الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور "بكر" رسّام البورتريه: "الفحم والرصاص" سُر مُبهج في الرسم

حجم الخط
Polish_٢٠٢٠٠٤١٢_١٢٢٧٤٧٥٥٠.jpg
بيروت/غزة - وكالة سند للأنباء

في مساحة صغيرة.. وَجد فيها عالمه الخاص وملاذ أفكاره الآمن، يجلس "بكر"، ممسكًا بقلم الرصاص والفحم أمام لوحاتٍ بيضاء، يرسم صورًا آخذة لشدة واقعيتها، حيث يتعجب الناظر إلى لوحات البورتريه التي يرسمها من دقّتها، وحدة الملامح التي يرسمها (الضحكة، التجاعيد حول العيون، النظرات، وانسياب الدمعة) كُلها تُظهر إبداعه في رسم الوجوه.

بكر عبد الرازق (٣٠ عامًا) فنان سوري من مدينة حمص، يُقيم في العاصمة اللبنانية بيروت منذ ثماني سنوات، عَبر إلى فنّ الرسم بعد فترة طويلة من عدم الاكتراث بهذه الموهبة، فهو منذ الصغر كان محبًا للرسم، تستهويه رسومات الفحم وأقلام الرصاص.

درس "بكر" في معهد ميكانيك السيارات ولم يُكمل دراسته بسبب ظروف مرّ بها يقول: لـ "وكالة سند للأنباء": "في طفولتي كنت أرسم خلال حصّة الفنية، بشكلٍ طبيعي لكن دون إعطاء هذه الموهبة الاهتمام الكافي، وكانت تميل لوحاتي إلى الرسم الواقعي والطبيعة".

FB_IMG_1586682372679.jpg

ومنذ ما يُقارب الـ 5 سنوات التفت "الفنان السوري" فعليًا إلى شَغف طفولته، وبدأ بالانخراط في عوالم الرسم، وخلالها تطورت موهبته تدريجًا، من أقلام الرصاص، ثم الرسم بالفحم، إلى الرسم بالألوان على اختلاف أنواعها، ثم الرسم بالخيوط والمسامير.

وفي سؤالنا عن "بدايته في الرسم؟" أجاب: "كنت أشغل وقتي بورقة وقلم رصاص، أرسم لوحاتٍ بسيطة، كأطفال أماكن طبيعية، وبعض الموضوعات الواقعية الخفيفة، المهم ألا أُسلم نفسي لأوقات الفراغ الطويلة".

خلال هذه الفترة، كان يعرض "ضيف سند" لوحاته على صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت إعجاب وتشجيع الكثيرين، هذا النجاح فتح ذراعيه فجَلب له المزيد من النجاحات، ليجد نفسه ينتقل بسلاسة بين فنون الرسم وبإتقان مُلاحظ.

٢٠٢٠٠٤١٢_١٢١٩٤١.jpg


"البورتريه" هو فنّ رسم الأشخاص، هدفه هو إظهار ملامح الوجوه وتعبيراتها، تَميز بكر عبد الرازق بهذا الفن، فعندما تنظر للوحاته، تتعجب من شدة واقعية الوجوه، كما لو أنها ماثلة أمامك وليست مرسومة على الورق.

عن هذا الفنّ يُحدثنا: "رسم الوجوه عالم مستقلٌ خاص، لديّ شغف كبير نحوه، لأن فيه تحدى وكثير من المشاعر والأفكار، فهو ليس فقط تقديم صورة شخصية، بل عملية معقدة تعتمد على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه وجذب الناظرين لتأملها دون ملل".

"سوريا.. كيف كان حضورها على لوحات بكر؟" تنهيدة سبقت رده: "أغلب لوحاتي مستوحاة من معاناة السوريين وعذاباتهم، ركزت على رسم الأطفال (الفئة الأكثر تضررًا) وعبرت عن مأساتهم من خلال وجوههم".

1.jpg

FB_IMG_1586683125661.jpg

الرسم بـ "الخيوط والمسامير"

من الصعب أن تظهر الملامح الوجه بالخيوط والمسمار، واللوحة الواحدة تأخذ الكثير من الوقت، لتشكيل الملامح ومعرفة أين يجب وضع المسمار وكيفية تشابك الخيوط، كما يُشير بكر عبد الرازق.

ويُضيف: "هذا الفن، يجعل الفنان يقول بعمل مدهش من أبسط الأدوات في حياته الاعتيادية، ما يُعطي أخيرًا لوحة مُهبرة جدًا تجعل الناظر يتساءل كيف تشكلّت بهذا الدقة".

"رغم صعوبتها وتعقيدها، إلا أنها عملية ممتعة تتطلب الكثير من المشاعر في الظّل والنور لمعرفة كيفية تشابك الخيوط ما يجعل الفنان أكثر ثقة بنفسه لإنجازها" يقول ذلك "بكر" عن الرسم بـ "الخيوط والمسامير".

2.jpg
 

أخيرًا، "رسامٌ محترف".. لقب لم ينله بكر عبد الرازق بيوم وليلة وإنما جاء بعد جهد سنوات طويلة. بعين الفنان كيف ينظر ضيفنا للرسم؟

يقول: "القلم، سلاح مسالم لتوصيل رسالة ما أو تسليط الضوء على قضية ما، وهو فعّال جدًا، فهو صديقي الذي يعرف ماذا أريد، يُعبر عما يختلج في القلب، وفي الرسم سُر مُبهج وهذا وثق علاقتي به".

received_954185314746096.jpeg

FB_IMG_1586682462365.jpg