الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

موسم الزيتون..عرس فلسطيني يتحول لكابوس بفعل الاستيطان

حجم الخط
صوة أرشيفية
سلفيت - وكالة سند للأنباء

يُعاني المزارع الفلسطيني في ريف سلفيت من اعتداءات جمّة، يُنفذها المستوطنون إلى جانب قوانين وإجراءات يضعها جنود الاحتلال ويُلزموا بها الفلاح الفلسطيني الذي نُهبت أراضيه لصالح الاستيطان.

وبرغم ما يتعرض له مزارعو بلدة كفر الديك من مضايقات الجيش والمستوطنين، إلا أنهم بقوا محافظين عليها رغم التهديدات والمخاطر المحدقة بأرضهم فيقومون بفلاحتها والعناية بها في تحدٍ وصبر لا مثيل له.

تغول استيطاني

وذكر المزارع خليل الديك، أن موسم الزيتون سابقًا "كان عبارة عن عرس فلسطيني خالص تغمره الفرحة والبهجة والسرور، والآن تحول إلى تصاريح وتفتيش وإهانات على بوابات الجدار وقرب المستوطنات".

وأضاف "نحزن في كل موسم زيتون جراء التغول الاستيطاني، والأشجار في تناقص، وأشجار الزيتون بعضها زرع منذ أكثر من عشرات السنين، وبعضها معمر منذ مئات السنين".

واستدرك "يأتي مستوطن من أوروبا، ويقول إن الأشجار ملكه ويأخذها بالقوة، ويجرفها ويبني بيتًا له فوق أرضنا بقوة السلاح".

ويُلخص الديك حزنه بالقول "مزارع ينتظر التصريح لدخول أرضه لقطف ثمار الزيتون، وآخر يتحسر على أشجاره التي قطعها المستوطنون، وثالث لا يقدر على فلاحة أرضه كونها أصبحت داخل مستوطنة ليشم التي صادرت أراضي كفر الديك وجرفتها".

ونوه المزارع فراس الديك إلى أن جرافات الاحتلال الضخمة "تكاد لا تتوقف، في محيط مستوطنة ليشم، عن العمل وتجريف أراضي الفلسطينيين".

وأفاد الديك، بأن عائلته تملك ما مساحته 26 دونمًا مشجرة بـ 250 من أشجار الزيتون الرومي القديم في داخل وحول مستوطنة "ليشم".

إخطارات بهدم المنازل

حال المزارع الديك كحال زميله أحمد الأحمد من ذات البلدة، والذي يقول إن أرضه تقع في منطقة القرية الأثرية "دير سمعان"، التي طوقتها مستوطنة "ليشم" وقرب الطريق الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون.

وتابع الأحمد "عائلتا الأحمد والديك في كفر الديك تم مصادرة أكثر وأخصب أراضيهم لصالح بناء مستوطنات ليشم وبدوئيل وإيلي زهاف".

وفي السياق، أوضح رئيس بلدية كفر الديك، إبراهيم الديك، أن البلدة تعاني من هجمة وكثرة المستوطنات ومصادرة أراضيها لصالح الاستيطان، مشيرًا إلى أن العديد من المنازل أخطرت بالهدم بحجة قربها من الشارع الالتفافي.

ويروي مزارعو بلدة كفر الديك ما شاهدوه قبل سنوات "سلطة الآثار التابعة لإسرائيل نبشت قرية دير سمعان ونقبت عن الآثار بداخلها".

ويضيف المزارعون "شاهدنا بأعيننا قيام سلطة الآثار بمصادرة أعمدة عليها كتابات قديمة، لا نعرف ماذا فعلوا بها".

وعن المشاكل التي تواجه مزارعي بلدة كفر الديك جراء الاستيطان والمستوطنين فهي كثيرة جدًا، من بينها إطلاق الخنازير لإتلاف المحاصيل، وتجريف الأرض من أجل الطرق والبنى التحتية للمستوطنات.

ويقول المزارع عبد الله الديك، إن أحد المستوطنين عرض على والده مبلغًا كبيرًا من المال مقابل بيع أرضه "رفض والدي وقال له: الأرض عرضنا ودمنا وروحنا، والمال يذهب، وأنتم غدًا ذاهبون".

وتشير الإحصائيات إلى وجود ما يقارب مليون دونم مزروعة بحوالي 12 مليون شجرة زيتون في فلسطين، منها تسعة ملايين ونصف المليون مثمرة، على مساحة تبلغ 85% من المساحة الإجمالية للأشجار المثمرة في فلسطين.

وهناك حوالي 40 ألف دونم مزروعة بـ 5 مليون شجرة زيتون معزولة بجدار الضم والتوسع العنصري.

وبحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث الأراضي بالقدس المحتلة، فإنّ الاحتلال أنشأ 4 شبكات طرق التفافية لأغراضه العسكرية ولصالح الاستيطان على أراضي محافظة سلفيت.

وأدى ذلك إلى ضياع أكثر من 4 آلاف و760 دونمًا من أراضي الفلسطينيين في المحافظة، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل أنشأ جدارًا عنصريًا على أراضي سلفيت.