رن هاتفها النقال، وأبلغها المُتصل أن "الحوالة الطبية" لعلاج طفلها محمد قد وصلت، تمهيدًا لنقله من قطاع غزة إلى الأردن، إيذانًا ببدء رحلة علاج لطفل لم يتجاوز الـ 3 أعوام وهو يُعاني من عدة أمراض بسبب سوء التغذية، أسوء بآلاف الأطفال في القطاع.
وقالت والدته إن الطفل "محمد خروات" من مواليد الحرب وهو يعاني من عدة أمراض؛ لا سيما نقص المناعة والربو والحساسية على جهاز التنفس ومن حساسية الحليب.
وأردفت والدة محمد، في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "الجهاز الهضمي لطفلي لا يقبل أي نوع حليب، وإنما نوع حليب مُخصص". منوهة إلى أن طفلها من لحظة ولادته وهو يرقد في المشفى وتحديدًا في العناية المركزة لمعاناته من "ضيق التنفس".
وأوضحت: "كنت أبيت في المشفى 20 يومًا كل شهر بسبب مرض محمد (..)، في نهاية المطاف ساءت حالته الصحية وأخبرني الطبيب أن طفلي معرض للإصابة بأي فايروس بحيث لا يُمكن السيطرة عليه وقد يفقد حياته".
ونوهت إلى أن العائلة انتظرت 6 أشهر، حتى حصلت على حوالة طبية للعلاج خارج قطاع غزة. متابعة: "تواصلوا معنا للسفر إلى الأردن في رحلة علاج لطفلي محمد وقد انتقلنا من بيت حانون إلى مستشفى الشفاء مشيًا على الأقدام".
وأضافت: "وصلنا معبر كرم أبو سالم ونُقلنا أنا وطفلي محمد وشقيقته بطائرة هيلوكوبتر أردنية إلى الأردن، حيث كان الطاقم الطبي هناك بانتظارنا وبدأنا رحلة العلاج".
ولفتت النظر إلى أن الطواقم الطبية، وبعد أن أجريت عدة فحوصات لـ "محمد"، اكتشفت أن لديه عدة أمراض بالإضافة إلى نقص المناعة الشديد وسوء التغذية.
واستدركت: "بدأ الأطباء بالعلاج ولوحظ تحسن على صحة محمد". مستطردة: "بعد فترة وجيزة نُقلنا إلى مدينة الحسين الطبية لنجد أنفسنا بين عساكر من الأردن وأخبرونا أننا سنُنقل إلى قطاع غزة".
وأشارت "والدة محمد" إلى أنها أخبرت الجهات المختصة هناك بأن طفلها "لم يُنهي رحلة العلاج"؛ دون أن يُؤخذ طلبنا وكلامنا بالحسبان وأبلغونا أن حالتنا كانت "إخلاء طبي خلال شهر".
وكشفت النقاب عن أن الجهات الأردنية نقلتها وأطفالها من الأردن إلى جسر الكرامة ومن هناك إلى معبر كرم أبو سالم؛ "قبل أن نتعرض للإهانة من قبل قوات الاحتلال وبعد ذلك أعادونا لقطاع غزة".
وأفادت بأن قوات الاحتلال صادرت عدة حقائب منها خلال عودتها لقطاع غزة، بالإضافة لسرقة أموال خاصة وأجهزة جوال محمولة والتقرير الطبي الخاص بـ "الطفل محمد" وشقيقه المريض الآخر الذي تركته في القطاع.
وتابعت: "انطلقت في رحلة علاج لمحمد ولم يتم علاجه وعُدت مرة أخرى إلى قطاع غزة لأجد حالة شقيقه الآخر قد ساءت؛ وهو يُعاني من تشنجات وسوء تغذية".
وأكدت: الخيمة التي نسكن فيها تفتقر لأدنى مقومات الحياة والمتطلبات الصحية البسيطة؛ هي لا تصلح لأن يسكنها إنسان طبيعي فكيف بطفل مريض؟!"