدخل الفوري لوقف التدهور الكارثي في الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة.