قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن المخطّط الخطير والمشبوه الذي كشفته صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية، والذي يقوده رجال أعمال "صهاينة" بالتعاون مع شركة "بوسطن كونسالتنغ غروب" الأمريكية ومؤسسة "توني بلير"، بهدف تصفية القضية الفلسطينية من بوابة قطاع غزة، وتحويله إلى مشروع استثماري يُقام على أنقاض الشعب مؤامرة يجب التصدي لها وإفشالها.
وأكد "الجبهة الشعبية" في بيان لها اليوم الاثنين، وصل "وكالة سند للانباء" نسخة منه، إنّ هذه الخطة المشبوهة، التي تحمل عنوان "الثقة الكبرى"، هي نسخة جديدة من مشاريع تهويد الأرض وتفكيك القضية الفلسطينية عبر تسويق "السلام الاقتصادي" كبديل عن الحقوق الوطنية، وفرض وقائع "استعمارية" تخدم رؤى الاحتلال.
وأشار البيان إلى أن هذه المشاريع تستهدف بشكلٍ مباشر اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عبر إغراءات مالية ومساعدات مشبوهة، وتحويل القطاع إلى منطقةٍ اقتصادية خاضعة لإدارة الاحتلال.
وشددت "الجبهة الشعبية"، على أن هذه المشاريع، بما تحمله من تخيّلات "استعمارية"، تُشكّل امتداداً لرؤية "نتنياهو" المتطرفة والتصفوية تجاه الشعب الفلسطيني، وتندرج ضمن مخططات تهجير جماعي وتفكيك الكيانية الوطنية الفلسطينية، وتحويل غزة إلى "ريفيرا استعمارية" تُدار بأموال جهات مشبوهة، وتُباع أراضيها للمستثمرين، في محاولةٍ لاختراع نظام استيطاني جديد تحت مسمى "الاستيطان الصناعي".
وحذّرت من انخراط أو تورط أي جهات دولية في هذا المخطّط، الذي لن يكون له مستقبل سوى الفشل، كما فشلت كل محاولات تصفية القضيت على مدار 70 عاما.
وبينت "الجبهة الشعبية"، أن غزة ليست عقاراً للبيع، بل جزء حيّ وأصيل من أرض فلسطين التاريخية، ولا يمكن لأيّ قوة في العالم أن تنتزعها من أهلها، لا بالإبادة، ولا بالحصار، ولا بالتدمير الممنهج، ولا بالتهجير.
ودعت كافة القوى الشعب الفلسطينية إلى رفع مستوى الحذر واليقظة، وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة مشاريع التهجير وإعادة الإعمار المشروطة والملغومة، والتوحّد في مواجهة هذه المشاريع الاستعمارية المشبوهة، والتمسّك بالحقّ التاريخي في الأرض والعودة والحرية.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني، وفي القلب أهل غزة الصامدة، سيواجهون هذه المشاريع بكلّ قوة وصلابة، ولن يسمحوا للأمريكان أو الاحتلال الإسرائيلي أو تحالف المال والاستعمار بتمرير مخططاته فوق ركام شهدائنا وجراح أطفالنا.