الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جبل العرمة.. قلعة قديمة محط أنظار الأطماع الاستيطانية

حجم الخط
11.jpg
محمد منى - وكالة سند للأنباء

مع تزايد وتيرة التهديدات الاستيطانية الإسرائيلية ، وما تشكله من خطر حقيقي على الأرض والهوية الفلسطينية، ضاعفت سلطات الاحتلال من استهدافها لجبل العرمة الأثري الواقع في بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس.

هذا الاستهداف الإسرائيلي،دفع الفلسطينيون للمسارعة في اتخاذ إجراءات ووضع خطط من أجل حماية الجبل ذي الأهمية الكبيرة، مما يشكل درعًا حصينًا ضد هجمات المستوطنين وأطماع الاحتلال.

محاولات للسيطرة

المختص في شؤون الاستيطان، بشار القريوتي، أوضح أن سلطات الاحتلال تواصل محاولاتها للسيطرة على جبل العرمة في بلدة بيتا، من خلال مجموعة من الممارسات بغطاء قانوني تارة وبقوة السلاح تارة أخرى.

وأضاف الناشط القريوتي، خلال حديث مع "وكالة سند للأنباء"، أن الاحتلال يرى أهمية استراتيجية للجبل المستهدف من الناحية التاريخية والجغرافية.

يتذرع الاحتلال، وفق القريوتي، بأن الجبل يقع في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حيث أصدر إخطارات يمنع المزارعين الفلسطينيين من الاقتراب من تلك المنطقة أو استصلاح أراضيهم.

وأشار القريوتي إلى أن الاحتلال، ومن خلال ذريعة سيطرته الإدارية والأمنية على جبل العرمة، يعمل على توفير الحماية والإمكانيات للمستوطنين للوصول إليه وتنظيم الزيارات لتثبيت السيطرة الإسرائيلية عليه.

وبيّن أنه يتم التصدي لمحاولات الاحتلال وضع اليد على المنطقة ومصادرتها من أصحابها الحقيقيين، غير أن محاكم الاحتلال والإدارة المدنية التابعة له ترفض كل الالتماس وتسن القوانين التي تسهل عملية السيطرة.

وتضع "سلطات الاحتلال العراقيل أمام المشاريع التي يسعى الفلسطينيون لإقامتها وتطويرها في المنطقة، فيما تسهل للمستوطنين الذين ينظمون جولات سياحية فيها عبر بعض شركات السياحة الرسمية".

خطة متكاملة

ونوه الناشط الفلسطيني إلى أن استهداف الاحتلال لجبل العرمة والمناطق الاستراتيجية والأثرية المشابهة له، يأتي في إطار تنفيذه لمخطط "ألون" الذي يهدف لعزل الأراضي الفلسطينية وربط البؤر والمستوطنات.

وحول طبيعة هذا المخطط، بيّن المختص في شؤون الاستيطان، بأنه في العام 1967 طرح يغئال ألون، وزير العمل في الحكومة الإسرائيلية، خطة حملت اسمه؛ تهدف لتقطيع أوصال الضفة الغربية.

وتهدف "خطة يغئال ألون لتعزيز سياسة الفصل، وربط المستوطنات من أرائيل حتى عيليه، وشيلو والبؤر الاستيطانية المحيطة بها، بشبكة طرق كبرى مخصصة فقط للمستوطنين، تصل حتى مشارف نهر الأردن".

خطة استراتيجية لحمايته

من جهته، قال رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي، إن البلدية تنفذ بشكل مستمر مجموعة من الإجراءات التي يمكنها وقف محاولات الاحتلال السيطرة على الجبل الذي يعتبر منطقة أثرية.

وأضاف: "المستوطنون يقتحمون بشكل مستمر المنطقة، كما نشروا صورًا ومشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي لحث سلطات الاحتلال على السيطرة عليها بشكل كامل".

واستطرد خلال حديث مع "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يعتبر المنطقة أثرية وتاريخية يهودية، وضرورة إدراجها ضمن المسارات السياحية الاستيطانية بالضفة".

وأفاد بأن الإجراءات المتخذة من قبل البلدية تستهدف حماية المنطقة المستهدفة، وتعزيز صمود المزارع الفلسطيني الذي يحرمه الاحتلال الاستفادة من أرضه أو استصلاحها.

وأوضح أن لدى البلدية خطة استراتيجية لتطوير البنية التحتية لهذه المنطقة، تعزيزاً لحماية الأرض والاستثمار السياحي للمنطقة الزاخرة بموروث حضاري عريق، وذات أهمية استراتيجية كبيرة.

وشقت "البلدية  طريقا توصل إلى الجبل منذ فترة، لإعادة الحياة لها وإبعاد المستوطنين، إضافة إلى تزويد المنطقة بالكهرباء".

ويجري العمل حسب قول رئيس البلدية ،  لتوصيل شبكة مياه للمنطقة، لدفع المواطنين للتواجد فيها".

وقامت بلدية بيتا وبالمشاركة مع نشطاء في البلدة  قبل أيام برفع العلم الفلسطيني على سارية بارتفاع 25 مترا، للتأكيد على فلسطينية المكان والأحقية فيه.

وأكد رئيس البلدية على تسهيل إجراءات ترخيص البناء بالمنطقة، وأية مشاريع يمكن أن تساهم في تطويرها، كما تعكف على وضع كرافات وخيم لحث المواطنين على التواجد فيها

جذب سياحي

ولفت معالي النظر إلى أن البلدية ستقوم بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار لإقامة حديقة أثرية ونواة لمنطقة سياحية على مساحة 9 دونمات.

واستدرك: "فيما تم التواصل مع العديد من المؤسسات المعنية لمعرفة الرواية التاريخية للمنطقة وإبراز الأهمية التاريخية وعمل ما يلزم تحت مظلة الجذب السياحي".

وبحسب معالي جبل العرمة الذي يبلغ ارتفاعه 830 مترًا عن سطح البحر، يحوي بقايا قلعة قديمة، فيها خزانات مياه ضخمة قديمة منقورة في الصخر.

ويحظى الواقف عليه بإطلالة على المناطق المحيطة، من السلط الأردنية شرقًا، إلى شاطئ البحر المتوسط غربًا وقت الغروب، وبالإمكان رؤية قرى جنوب وشرق نابلس.