الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

كريم يونس.. الأسير المنسي منذ 37 عاماً

حجم الخط
1.jpeg
 نابلس - أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء 

رغم مضي 37 عاماً على اعتقاله، ورغم توقيع اتفاقيات السلام التي تخللها إطلاق سراح آلاف الأسرى، وإبرام عدة صفقات تبادل مع إسرائيل، تخللها إطلاق سراح آلاف آخرين، غير أن اسماً لم يكن مدرجاً في كل هذه الإفراجات.

كريم يونس المعتقل منذ العام 1983، صار يحمل بعد مضي كل هذه العقود لقب أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وأصبح علامة بارزة واسما ليس هو الوحيد الذي لم تنجح المفاوضات الطويلة والصفقات العديدة من الإفراج عنه.

أخاديد السجون

يقول أحد الأسرى المحررين: "عندما كنت في حافلة البوسطا الإسرائيلية متجهاً لمعبار الرملة، دخل علينا أسير شديد بيضاء الشعر، ثقيل الخطا، يرتدي نظارة سميكة فوق عينين غائرتين في وجهٍ حنطي شقت الأخاديد طريقها فيه".

ويكمل (مفضلاً عدم ذكر اسمه):" آثار السجن وعلامات النصب كانت بادية في ملامحه، دخل على مهله، جلس بجانبي ثم دخل في مرحلة الصمت، قاطعتها بالسؤال عن اسمه، فأجاب بصوت خافت: كريم يونس، فعرفته".

وتابع لمراسل "وكالة سند للأنباء": "كنت أرغب بمواصلة حديثي معه، لكن في النهاية قررت عدم الإطالة، فالأسرى القدامى عموماً يفضلون الصمت ولا يحبون كثرة الكلام خاصة من الأسرى الصغار".

"لعلهم وبسبب تعاقب السنوات فقدوا الثقة بالكلمات والوعود"، يبرر الأسير المحرر.

وأضاف: "فور انطلاق الحافلة وقف يونس على قدميه المقيدتين وأمسك بقضبان حديد النافذة، أخذ ينظر من بين فتحاتها الصغيرة، قال معلقاً: هذه الفرصة لا تتكرر إلا كل بضعة سنوات، أحرص على استغلال كل ثانية منها، فنحن نادراً ما نخرج في البوسطا".

ويصف الأسير المحرر: "وقف يونس كطفل صغير ينظر من حافلة مدرسته ليكتشف العالم، ينظر بشغف واهتمام إلى السيارات، العمارات، السهول، الجبال، كان بين الفترة والأخرى يفرك عينيه ويمسح نظارته بقميصه البني (...) كان في نظري مقاتل نساه المناضلون خلفهم في ساحة المعركة".

من يتحمل المسؤولية؟

حملنا هذا الوصف ونقلناه لرئيس نادي الأسير قدورة فارس، وسألنه: "هل تركت القيادة الفلسطينية يونس في السجن يلاقي مصيره؟، فأجاب:" على العكس تماماً، الأسرى القدامى وعلى رأسهم كريم يونس كانوا ولا يزالوا على جدول أعمال القيادة الفلسطينية".

وأوضح:" غير أن تعنت الاحتلال وتعامله مع أسرى الداخل بشكل استثنائي واعتبارهم مواطنين إسرائيليين لا يحق لجهة فلسطينية التفاوض بشأنهم، حال دون الإفراج عنهم رغم كل المطالبات".

وأشار قدورة لمراسل "وكالة سند للأنباء" إلى أن يونس وبقية رفاقه القدامى البالغ عدهم 30 أسيراً، كان من المفترض الإفراج عنهم بداية العام 2014 كجزء من التفاهمات التي أبرمت مع الرئيس محمود عباس، غير أن حكومة الاحتلال تراجعت في اللحظات الأخيرة.

ويلفت قدورة إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية تأخذ مواقف متشنجة في إطلاق سراح الأسرى الذين يوصفون بأن أيدهم ملطخة بالدماء، خوفاً من فقدانهم لأصوات الناخبين في الانتخابات والتبعات الأمنية.

معرباً عن أمله بأن يطلق سراح الأسرى القدامى في صفقة التبادل التي يدور الحديث عنها بين حركة حماس والاحتلال.

ويقبع في سجون الاحتلال اليوم، وفقاً للمؤسسات الحقوقية، 14 أسيرًا أمضوا أكثر من 30 عاماً في سجون الاحتلال، بالإضافة لـ51 معتقلاً منذ ما يزيد عن 20 عاماً.

بدوره، أكد نديم يونس شقيق الأسير كريم على أن كل من يحمل لقب مسئول فلسطيني يتحمل مسؤولية عدم الإفراج عن شقيقه وبقية الأسرى القدامى.

وقال: "خلال المباحثات التي سبقت أوسلو وافقت القيادة الفلسطينية على شرط عدم الإفراج عن الأسرى حملة الهوية الزرقاء"، مؤكداً أن الإفراج عنهم كان سهلاً ومتاحاً في ذلك الوقت لو رُبط توقيع الاتفاقية بالإفراج عن جميع الأسرى دون تمييز.

وبيّن: "مع مرور الوقت زاد ثمن هؤلاء الأسرى السياسي وتحولوا لورقة ضغط على السلطة الفلسطينية، كما أصبحوا أيضاً نقطة مزايدة بين القيادات الإسرائيلية".

وأكمل: "شاهدنا كيف أصدر وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت بداية العام الجاري قراراً بمصادر أموال أسرى الداخل التي تحولها السلطة، كل هذا في إطار المنافسة الحزبية الإسرائيلية". 

وذكر يونس: "الهوية الإسرائيلية حجة كاذبة، ففلسطينيو 48 لم يختاروها وإنما فرضت عليهم وتعاملوا معها كأمر واقع، ولكن في النهاية نحن فلسطينيون أباً عن جد، سكنا في هذه الأرض قبل قيام إسرائيل".

صفقات التبادل.. لماذا؟

المختص في شئون الأسرى رياض الأشقر قال، إن المقاومة لا يمكنها تحرير كافة الأسرى خلال صفقة للتبادل، وهي تصطدم بتعنت الاحتلال في الإفراج عن العديد من الأسرى.

وبين الأشقر في حديث خاص لـ"وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال رفض في الصفقة الأخيرة الإفراج عن عدد من الأسرى وكادت المفاوضات أن تفشل، نتيجة الاختلاف على أسماء معينة من الأسرى يصر الاحتلال على عدم الإفراج عنهم.

وأكد أن الأسير كريم يونس كان اسمه حاضراً في كل صفقات التبادل ولكن حساسية كونه من سكان الداخل الفلسطيني، كان هذا يضع عائقاً امام الإفراج عنه لأن الاحتلال كان يرفض إدراج أسرى القدس والداخل المحتل عام 1948 ضمن صفقات التبادل.