الساعة 00:00 م
السبت 28 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
4.78 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.39 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

العلم الفلسطيني يكسر حاجز الصمت في ملاعب أمريكا

غير آمنة وتقتل المدنيين

تصاعد الرفض الدولي لآلية توزيع المساعدات الأمريكية بغزة

حجم الخط
مراكز توزيع المساعدات
نيويورك/ غزة – وكالة سند للأنباء

تصاعد رفض المنظمات الدولية تجاه آليّة توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، بعد شهر من انطلاقه، مع تزايد الاتهامات الموجهة لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليًا وأميركيًا، بأنها تحوّلت إلى فخ قاتل لأهالي القطاع.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن عملية توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة غير آمنة وتقتل الناس، وإن الجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة "تُخنق"، وعمال الإغاثة أنفسهم يتضورون جوعًا.

وأضاف غوتيريش، في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك اليوم الجمعة، أن البحث عن الطعام في القطاع لا ينبغي أن يكون حكما بالإعدام، و"أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مطالبة وفقا للقانون الدولي بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها".

وأشار إلى أنه تم تشريد العائلات في غزة مرارا وتكرارا، وهم الآن محصورون في أقل من خُمس أراضي غزة، وحتى هذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد، فالقنابل تتساقط على الخيام، وعلى العائلات، على أولئك الذين لم يتبق لهم مكان يفرون إليه، يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم".

وأكد أن "إسرائيل" تحظر منذ ثلاثة أشهر "دخول مواد الإيواء والوقود للخدمات الحيوية، ويضطر الأطباء إلى اختيار من يحصل على آخر جرة دواء أو آخر جهاز تنفس صناعي، فيما عمال الإغاثة أنفسهم يتضورون جوعا، لا يمكن تطبيع هذا الوضع".

وأوضح غوتيريش أن "حفنة من الإمدادات الطبية عبرت إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي الأولى من الأمم المتحدة منذ أشهر، مضيفا أن "هذا يؤكد فقط الحجم الهائل للأزمة".

ولفت إلى أن كمية قليلة من المساعدات غير كافية، مؤكدا "أن ما تحتاجه غزة الآن هو طفرة في المساعدات، ومن الضروري أن يتحول هذا النزر اليسير من المساعدات إلى محيط".

وأضاف "إننا بحاجة إلى إجراءات ملموسة حتى تصل المساعدات إلى جميع الناس أينما كانوا بسرعة وعلى نطاق واسع، وأن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة، وهي تقتل الناس".

ودعا لضرورة إيجاد حل لمشكلة توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه "لا حاجة لإعادة اختراع العجلة بمخططات خطيرة، لأن الحل لدينا".

وشدد أن لدى الأمم المتحدة خطة مفصلة ترتكز على المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية، مضيفا: "لدينا الإمدادات والخبرة، وخطتنا تسترشد بما يحتاجه الناس، وهي مبنية على ثقة المجتمعات المحلية والجهات المانحة والدول الأعضاء، وقد نجحت خلال وقف إطلاق النار الأخير، ويجب السماح لها بالعمل مرة أخرى".

ودعا غوتيريش، "إسرائيل" إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والوصول إلى الناس أينما وجدوا.

وجدد تأكيده أن الطريق الوحيد للسلام هو تمهيد الطريق إلى حل الدولتين، مختتما حديثه بالقول: "يجب أن تنتصر الدبلوماسية والكرامة الإنسانية للجميع".

واعتبر أن "وقف إطلاق النار الذي تحقق بين إيران وإسرائيل يمنح بارقة أمل، وهذه الأمل مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف: "حان الوقت للعثور على الشجاعة السياسية لوقف إطلاق النار في غزة".

من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن مخطّط توزيع الغذاء الإسرائيلي- الأميركي، ينتهك كرامة الفلسطينيين عمدًا، ويجبرهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على قلّة من الإمدادات.

وأشارت "أطباء بلا حدود" في بيان لها أمس الجمعة، إلى أن هذا المخطط أسفر عن استشهاد أكثر من 500 شخص وإصابة قرابة 4,000 آخرين في سعيهم للحصول على الطعام.

وأضافت: "هذا ليس توزيعًا إنسانيًا بل مجزرة مُقنّعة ويجب أن يُفكَّك الآن".

ودعت المنظمة، سلطات الاحتلال الإسرائيلية وحلفاءها إلى رفع الحصار المفروض على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة، والعودة إلى نظام إنساني قائم على المبادئ ومنسّق عبر الأمم المتحدة، كما كان الحال سابقًا.

وأشارت إلى أن تنظيم هذه الكارثة تتم بوكالة إسرائيلية أمريكية تعمل تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، ونظرًا لطريقة توزيع المساعدات، يُجبَر آلاف الفلسطينيين، الذين أرهقهم التجويع بفعل حصار إسرائيلي تجاوز المئة يوم، على قطع مسافات طويلة للوصول إلى أربعة مواقع توزيع، ويُجبرون على التزاحم لانتزاع قلة قليلة من المواد الغذائية.

وأكدت أن هذه المواقع تعرقل مساعي النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، للوصول إلى المساعدات، إذ يُقتل ويُصاب الكثيرون وسط هذه الفوضى.

وأضافت أنه ومع ذلك، "تمر كلّ هذه الفظائع المتجددة من دون أدنى اكتراث من المجتمع الدولي، ناهيكم عن أي إدانة، وكأن العالم استسلم لدوره في السماح بحملة تتّسق في نمطها مع تعريف الإبادة الجماعية، بل ويسهم في استمرارها. لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع".

وكان مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اتهم قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصدار أوامر مباشرة بإطلاق النار على مدنيين فلسطينيين ينتظرون المساعدات، حتى "لو لم يكونوا يشكلون أي خطر".

وأثار المقال جدلا واسعا، ودفع كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس لإصدار بيان مشترك نفيا فيه ما جاء في المقال، واصفين ما ورد فيه بـ"الافتراءات الدامية المشينة".

وكشف المكتب الإعلامي الحكومي، الجمعة، عن العثور على أقراص مُخدّرة من نوع "Oxycodone" داخل أكياس الطحين التي وصلت إلى المواطنين من "مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية".

وأعرب المكتب، في بيان له، عن قلقه من خطورة احتمال أن تكون بعض هذه المواد المخدرة قد طُحنت أو أُذيبت متعمّداً في الطحين ذاته، ما يرفع من حجم الجريمة ويُحولها إلى اعتداء خطير يستهدف الصحة العامة بشكل مباشر.

وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، لنشر الإدمان وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل، "ضمن سياسة ممنهجة تشكل امتداداً لجريمة الإبادة الجماعية".