الساعة 00:00 م
الثلاثاء 01 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
4.75 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.37 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

20 فلسطينيًا يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد توجههم لنقاط المساعدات الأمريكية

ارتفاع أسعار المواصلات.. أزمة تتفاقم وإرهاق لجيوب الغزيين

ترامب يربط المساعدات العسكرية بمصير محاكمة نتنياهو

ترجمة خاصة.. أكسيوس: حملة ترامب لإنقاذ نتنياهو تُربك إسرائيل

حجم الخط
ترامب.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة سياسية جديدة بعدما لوّح، في سلسلة منشورات مثيرة للجدل، باستخدام المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل كورقة ضغط لوقف محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم الفساد.

وكتب ترامب عبر منصته «تروث سوشيال» قائلاً: "ما يفعلونه في (إسرائيل) ببيبي نتنياهو أمرٌ فظيع. إنه بطل حرب، ورئيس وزراء قام بعمل رائع بالتعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق نجاح باهر في التخلص من التهديد النووي الخطير في إيران."

وأضاف محذرًا: "الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات سنويًا لحماية ودعم (إسرائيل). ولن نسمح باستمرار حملة الملاحقة هذه."

وبحسب موقع أكسيوس الأمريكي فقد فُسِّرت تصريحات ترامب على نطاق واسع بأنها محاولة مباشرة للتأثير في القضاء الإسرائيلي، في تدخل غير مسبوق من رئيس أمريكي سابق في شؤون داخلية لإسرائيل، الحليف الاستراتيجي الأهم لواشنطن في الشرق الأوسط.

تصعيد غير مسبوق ومخاوف إسرائيلية

خطورة ما أقدم عليه ترامب تكمن في المزج بين المساعدات العسكرية، التي لطالما اعتُبرت التزامًا مقدسًا لدى الحزبين الأمريكيين، وبين أزمة قانونية يواجهها سياسي بعينه.

إذ بدا ترامب وكأنه يربط أمن أكثر من عشرة ملايين إسرائيلي بمصير محاكمة نتنياهو الجنائية، التي يرى فيها الرئيس السابق "حملة صيد سياسي".

وتتزامن تحركات ترامب مع رفض المحكمة الإسرائيلية طلب نتنياهو تأجيل جلسات محاكمته لمدة أسبوعين، رغم ادعاء الأخير أن لديه التزامات تتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي.

نتنياهو يستغل دعم ترامب

سارع نتنياهو إلى استثمار دعم ترامب، فأعاد نشر منشوراته على حسابه في منصة X (تويتر سابقًا)، وكتب:"شكرًا لك مرة أخرى، (ترامب) معًا، سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا مرة أخرى!"

هذا التفاعل العلني أثار مخاوف في الأوساط السياسية والقانونية داخل (إسرائيل) من أن يصبح التدخل الأمريكي ورقة ضغط إضافية في يد نتنياهو، الذي يواجه تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة.

وبدأت محاكمة نتنياهو قبل أربع سنوات، لكنها تعثرت مرارًا بسبب تكتيكاته القانونية في المماطلة.

ووفق ما كشفته تقارير إسرائيلية، يواجه رئيس الوزراء اتهامات بتلقّي هدايا تزيد قيمتها عن 200 ألف دولار من رجال أعمال أثرياء، إضافة إلى تقديم مزايا تنظيمية بقيمة مئات الملايين من الدولارات لأحد أقطاب الإعلام مقابل تغطية إعلامية إيجابية.

ويتهمه قادة سابقون في أجهزة الأمن، مثل رئيس الشاباك السابق، بمحاولة استغلال موقعه التنفيذي للتأثير على مجريات القضية وتأجيلها.

الحسابات السياسية وراء تدخل ترامب

كشف مسؤول في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" أن أول منشور لترامب كان عفويًا، جاء إثر قراءته تقريرًا إخباريًا بينما كان على متن طائرة الرئاسة عائدًا من قمة حلف الناتو في لاهاي. لكن محللين يرون في تحرك ترامب محاولة سياسية محسوبة.

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اعتبر أن ترامب لا يتدخل من باب التعاطف فقط، بل كجزء من صفقة محتملة: "أعتقد أنه يفعل ذلك كتعويض لبيبي مقابل إنهاء الحرب في غزة. يبدو الأمر وكأنه من تصرفات ترامب."

وفي منشور لاحق، كتب ترامب: "أبرموا الصفقة في غزة. استعيدوا الرهائن!!!"

لكن الواقع، كما يشير التقرير، أن المفاوضات بين دولة الاحتلال وحركة "حماس" ما تزال متوقفة، ويرجع ذلك إلى رفض نتنياهو تقديم التزامات حاسمة بشأن إنهاء الحرب في غزة.

كذلك، لا توجد إشارات جدية حتى الآن إلى استعداد إيران لفتح حوار مباشر مع واشنطن، ما يضعف حجة ترامب بأن المحاكمة تعرقل جهود التفاوض الإقليمية.

معركة قضائية قد تفجر أزمة دستورية

حتى اللحظة، الشخص الوحيد القادر قانونيًا على إلغاء محاكمة نتنياهو هو النائبة العامة الإسرائيلية، غالي بهاراف-ميارا. لكن احتمالات قيامها بذلك شبه معدومة.

في المقابل، يحاول نتنياهو وحلفاؤه الدفع نحو إصدار قرار من مجلس الوزراء لإقالتها، ما ينذر بصدام مؤسسي قد يؤدي إلى أزمة دستورية.

وحذر دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى (إسرائيل)، في حديث لـ«أكسيوس»: "هذه هي عقدة الإمبراطور التي يعاني منها ترامب. يعتقد أنه إذا قصف فوردو (المنشأة النووية الإيرانية) وقدم مساعدات لإسرائيل، فيمكنه أن يملي أحكامه على القضاة الإسرائيليين. ربما لم نشهد قط تدخلاً أمريكيًا أكثر صراحةً في الشؤون الداخلية لإسرائيل. لكن هذا لن ينجح."

ترامب ونتنياهو: علاقة مصالح متبادلة

العلاقة بين ترامب ونتنياهو اتسمت بالتذبذب على مدار السنوات الماضية. ففي لحظة بدا فيها ترامب غاضبًا من نتنياهو بعد ما اعتبره "خيانة سياسية" حين هنّأ الأخير الرئيس جو بايدن بالفوز في انتخابات 2020، عاد الرئيس الأمريكي إلى صف نتنياهو اليوم، في وقت يشهد فيه الأخير ضغوطًا قضائية وسياسية هائلة.

لكن الدعم الجديد لا يخلو من حسابات شخصية لدى ترامب، الذي يواجه بدوره سلسلة من القضايا الجنائية في الولايات المتحدة، ويحتاج إلى حلفاء دوليين يمكنه المراهنة عليهم في حملته الانتخابية المقبلة للعودة إلى البيت الأبيض.

والتدخل الصريح من ترامب أثار نقاشًا عميقًا في (إسرائيل) حول مفهوم السيادة واستقلالية القضاء. فقد سبق لنتنياهو أن اتهم رؤساء أمريكيين سابقين – مثل بيل كلينتون وباراك أوباما وجو بايدن – بالتدخل في الشؤون الإسرائيلية الداخلية، لكنه هذه المرة يرحب بتدخل ترامب بل ويشجعه.

ويرى مراقبون أن دولة الاحتلال تقف أمام اختبار مصيري: هل تستطيع حماية استقلالية نظامها القضائي أم أن لعبة المصالح السياسية ستطغى على مؤسساتها الديمقراطية؟.

وبينما يلوّح ترامب بالمساعدات العسكرية، تتجه الأنظار إلى ما سيقرره القضاء الإسرائيلي في الأسابيع المقبلة، وما إذا كانت البلاد على أعتاب أزمة دستورية جديدة قد تُعيدها إلى دوامة عدم الاستقرار الداخلي