أكد ضباط احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن جيشهم بات عالقا في "وحل غزة"، الأمر الذي يُعرّض قوات الجيش للخطر، محذرين من أن استمرار هذا النهج ليس في صالح الجيش.
ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي، تصريحات ضباط الاحتياط هذه في أعقاب مقتل 7 جنود في العملية النوعية التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في خانيونس الثلاثاء الماضي، والتي اعتبر الضباط أنها تكشف عن تعثر الجيش الإسرائيلي منذ مدة في غزة.
وقال هؤلاء الضباط إنهم يتوقعون من قيادة الأركان العامة في الجيش "تنفيذ عملية واسعة ضد حركة حماس تشمل السيطرة السريعة على مناطق وتطهيرها" من عناصر المقاومة بـ"قوة كبيرة".
ووفق تصور الضباط، فإن هذه العملية يجب أن تقود إلى حسم المواجهة مع "حماس" بما يُمهّد إما لمفاوضات على صفقة أسرى، أو لخطوة سياسية تُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى بعد الضغط العسكري.
وأشار تقرير "واللا"، إلى تباطؤ وتيرة العمليات القتالية على أرض الواقع، نتيجة نقل جزء من القوات العاملة في غزة إلى جبهات أخرى، مشيرا إلى أن استمرار هذا النهج "يلعب ضد الجيش"، ويؤدي إلى خسائر في صفوف القوات.
ونقل التقرير عن ضباط احتياط قولهم لقادة كبار في هيئة الأركان خلال جولات ميدانية في المنطقة: "تم استدعاء ألوية احتياط لأربع أو خمس جولات، وقلنا لهم: إما أن تحسموا، أو أفرجوا عنا. بطء القتال في غزة يُعرّض الجنود للخطر".
وتشير التقديرات التي نقلها التقرير، إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية ستُضطر قريبًا إلى اتخاذ قرار إمّا بالذهاب إلى توغل بري واسع رغم الثمن الباهظ لحسم المواجهة ضد "حماس"، أو الذهاب إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى.
ومساء أمس، الأربعاء، قال "أبو عبيدة"، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، إن الحكومة الإسرائيلية تخدع جمهورها وتزج بجنودها في "وحل غزة" خدمة لأهداف سياسية وهمية.
وقال "أبو عبيدة" في تغريدة له عبر قناته على منصة "تيليجرام" إن "حكومة العدو تخدع جمهورها وتتجاهل الاعتراف بأنها تلقي بجنودها في وحل غزة من أجل أهداف سياسية وهمية".
وأكد أن "جنائز وجثث جنود العدو ستصبح حدثا دائما، طالما استمر عدوان الاحتلال وحربه المجرمة ضد شعبنا".
ومساء الثلاثاء، قتل 7 عسكريين إسرائيليين وأصيب جنديان آخران أحدهما بحالة خطيرة، في كمين نفذته كتائب القسام، في مدينة خانيونس.
وبثت كتائب القسام، مساء أمس الأربعاء، مشاهد توثق الكمين الذي استهدف ناقلتي جند إسرائيليتين في خانيونس، وقالت إن "العملية نفذت قرب مسجد علي بن أبي طالب في منطقة معن جنوبي خانيونس"، مبينة أنها تأتي ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود".
ويشن جيش الاحتلال حربا متواصلة ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنذ ذلك الحين قُتل 865 ضابطا وجنديا، بمن فيهم 413 عسكريا في معارك برية، وفقا لمعطيات جيش الاحتلال، وهي أرقام تثير شكوك الكثير من المراقبين الذي يؤكدون أن القتلى أضعاف ذلك، لكن الاحتلال يخفي خسائره.