قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمود مرداوي، إن الحصار الشامل الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدن الضفة الغربية، يمثل جريمة جماعية جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود في استهداف الشعب الفلسطيني.
وأوضح "مرداوي" في تصريحاتٍ صحفية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن إغلاق مداخل المدن الرئيسية ومنع حركة المواطنين، يُعد شكلاً من أشكال العقاب الجماعي ويتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن إغلاق شرطة الاحتلال لجميع أبواب المسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول إليه، هو انتهاك صارخ للمقدسات الإسلامية وحرية العبادة، ويعكس مساعي الاحتلال لتسريع وتيرة المشروع التهويدي في مدينة القدس.
وحذّر مرداوي من التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد، لا سيّما في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على إيران، معتبراً أن ما يجري محاولة لاستغلال التوتر الإقليمي لقمع الفلسطينيين ومضاعفة البطش بهم.
وأكد أن هذه الإجراءات والاعتداءات لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، أو زعزعة تمسكه بأرضه ومقدساته، بل ستزيده إصراراً على المضي في خيار المقاومة حتى دحر الاحتلال.
وأخلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، المسجد الأقصى من المصلين وأغلقت أبوابه بالكامل، تزامناً مع فرض إغلاق عسكري شامل على مدن الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد ساعات من تنفيذ هجوم واسع على مواقع داخل إيران.
يأتي ذلك في أعقاب اغتيال "إسرائيل"، قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في ضربة جوية مفاجئة استهدفت قلب العاصمة طهران، ضمن عملية عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، نفذتها بعشرات الطائرات، واستهدفت فيها مواقع حساسة لقادة عسكريين وعلماء نوويين.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الهجوم أسفر عن استشهاد عدد من كبار القادة، من بينهم العالمين النوويين مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، ورئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري، وإصابة مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني بجراح حرجة.
وفي أعقاب ذلك، توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الضربة التي طالت مدنًا ومنشآت حساسة، مؤكدة رفضها لاستخدام القوة، وداعية إلى التهدئة وضبط النفس تفاديًا لانزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.