قال القيادي في حركة حماس، محمد نزال، إن الحركة قبلت مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف كإطار للتفاوض، مع إبداء ملاحظات جوهرية عليه، مشددًا على أن حماس لا تزال متمسكة بثلاثة شروط رئيسية لوقف الحرب، أبرزها ضمان وقف فوري وشامل للقتال وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضح "نزال" في تصريحاتٍ صحفية لـ "العربي الجديد"، أن مقترح ويتكوف يتضمن وقف إطلاق نار محدودًا مدته أسبوع واحد، مع إطلاق الأسرى الإسرائيليين خلال هذه الفترة، وهو ما يمنح الاحتلال مبررًا لاستئناف الحرب، وهو ما ترفضه الحركة بشدة.
ومن ناحية أخرى، لفت نزال إلى أن حماس تتجاوب حالياً مع مسعى قطري جديد يهدف إلى جسر الهوة في المفاوضات المتعثرة، وذلك رغم الجمود الذي يعيق التقدم في ملف وقف إطلاق النار.
وبالرغم من ذلك، أكد أن المفاوضات لا يمكن أن تتقدم دون تغيير موازين القوى السياسية والعسكرية، مؤكدًا أن الاستكانة والاستجداء تزيد من تشدد الاحتلال ورفضه لإنهاء الحرب.
وأوضح نزال أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال داخل قطاع غزة، مشددًا أن حركة حماس ستواصل المقاومة المسلحة في مواجهة العدوان، وفي الوقت ذاته تبذل جهودًا سياسية ودبلوماسية لإنهاء القتال.
وختم بالتأكيد على ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، مؤكدًا أن حماس لن تسمح بأن يُستخدم أي اتفاق كذريعة لاستمرار العدوان أو تكريس معاناة الشعب الفلسطيني.
والسبت الماضي، قدمت حركة "حماس" ردها للدول الوسطاء، بشأن المقترح الأمريكي الجديد حول وقف إطلاق نار يمتد لـ 60 يومًا، بعد جولة مشاورات مكثفة عقدتها مع الفصائل الفلسطينية لتبني موقف موحد حَمل في العموم سَمةً إيجابية.
وينص الاتفاق الجديد على أن وقف إطلاق النار يستمر لشهرين، على أن يضمن الرئيس الأميركي دونالد ترمب التزام الأطراف خلال الفترة المتفق عليها، وأن يتم إطلاق 5 أسرى إسرائيليين و9 جثث في اليوم الأول، ومثلهم في اليوم السابع.
ولا يتحدث المقترح، عن ضمانة واضحة إنهاء الحرب إذ ترك الأمر لمصير المفاوضات، كما لا يحدد خط الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ولا يسمح بحرية إدخال المساعدات الإنسانية.
ورغم ما سبق، وصفت مصادر خاصة بـ "وكالة سند للأنباء" رد الفصائل على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الجديد بأنه "إيجابي".
وأكدت الفصائل خلال المشاورات التي عُقدت لدارسة المقترح الأمريكي، على حرصها الشديد لوقف حرب الإبادة وتحقيق مصالح الفلسطينيين بإنهاء معاناتهم وإدخال المساعدات دون قيود، والانسحاب الإسرائيلي وعودة النازحين إلى أماكن سُكانهم، وإيجاد حلول عملية لأزمة المنازل المهدومة.
وأجمعت الفصائل _ وفق المصادر_ على عدم معارضة أي صيغة لوقف الحرب، موضحةً أنّ الورقة التي ستقدمها "حماس" كرد على المقترح، تتضمن صياغة تعهدات واضحة بشأن إدخال المساعدات وفتح المعابر، بالإضافة لنصوص واضحة بما يتعلق بخرائط الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
ومن أبرز الملاحظات التي قدمتها "حماس" على المقترح، هو ما يتعلق بالمدة الزمنية المراد تسليم أسرى الاحتلال فيها، إذ يُحدد المقترح الجديد يومين فقط في الأسبوع الأول من الاتفاق، بينما تريد "حماس" أن يكون على مراحل كما جرى في الصفقة الماضية لضمان سريان الاتفاق كاملاً على مدار شهرين.