الساعة 00:00 م
الأربعاء 09 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.57 جنيه إسترليني
4.74 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.94 يورو
3.36 دولار أمريكي

قمة "جبل السالمة" في جنين تواجه أخطار الابتلاع الإسرائيلي

حجم الخط
WhatsApp Image 2025-07-09 at 10.43.25 AM.jpeg
جنين- نواف العامر- وكالة سند للأنباء

يبدو أن فرصة الانقضاض الإسرائيلي بنكهة عسكرية على جبل السالمة في بلدة "رابا"، المرتبط بالسلامة والسلام، حانت.

خطط الابتلاع تفتقت هذه المرة؛ عن قرار تحويله لقاعدة عسكرية، تمهّد لنهب آلاف الدونمات من البلدة ومنطقة طوباس بجرة قلم تحمل توقيع ألوف آفي بلوط قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية.

ويعد جبل السالمة الذي يبلغ ارتفاعه 714 مترا عن مستوى سطح البحر، ثالث أعلى قمة في أقصى شمال الضفة الغربية، بعد جبل عيبال بمدينة نابلس والذي يرتفع لأكثر من 935 مترا فوق سطح البحر وجبل جرزيم بارتفاع 881 مترا.

ومن القمة يمكن مشاهدة غالبية محافظة جنين بسهولها وقراها، ويطل على الأغوار الشمالية والحدود الأردنية شرقا، ومنه يمكن أن تشاهد قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل شمالا، والبحر الأبيض غربا، وجبال نابلس جنوبا.

ويحمل قرار المصادرة (25/107/05785/2025) لمناطق حددها بالاسم والمساحة، إتاحة الفرصة للاعتراض خلال أسبوع من تاريخ القرار، مخفياً خلفه جشعاً يألفه أصحاب الأرض الفلسطينية، يُلهي آمالهم ويُنهيها بإمكانية إلغاء القرار، الذي تماثله مئات بل آلاف الاعتراضات، في أروقة محاكم الاحتلال الصورية.

تنفيذ قرار المصادرة لن يكتفي بابتلاع المساحة المحدودة المطلة على الأغوار والأردن وجبل الشيخ، بل إنه، وفق مسؤولين ومتابعين من السلطة والحكم المحلي، تحدثوا لوكالة سند للأنباء، سيمتد لاحتواء آلاف الدونمات، وسيفضي لفصل الأغوار الشمالية وعمقها الغربي، عن التجمعات السكانية الفلسطينية في طوباس وجنين، لتصبح لقمة سائغة.

قبضة خانقة للأغوار ...

ويرى محافظ طوباس والأغوار الشمالية محمد الأسعد، أن الهدف الرئيس من مخططات مصادرة جبل السالمة، وأحواض من طوباس، يهدف لعزل الأغوار الشمالية عن التجمعات السكانية الفلسطينية في طوباس وجنين، وإحكام قبضته على المنطقة الاستراتيجية، متمثلة بالجبل وإطلالته على الحدود الأردنية والسورية، ويخنق الجغرافيا في المنطقة.

ويضيف الأسعد لـ وكالة سند للأنباء أن القرار يبسط سيطرة احتلالية على التلال المحيطة، بما تحويه من ثروة مائية وحيوانية وزراعية، إضافة لاستخدامات استراتيجية، كمناطق تدريب عسكرية، خاصة منطقة إبزيق ب 14 ألف دونم، تضاف إليها 8 آلاف دونم جديدة، في واقع جغرافي إجمالي من الأغوار (410 كم) 70% منها بات تحت سيطرة احتلالية صرفة.

عزل عن الامتداد ...

ويلفت الأسعد لواقع جديد في المنطقة المستهدفة، مختصره شريط وحزام ينطلق من جنين وصولا لحاجز تياسير شرق طوباس، ومن تياسير تجاه بلدة رابا، تزامنًا مع مصادرة 800 دونم من كردلة كامتداد لجبل السالمة شرقاً لاستكمال الطوق على طوباس وعزل الأغوار.

ويؤكد رئيس المجلس القروي لبلدة رابا غسان البزور، التي يتبعها جبل السالمة، أن القرار العسكري بتداعياته الماكرة يتجاوز مساحة الدونمات المعلن عن مصادرتها، من حيث الامتداد الفعلي انطلاقا من قرية المطلة وجدار الفصل العنصري، وحدود أراضي 1948 إلى حدود رابا وقمة جبل السالمة.

تقطيع أوصال وموقع استراتيجي ....

ويمضي البزور متحدثا لـ وكالة سند للأنباء، في توصيف المآسي المستقبلية للمنطقة المصنفة أ وغيرها، متصلة بالبوابات من نقطة صفر، وبعضها يبعد عن بيوتات البلدة نحو 300 متر فقط، وفق الخرائط تجاه الشرق لابتلاع آلاف الدونمات، وتحقيق أهداف القرار ووقف الوصول للأراضي المزروعة وإغلاق ملف الزراعة والرعي للأبد.

ويردف البزور: نسبة الأراضي المستهدفة مزروعة بالزيتون بمساحات كبيرة، تمثل عصب الحياة لأصحابها وقطاع مربي الثروة الحيوانية كمتنفس يتيم للرعي، بينما تعتبر للأهالي والرواد متنزهًا حقيقيًّا في موسم الربيع وغيره، نظرا لإطلالتها والأجواء الساحرة للموقع وإشرافاته، شرقاً وشمالاً، كاشفاً الأردن وسورية والداخل كالبحر والناصرة والعفولة.

وكشف البزور عن متابعة قانونية للمجلس الذي قام بمطالبة المالكين توفير الأوراق الثبوتية للملكية على طريق الآمال بوقف القرار وإغلاقه عبر هيئة الجدار والاستيطان، وجهاز الارتباط الفلسطيني، مشيراً لأهمية الجبل للتنوع الحيوي كربوة طبيعية تنعش القادمين للتنزه والاستجمام فيها .

وتبلغ مساحة بلدة رابا وفق رئيس مجلسها المحلي، 27 ألف دونم، يضاف إليها 2000 دونم في أراضي طوباس، بتعداد سكاني يتجاوز ال 5000 فلسطيني، بينما تحيط بها بلدات المطلة والمغير والزبابدة وتلفيت وجلقموس وعقابا وطوباس، والجامعة الأمريكية.

تحذيرات ونقطة مراقبة ...

ويحذر المحلل السياسي عبد الغني أبو الهيجا من مخاطر تنفيذ القرار، وإقامة القاعدة العسكرية التي يستلزمها شق طريق رئيسية عسكرية تصادر مساحات واسعة على جانبي الطرقات المنوي شقها، لخدمة القاعدة العسكرية، ما يعني إعدام إمكانية الاستفادة منها، عوضا عن منع الوصول إليها .

ويقول أبو الهيجا لـ وكالة سند للأنباء إن القرار وتداعياته، يعتبر مقدمة لضم مناطق حيوية في بلدة رابا والأغوار وطوباس وجنين، وصولا للحدود الفلسطينية الأردنية، ومنها فصل أراضي إبزيق الشاسعة عن امتدادها ويحول الاراضي لبؤر رعوية هدية للمستوطنين وفتية التلال وتسييجها ليتضاعف بذلك عدد المتضررين من القرار العسكري.

ويعتقد أبو الهيجا أن مهمات القاعدة العسكرية متعددة وضارة بالوجود الفلسطيني والعمق الأردني، كوسيلة رصد إلكتروني حديثة ونقطة مراقبة متقدمة، في قلب طوباس والأغوار الفلسطينية المهددة، فيما تقلص المصادرات مساحات أراضي رابا وطوباس والمنطقة المحيطة.