كشفت مقاطع فيديو مصورة من داخل مخيم طولكرم للاجئين بمدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة، النقاب عن دمار واسع وهائل لحق بمنازل وممتلكات المواطنين والمنشآت والبنى التحتية المدنية، جراء استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي على المخيم.
وقال المواطن لبث سروجي، من سكان مخيم طولكرم لـ "وكالة سند للأنباء"، إن المواطنين يأتون للمخيم فقط ليشاهدوه. منوهًا: "لم يتبقى لنا شيء في المخيم؛ منازلنا هُدمت بالكامل، ويأتي السكان لمحاولة إخراج ما يستطيعون من ممتلكات".
وأردف سروجي: "قوات الاحتلال تتحكم في المواطنين؛ تمنع بعضهم من الدخول وتسمح لآخرين.. الوضع صعب جدًا؛ الهدم والدمار في المخيم لحق بكل المنازل تقريبًا، والمنازل التي لا تهدم يتم ردمها بالرمال وبقايا المنازل التي تُهدم".
واستطرد: "مخطط الهدم لا يستهدف المنازل التي يتم إخطار أصحابها بهدمها أو التي يُعلن عنها عبر الأوامر العسكرية الإسرائيلية، بل يطال المنازل المُخطرة بالهدم والأخرى المجاورة لها".
وانتقد اللاجئ الفلسطيني؛ والذي خسر كل ما كان يملك داخل مخيم طولكرم، لا سيما منزله الذي كان ملجأ له ولعائلته، الموقف العربي والدولي مما يحدث بحق مخيمات اللجوء في الضفة الغربية. موضحًا: "نحن نرى مستقبلنا ومستقبل أبناءنا يُهدم أمامنا والعرب لا يحركون ساكنًا".
من جانبها، أوضحت المواطنة انشراح العنبر، أن الاحتلال هدم منزل عائلتها المكون من 4 طوابق؛ "دون أن يتم إخطارنا بذلك أو السماح لنا بإخراج الأثاث والممتلكات من داخله".
وقالت السيدة "العنبر" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنها جاءت للمخيم لكي تلقي نظرة على منزلها المدمر لعلها تستخرج بعضًا من ذكريات العائلة.
وفي السياق، أفادت الفتاة هدير منذر لـ "وكالة سند للأنباء" بأن قوات الاحتلال أخطرت بهدم منزل عائلتها، المكون من 3 طوابق، ضمن الأوامر الأخيرة التي تستهدف 104 منازل في مخيم طولكرم.
ونبهت "منذر" إلى أن قوات الاحتلال منعتهم في البداية من إخراج بعض ممتلكاتهم من داخل المنزل.
وتُواصل قوات الاحتلال، عدوانها العسكري على مدينة ومخيم طولكرم، لليوم الـ 159 على التوالي، تزامنًا مع استمرار عمليات هدم منازل المواطنين وتدمير البنية التحتية، تزامنًا مع تحويل أخرى لثكنات عسكرية.
وكانت مصادر محلية من مخيم طولكرم، قد أوضحت أن الـ 104 أبنية التي أصدرت قوات الاحتلال أوامر بهدمها في 30 يونيو 2025، تضم أكثر من 400 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
ووفقا لآخر المعطيات، فقد أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا.