حالة من القلق والرعب انتابت قلوب الأسرى في معتقل عوفر العسكري، بعد أن أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بشكل رسمي عن إصابة الأسير المحرر نور الدين صرصور من بيتونيا بفايروس كورونا.

وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير صرصور أمس الثلاثاء من قسم 14، والذي يعد بمثابة "معبار"، عدا عن كونه خاص بالأشبال.

واعتقل صرصور يوم 18/3/2020، قضى فترة اعتقاله القصيرة في مركز تحقيق بنيامين وقسم 14.

 ووفقاً لمحامي هيئة الأسرى فان الأسير صرصور كان مريضا ومصاباً بالإنفلونزا، ودرجة حرارته عالية، وطلب من إدارة المعتقل علاجه، إلا أنها رفضت.

جرائم دولية

بدوره، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أن ادارة مصلحة السجون تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى في سجون الاحتلال.

وأوضح أبو بكر لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأسرى في خطر شديد، وعلى العالم ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي التحرك بشكل سريع لإنقاذ حياتهم.

وبين أن إسرائيل بإهمالها الطبي للأسرى تمارس جرائم دولة منظمة غير إنسانية وغير أخلاقية، والمتمثلة في عدم حمايتهم من خطر الأوبئة القائلة، مثل كورونا وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وقال أبو بكر: "لقد أبلغنا من خلال محامينا بشكل رسمي إدارة مصلحة السجون والنيابة العامة ومحكمة الاحتلال العسكرية في "عوفر" وإدارة المعتقل، عن إصابة المحرر الصرصور بكورونا، وضرورة تتبع من اختلط بهم من الأسرى في غرفته أو في ساحة المعتقل أو من تنقل معه إلى العيادة والمحكمة في "البوسطات".

ولفت إلى أن الأمر خطير جداً وينذر بكارثة ضد الأسرى، والجهود مستمرة لمعرفة أماكن اختلاط صرصور بالأسرى داخل المعتقل.

وطالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني فارس قدوره المجتمع الدولي التدخل لحماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من الأوبئة الخطيرة القاتلة وخاصة كورونا.

وقال فارس في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": طالبنا العالم دولا ومؤسسات حقوقية، ومنظمة الصحة العالمية والدول السامية الموقعة على مواثيق حقوق الإنسان واللجنة الدولية بالتدخل للإفراج عن الأسرى بعد تفشي كورونا في صفوفهم.

خصوصية عوفر

وبين أحد قادة الحركة الاسيرة السابقين في سجون الاحتلال الأسير المحرر محمد خليل سمحان أنه من السهل أن ينتشر كورنا في معتقل عوفر فيصيب المئات، وذلك لطبيعة التداخل والعلاقات وحياة الاندماج بين الأسرى.

وقال سمحان لـ "وكالة سند للأنباء" إن قسم 14 هو عبارة عن "معبار" يعتقل فيه كل قادم جديد، ويضم في غرفه نحو 120 أسيرا في 12 غرفة، ويخرجون إلى ساحة الفورة معاً ويستخدمون جميعهم مرافق السجن في آن واحد، مثل "الكنتينا" و"المغسلة"، و "الحمامات" و"المكتبة" والخروج للعيادة.

 ولفت إلى أن الأسرى حين خروجهم للمحكمة العسكرية يُكبلون بنفس القيود، وأحياناً يكبل كل أسيرين في قيد واحد، وكل ذلك مدعاة لانتشار كورونا في صفوفهم كالنار في الهشيم.

من جانبه، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى في محافظة الخليل سمير حسان لـ "وكالة سند للأنباء": "نحن في قلق دائم على أبنائنا ولا ننام الليل خوفاً على حياتهم، ولا بد من تحرك للضغط من أجل الإفراج عنهم قبل فوات الأوان".

وطالب حسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير العمل بسرعة فائقة ومخاطبة العالم لإنقاذ حياة الأسرى في سجون الاحتلال.

وقالت مصادر الأسرى في معتقل عوفر أن حالة من الخوف والرعب والقلق تسود صفوفهم بعد علمهم بإصابة زميلهم المحرر صرصور.

ويناشد الأسرى عبر المحامين الضغط على الإدارة لإجراء فحص كورونا لكل أسير في عوفر وغير عوفر حتى يطمئنوا على صحتهم.