تتواصل في قطاع غزة قصص المأساة التي أوجدها الحصار الإسرائيلي للقطاع تزامنًا مع استمرار الحرب العدوانية منذ الـ 7 من أكتوبر 2023؛ والتي تُلقي بظلالها على المدنيين؛ وتحديدًا الأطفال والنساء.

وتقول السيدة مروة أبو دية، إنها عانت من عدة مشاكل صحية خلال حملها بسبب عدم توفر العديد من أصناف الطعام الصحية التي تحتاجها أي سيدة حامل؛ ما تسبب لها بـ "ضعف دم".

وأردفت "أبو دية" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "ضعف الدم الذي عانيت منه خلال أشهر الحمل تسبب لطفلي (محمد أبو دية) بسوء تغذية عقب ولادته". مؤكدة: "لا يتوفر حليب للطفل؛ سواء طبيعي أو صناعي".

وأكدت: "إغلاق معابر قطاع غزة أدى إلى فقدان الطعام الصحي وحليب الأطفال والبامبرز من الأسواق، ومع سوء الأحوال المادية والمعيشية بتنا غير قادرين على توفير أي شيء لنا أو لأطفالنا".

واشتكت "ضيفة سند" من ارتفاع أسعار الحليب "في حال توفر أصلًا" والبامبرز. مبينة أن "كيس البامبرز ثمنه بات 250 شيقلًا". مناشدة بتوفير "حليب الأطفال المناسب لنجلها".

ولفتت النظر إلى أن زوجها؛ وهو المعيل الوحيد للعائلة قبل الحرب، مصاب نتيجة قصف إسرائيلي. موضحة: "بات غير قادر على إعالتنا وتوفير حاجيات المنزل".

وأكملت: "ينام طفلي في غالب الأوقات بسبب البكاء من الجوع، وأحاول تهدئته باللعب أو الغناء". مطالبة بتوفير حليب الأطفال والبامبرز وطعام صحي لكل الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية.

وتستمر قوات الاحتلال بفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، ما فاقم أزمة الجوع وسوء التغذية التي تضرب السكان منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وحذّر أطباء في قطاع غزة من خطر وشيك يهدد حياة مئات الأطفال الرضع، في ظل نقص حاد في حليب الأطفال.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس: "لا أستطيع وصف مدى سوء الوضع. لدينا الآن ما يكفي من الحليب الصناعي لأسبوع تقريبًا. لكن لدينا أيضًا رضع خارج المستشفى لا يحصلون على الحليب. إنه وضع كارثي".

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، توفي 66 طفلًا فلسطينيًا بسبب الجوع منذ بداية الحرب.

كما حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مؤخرًا من أن حوالي 112 طفلًا يدخلون يوميًا مستشفيات غزة للعلاج من سوء التغذية، مشيرًا إلى أن سوء التغذية في سن مبكرة قد يسبب مشاكل نمو دائمة، بينها ضعف الذاكرة وتأخر التطور العقلي والجسدي.