الساعة 00:00 م
الإثنين 30 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.59 جنيه إسترليني
4.78 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.39 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

20 فلسطينيًا يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد توجههم لنقاط المساعدات الأمريكية

ارتفاع أسعار المواصلات.. أزمة تتفاقم وإرهاق لجيوب الغزيين

أزمات مركبة..

ارتفاع أسعار المواصلات.. أزمة تتفاقم وإرهاق لجيوب الغزيين

حجم الخط
أسعار المواصلات في غزة.jpg
غزة – فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

في قطاع غزة المكلوم، أزمات مركبة بعضها فوق بعض لا تكد تحاول النجاة من واحدة حتى تلُفك الثانية من اتجاه آخر، وكان لارتفاع أسعار المواصلات حظاً كبيراً من هذه الأزمات في الآونة الأخيرة.

وتفاقمت أزمة المواصلات والتنقل في قطاع غزة بشكل غير مسبوق في ظل حرب الإبادة الجماعية المتواصلة، وما ترتب عليها من إغلاق للمعابر ومنع إدخال السولار والوقود، الأمر الذي أضاف أعباءً جديدةً على المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة.

ويعاني السكان من ارتفاع أسعار المواصلات الداخلية التي كانت تقدر بشيكل واحد أو اثنين إلى ما يزيد عن خمسة أضعافها، وقد وصل سعر لتر السولار الصناعي إلى 60 شيكلاً على الأقل، بعد أن كان يباع بستة شواكل، فيما تضاعف سعر لتر البنزين إلى ما يزيد عن خمسة عشر ضعف ثمنه الأصلي.

السير على الأقدام..

السيدة سوسن عيَّاد تنفض غبار الطريق بعد وصولها إلى مكان عملها وسط مدينة غزة سيراً على الأقدام من حي الشيخ رضوان جنوب المدينة، وبينما تلفظ أنفاسها بعد مشوار طويل تقول "أزمة المواصلات بهدلتنا".

وتصف "عيَّاد" في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء"حالها صباحاً حيث تضطر للاستيقاظ في وقت مبكر جداً ليتسنى لها الوصول إلى عملها مشياً، في ظل ارتفاع أسعار المواصلات التي تجاوزت 7 شواكل ( 2 دولار).

وتزيد:" بالكاد نستطيع الحصول على سيولة نقدية حتى يذهب معظمها للمواصلات، ونقضي معظم الأيام سيراً على الأقدام بين الركام وتحت خوف القصف"، متسائلة:" حتى المشي هل نقوى عليه فعلاً في ظل انعدام الغذاء وسوء التغذية والمجاعة القائمة"؟

"والله علينا غالي"..!

ومن حي النصر إلى حي الرمال، تتكبد الشابة ساجدة عماد عناء طريقٍ تأخذ 40 دقيقةمن وقتها كل يوم في باص مهترئ، بعد أن كانت مسافة لا تتجاوز 10 دقائق في الأيام العادية، وبأسعار وصلت 8 شواكل.

تقول "عماد" لـ"وكالة سند للأنباء"،: "لا توجد أسعار ثابتة، كل سائق له سعر مختلف في ظل أزمة الوقود والسولار حيث يُسمعونا الجملة المعتادة والله السولار غالي، هذا إذا وجدنا مواصلةً من الأساس".

وتُبدي امتعاضها لمراسلتنا عن أزمة المواصلات وشُح المركبات وعدم تهيئتها للركوب الآدمي بما يليق، ناهيك عن العربات التي تجرها الدواب وما يرافقها من "مصائب" كما وصفت.

هذه الأزمة ليست حالة فردية، بل تعكس معاناة يومية يعيشها الآلاف في مختلف مناطق القطاع، خاصة مع ازدحام مواقف السيارات وصعوبة التنقل نتيجة تدمير البنية التحتية.

ومن وسط قطاع غزة، ينقل الشاب وسيم الحميدي معاناته في التنقل من مدينة دير البلح إلى مدينة غزة، والذي يضطر في بعض الأحيان إلى البقاء واقفاً في عربة التنقل طوال الطريق رغم دفعه مبلغاً يصل إلى 70 شيكل ذهاباً وإياباً.

ويُعبّر عن ذلك لمراسلتنا بقوله:" كانت الـ 70 شيكل قبل الحرب تكفينا أسبوعاً للذهاب والإياب من وسط القطاع إلى مدينة غزة والعكس، لكن الآن بتنا نتكبد عناء ما لا طاقة لنا به".

ويزيد: "أدفع مواصلات مرتفعة، والعربات رديئة، والبنى التحتية مدمرة، وأنزل حين وصولي غير قادر على الحركة من وعورة الطريق".

تكاليف يومية متزايدة..

وعلى صعيد آخر، يوضح السائق خليل رباح (40 عاماً) تأثير ارتفاع أسعار الوقود على عمله اليومي والذي "تغير بشكل جذري"، حيث كان يعمل بنظام يصفه بـ"المعتدل"، لكن ارتفاع أسعار الوقود، حال دون توفير تكاليف التشغيل اليومية.

واضطر "رباح" كما حدَّث "وكالة سند للأنباء"،إلى رفع تكلفة أجرة المواصلات ليتسنى له تغطية مصاريفه اليومية لأسرته في ظل ارتفاع أسعار الغذاء في الأسواق، وأعطال سيارته، وتوفير السولار.

ويشير إلى صعوبة العمل في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، وعدم توفرها طوال الوقت إلا بكميات ضئيلة في السوق السوداء، ما يجعل السائقين أحيانا عرضة للنصب والاحتيال بخلط السولار بزيت القلي "السيرج".

ويواجه قطاع غزة أزمة وقود خانقة، بعد أن أعادت سلطات الاحتلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع مطلع مارس/آذار المنصرم، مما أدى إلى منع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية الأساسية، وسط تجاهل أميركي وصمت دولي.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد أوضح في تصريحات صحفية سابقة، أنه كان من المقرر إدخال 50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة، إلا أن الاحتلال يدخل فقط 15 شاحنة لخدمة نحو 2.4 مليون فلسطيني.