الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

في يوم الأسير

عائلة "الشوبكي" في خوفٍ دائم على كبيرهم في السجون

حجم الخط
فؤاد الشوبكي.jpeg
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

ثمانون عامًا ويزيد.. انتكاسات صحيّة واحدة تلو الأخرى، أمراض في القلب والمعدة والعيون، وليس أخيرًا سرطان يُصيب جسده الضعيف، حتى لم يعد يقوى على المشى والحركة لخطواتٍ بسيطة، كل ذلك لم يشفع للأسير المسن فؤاد الشوبكي عند سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي ترفض الإفراج عنه مبكرًا.

الأسير "الشوبكي"، وهو أكبر الأسرى سنّاً، والمُلقب بـ "شيخ الأسرى"، اعتقله قوات الاحتلال عام 2006، وقضت محكمة إسرائيلية بسجنه 20 عاما، ثم خفضت لاحقا إلى 17 عاما، بتهمة المسؤولية عن محاولة تهريب سفينة تحمل على متنها أسلحة رشاشة، وصواريخ، ومواد شديدة الانفجار، والتي عرفت بسفينة " كارين أيه".

ويعاني الأسير المسن من عدّة أمراض في القلب والمعدة والعيون، وسرطان البروستاتا، إضافة إلى استئصال إحدى كليتيه ما ضاعف ذلك من معاناته وأوجاعه داخل السجون، ورغم ذلك ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه بشكلٍ مبكر.

ويقول ابن الأسير، حازم الشوبكي لـ "وكالة سند للأنباء" "إن العائلة تعيش حالة خوفٍ حقيقة وقلقٍ دائم، نظرًا لتدهور وضع والدي الصحي، ونُطالب المؤسسات الرسمية والحقوقية والدولية للتدخل الفوري للضغط على الاحتلال للإفراج عنه".

ويستذكر "حازم"، شخصية والده العسكرية، حيث كان يحمل الأسير رتبة لواء بالسلطة الفلسطينية: "خلال عمله كنّا نجد الشخصية الصارمة التي تربت وعملت مع الرئيس الراحل أبو عمار، وعند عودته إلى منزله يعود إلينا قلب الأب الحنون والصديق القريب من الجميع والذي يهتم لأبسط التفاصيل".

وعند اعتقال الأسير اللواء، قبل 14 سنة، تَرك خلفه اثنين من الذكور، وأربعة من الإناث في انتظار عودته كل ليلة، أمل لمّ تمّل منه العائلة.

زوجته ظلّت في انتظاره لسنوات، تحكي للأبناء والأحفاد قصّة هذا الرجل الذي أحبّ الوطن دون مقابل ولأجل ذلك سجنته إسرائيل، إلى توفاها الله عام 2011 دون أن تستكمل الحكاية معه!

وأكد حازم الشوبكي، أن وضع والده الصحي في خطرٍ دائم، وأنه يقترب من كارثة حقيقة إذا لم تستجب سلطات الاحتلال لمطالب العائلة الإنسانية في إطلاق سراحه، سيما في ظلّ انتشار فيروس كورونا المستجد وافتقار السجون لأدنى مقومات النظافة والسلامة.

وتابع: "والدي خضع لعملية في عينه قبل شهور، عدا عن إصابته بسرطان البروستاتا، وارتفاع ضغط الدم، وهو بحاجة للعلاج المستمر، لكنّ إدارة السجون لا تُعطيه إلا مسكنات".

وبيّن حازم الشوبكي، أن إدارة السجون تُمارس الإهمال الطبي بحقّ والده المسن، ولا تُلبي له احتياجاته الخاصة، من حيث نوعية الأطعمة والمشروبات التي عليه تناولها، وكأنها تُسلمه للموت البطيء.

وأصدرت المحكمة الاسرائيلية قراراً بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، برفض طلب إعادة النظر في إطلاق سراح الأسير "الشوبكي"، الذي تقدّمت به هيئة شؤون الأسرى، مدّعية "خطورة قضيته وعدم إبدائه النّدم"، علماً أنها كانت رفضت الإفراج عنه في محكمة "ثلثي المدّة" عام 2017.

وفي هذا الشأن  توجهت عائلة الأسير "الشوبكي" مرات عديدة الى المؤسسات الرسمية الدولية والحقوقية، وعدد من الدول الأوروبية، للمطالبة بالإفراج عنه بسبب وضعه الصحي وتقدمه في العمر.

ورغم إنسانية القضية، إلا أن إسرائيل ترفض الإفراج عن الأسير المسن، لأنه لازال يُشكل "خطرًا  على أمنها" يقول "حازم": "ليس لدينا ولا لدى والدي إلا أمنية واحدة أن يقضى أيامه الأخيرة معنا وبجانب أولاده وأحفاده هل هذا أمر صعب؟".

ويصادف اليوم الجمعة، الـ 17 من نيسان، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، في الوقت الذي لا يزال قرابة الـ 5000 أسير فلسطيني في السجون بينهم نساء وأطفال وكبار سن ومرضى.