الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

المسجد الإبراهيمي بـ 2019.. تهويد يزداد شراسة

حجم الخط
1337189909.jpg
يوسف فقيه-وكالة سند للأنباء

في 2019 تزايدت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق المسجد الإبراهيمي في الخليل، حيث تعددت ما بين منع رفع الآذان، ومنع الوصول للمسجد، إلى جانب اعتداء المستوطنين على المصلين في المسجد وضد موظفي الأوقاف الإسلامية.

ورغم تصاعد هذه الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي، إلا أن المصلين تواجدوا فيه بكثافة، بعد دعوات أطلقتها عائلات مدينة الخليل لأبنائها لصلاة الفجر في أيام الجمعة، حيث لاقت الحملة قبولاً واسعاً من الفلسطينيين.

أشكال الاعتداءات

وشهد المسجد الإبراهيمي بـ 2019 تنامي بحجم وطبيعة هذه الاعتداءات والتي تدحرجت بشكل كبير وتنوعت ما بين حفريات ينفذها مستوطنون أسفل المسجد، ومنع رفع الآذان لمئات المرات، وصولاً إلى اقتحامه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو برفقة مسؤولين إسرائيليين.

وعملت إسرائيل على تحويل الخليل إلى سجن كبير من خلال إيجاد بؤر استيطانية ساهمت بتقطيع شمال المدينة عن جنوبها، وإغلاق المسجد الإبراهيمي وفرض حصار مطبق عليه إلا عبر البوابات التفتيشية، حيث شكلت هذه الإجراءات عوائق أمام المسلمين لتأدية عباداتهم في المسجد.

مدير المسجد الابراهيمي حفظي أبو سنينة، يشير في لقاء أجراه مع مراسل "وكالة سند للأنباء"، إلى أن اعتداءات عديدة مارسها الاحتلال الإسرائيلي في 2019 ضد المسجد، أبرزها الحفلات الموسيقية الصاخبة التي نظموها بداخله، والضرب على الأبواب في صلاة الفجر.

كما منع الاحتلال رفع الآذان في باحات المسجد، في وقت نصب "الشمعدان" على جدران وسطح الحرم، ووضع الأعلام الإسرائيلية على الجدران.

منع الآذان

ويوضح الشيخ أبو سنينية أنَّ الاحتلال يمنع يومياً رفع آذان المغرب، ويمنع أيضاً رفع آذان صلاة المغرب والعشاء يوم الجمعة من كل أسبوع، في وقت لا يسمح بدخول أروقة المسجد إلا خلال 10 أيام بالسنة سيما في الأعياد والمناسبات الدينية. 

 الاحتلال يمنع في كل شهر منع رفع الآذان من 50-60 مرة حتى وصلت طوال العام قرابة 700 وقتاً، بحسب أرقام رسمية صادرة عن الأوقاف الإسلامية.

وحسب أبو سنينة فإن عدد المرات التي منع الاحتلال الإسرائيلي فيها رفع الآذان في المسجد الإبراهيمي، وصلت إلى قرابة 700 وقتاً.

ويوضح الشيخ أبو سنينية أن الاحتلال يمنع يومياً رفع آذان المغرب، ويمنع أيضاً رفع آذان صلاة المغرب والعشاء يوم الجمعة من كل أسبوع.

الأعياد اليهودية

ولم يسمح الاحتلال خلال العام 2019 لموظفي الأوقاف بإدخال أي معدات للمسجد الإبراهيمي دون استئذانه، وهي ضمن المعيقات اليومية القائمة منذ سيطر الاحتلال على المكان.

ووفقاً للشيخ ابو سنينة فقد أغلق الاحتلال المسجد الإبراهيمي، وسمح للمستوطنين باقتحامه في "عيد الغفران" اليهودي  العام الماضي، عدا عن أيام الإغلاق العشرة التي أُقرت من قبل لجنة "شمغار" والتي لا تسمح لأحد من المصلين الاقتراب من المسجد في هذا اليوم.

ويؤكد أبو سنينة أن إدخال المستوطنين خلال اقتحاماتهم لأدوات تلمودية وموسيقية تعد مخالفة صريحة للأعراف الدينية.

خلق واقع جديد

مدير الأوقاف في الخليل جمال أبو عرام، يقول إن الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الإبراهيمي في 2019، تأتي في إطار السياسة الإسرائيلية الهادفة لخلق واقع جديد بعد التقسيم المكاني الذي جاء عقب مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994، والتقسيم الزماني لاحقاً.

ويرى أبو عرام أن الاعتداء على المسجد الإبراهيمي هو اعتداء على مكان إسلامي خالص ولا حق لأحد من "الغرباء" فيه.

ويقر أبو عرام في حديث مع "وكالة سند للأنباء" أن المسجد الإبراهيمي تعرض لتقسيم زماني ومكاني، حيث أن 60% من مساحة المسجد باتت مملوكة للاحتلال الإسرائيلي يتصرف فيها كيفما شاء.

الحدث الأبرز

غير أن الحدث الأبرز في 2019 الذي شهده المسجد الابراهيمي هي زيارة رئيس دولة الاحتلال ريفلين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في 4 سبتمبر/أيلول 2019، والتي جاءت في سياق "صراع الانتخابات" المشتعلة داخل إسرائيل، ما أطلق العنان للمستوطنين لمزيد من الاعتداءات على الحرم والبلدة القديمة.

كما أنَّ الزيارة جاءت في سياق الدعاية الانتخابية بشكل أساسي والإمعان أيضاً في التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية الذي تصاعد في 2019 إثر السياسة الأمريكية الداعمة لحكومة نتنياهو.

ويوجه أبو عرام رسالة للعرب والمسلمين أن إجراءات الاحتلال هذا العام تنذر بخطورة السيطرة على المكان، وتجريد المسلمين من صلاحياتهم، وحقهم بالعبادة في المكان ضمن مخطط كبير يستهدف المسجد الإبراهيمي، والبلدة القديمة في الخليل.

إجراءات تحقيقاً لسياسة

ومن الاعتداءات التي شهدها المسجد بـ 2019 هو التدخل الإسرائيلي بصلاحيات عمل وزارة الأوقاف وبلدية الخليل من خلال السماح للمستوطنين بتمديد خطوط نظام الإنذار والإطفاء داخل الحرم.

كما تعرض الحرم مرتين للاحتراق نتيجة الأحمال الزائدة على شبكة الكهرباء من قبل المستوطنين، في وقت لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يماطل في السماح بعمل ترميم وصيانة لشبكة الكهرباء، ونظام عمل الإطفاء والانذار.

ويحذر أبو عرام من خطورة اعتداءات المستوطنين من خطورة إقدام المستوطنين هذا العام على تنفيذ أعمال حفريات في الخفاء أسفل المسجد الإبراهيمي دون معرفة حقيقتها.

كما ويسعى الاحتلال الإسرائيلي لتركيب مصعد كهربائي وتركيب مظلة على صحن المسجد الإبراهيمي ما ينذر بخطورة كبيرة لتغيير معالمه ومحاصرة المسلمين في جزء صغير لاستكمال السيطرة على باقي أجزاءه، حسبما يوضح أبو عرام لـ "وكالة سند".

مواجهة المخطط

ويشير أبو عرام إلى أن وزارة الأوقاف تسعى للحفاظ على هذا المسجد وحمايته والدفاع عنه من خلال مراسلة المنظمات الحقوقية وخاصة "اليونسكو" التي أدرجت هذا المكان كموقع أثرى يمنع إجراء أي تغييرات عليه، خاصة أنه موروث تاريخي وديني.

ويؤكد أبو عرام أن وزارة الأوقاف تحث الفلسطينيين على الحضور الدائم في المسجد خاصة في صلاة الفجر لإبقاء قضية المسجد الإبراهيمي حاضرة في العقول.

ويشدد أبو عرام على أن كل مخططات الاحتلال ضد المسجد الابراهيمي ستواجه من قبل آلاف الشبان الذين يعدونه عنواناً لمدينة الخليل والقلب النابض لها، وسيفشلون تنفيذ هذه المخططات للإبقاء على إسلاميته.