يُعدّ مسجد البيك معلماً دينياً وتراثياً في قلب البلدة القديمة من نابلس، ويستقطب المصلين من مختلف أحياء المدينة، نظراً لإقامة الأنشطة الدينية فيه على مدار العالم.

وبُني المسجد في الفترة الأيوبية وتم ترميمه في العهد العثماني وكان يسمى جامع العين، وفي القرن السابع عشر أطلق عليه اسم البيك نسبة إلى عين الحسين الواقعة تحت بنائه الحالي.

وقال المؤرخ المختص بتاريخ وتراث نابلس عبد الله كلبونة، إن المسجد عرف قديماً بمسجد العين حسب سجلات نابلس الشرعية حتى عهد قريب، وكانت هذه التسمية نسبة إلى نبع العين الواقعة في الزاوية الجنوبية الشرقية من خارج المسجد.

وأكد كلبونة أن المؤشرات التاريخية والأثرية تشير إلى أن هذا المسجد كان كنيسة صليبية وحُولت إلى مسجد في عهد صلاح الأيوبي بعد أن تحررت مدينة نابلس.

وأضاف كلبونة أن الوالي التركي حسين باشا عمّر هذه العينة لذلك نُسبت إليه.

مراحل الترميم

وأوضح أنه جرى ترميم المسجد وتوسعته في القرن الثاني عشر، ثم جرى إضافة مدرسة عليه ومجاورته لقصر طوقان حتى أصبح يعرف بمسجد البيك.

وأعاد إبراهيم طوقان الجد الأول ترميم أجزاء منه في عام 1158هـ/1745م، وسمي البيك نسبة إلى لقب العائلة، وجرى توسعته مجدداً حتى باتت مساحته اليوم تمتد على عدة دونمات.

ويعدّ مسجد البيك مقصداً لمرتدي سوق نابلس وزائري المدينة من الخارج، كما يُعد منبراً إعلامياً دعوياً ومركزاً لإحياء المناسبات الدينية.

من جانبه، يستذكر المؤرخ زهير الدبعي الدور الكبير الذي لعبه مسجد البيك خلال اجتياح مدينة نابلس العام 2002، حيث كان مشفى ميدانيا لمداوة الجرحى، كما واحتضن جثامين عشرات الشهداء لأكثر من أسبوعين.

ويشهد المسجد في الكثير من الأيام أمسيات دينية التي يشرف عليها الشيخ جعفر هاشم.

وتضم مدينة نابلس الكثير من المعالم الدينية والتاريخية والأثرية، اذ يوجد حوالي عشرة مساجد تاريخية أثرية هي: الساطون، الصلاحي الكبير، الخضراء، الحنبلي، الأنبياء، التينة، الخضر، بالإضافة إلى الجامع المملوكي.