حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذا الحصار يهدد حياة آلاف المرضى ويعرضهم لخطر فقدان الرعاية الصحية الحيوية.
وقالت منسقة الطوارئ في المنظمة ميريام العروسي لـ "وكالة سند للأنباء"، إن الحصار المستمر منذ أكثر من 11 أسبوعًا أدى إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية والمعدات الطبية، مما جعل الفرق الطبية غير قادرة على تقديم الرعاية اللازمة للمرضى.
وأشارت العروسي، إلى أن السلطات الإسرائيلية حكمت على سكان غزة بمعاناة لا تُطاق عبر حصارها المميت، وأضافت: "هذا الإيذاء المتعمد للناس أشبه بالموت البطيء، ويجب أن ينتهي فورًا".
ولفتت إلى أنه منذ 2 مارس/آذار 2025، لم تدخل إلى غزة أي شاحنة مساعدات أو شاحنة تجارية، في أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب.
وبينت "ضيفة سند"، أن الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء بشكل كامل في 9 مارس/آذار، ما أدى إلى توقف محطات تحلية المياه وحرمان السكان من الخدمات الأساسية في القطاع.
وتابعت: "هذا الحصار الكامل أدى إلى تقنين الأدوية والمسكنات وتقديم علاجات غير فعالة؛ إلى جانب نفاد أدوية التخدير، والمضادات الحيوية، وأدوية الأمراض المزمنة، كما أدّى لتوقف التبرع بأكياس الدم لمستشفى ناصر بسبب شح الإمدادات؛ وازدياد حالات الأمراض الجلدية مثل الجرب نتيجة نقص الماء وشح مواد التنظيف".
ولم يبق الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع أدوية رئيسية في عيادات الرعاية الأولية؛ وفق العروسي، لافتة إلى أنّ أسعار الأدوية المتبقية أصبحت مرتفعة.
وذكرت أن شاحنات الإغاثة التي يقرر جيش الاحتلال السماح لها بدخول القطاع؛ لا تتضمن لهذه اللحظة مساعدات أدوية.
ودعت المنسقة في المنظمة الدولية، إلى الوقف الفوري للعقاب الجماعي بحق سكان غزة؛ وإنهاء الحصار اللاإنساني المفروض على القطاع.
كما طالبت دولة الاحتلال القيام بمسؤولياتها كقوة محتلة، بما في ذلك ضمان تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق، مطالبة المجتمع الدولي والجهات الفاعلة الإنسانية بالتحرك العاجل لمنع وقوع كارثة صحية وإنسانية أشد فتكًا.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يُواصل منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، لليوم الـ 3 تواليًا، في انتهاك صارخ لما أعلنه سابقاً من التزامات وتعهدات.
وقال "الإعلامي الحكومي" في بيان له اليوم، تلقته "وكالة سند للأنباء"، إن منع إدخال المساعدات استمرار لسياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي يمارسها الاحتلال ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان مدني فلسطيني يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية.
وأوضح: "لقد أوقف الاحتلال إدخال المساعدات، التي زعم أنه سيسمح بإدخالها منذ يوم الإثنين الماضي، دون مبرر قانوني أو إنساني".