الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

عن "أيام البلاد" وأشياء لا تُنسى

حجم الخط
32104697_1836371709761551_4317516058987593728_n.jpg
نابلس - سند

في الـ 15 من أيار، قبل سنين طويلة، كانت النكّبة الفلسطينية، التي اقتلعت الفلسطينيين من عشرين مدينة، ونحو أربعمئة قرية، لتغدو أملاكهم ومزراعهم جزءًا من دولة الاحتلال، كما تعيد النكبة ذكرى عشرة آلاف فلسطيني على الأقل قتلتهم إسرائيل في سلسلة مجازر لا زال معظمها مجهولا.

وفي كل عام تطرق هذه الذكرى المؤلمة أبواب من بَقى شاهدًا على تفاصيلها، تُوجعهم الذكريات، وما أن تذكر أيام البلاد، حتى تفيض عيونهم من الدمع، حتى بعد مرور واحد وسبعين عامًا.

171120181444301.jpg
 

حال المسن أمين منصور(أبو حاتم ) من بلدة سلمة قضاء يافا كان أكثر حزنا فقد زار مسقط رأسه قبل عام برفقة طاقم تلفزيوني، وشاهد ما حل بها مؤخرًا ، حيث مُسحت ملامح فلسطين هناك، بما فيها المقبرة.

ورغم مرور السنين، وتعاقب الأجيال، إلا الذكريات الجميلة في الوطن، لا تزال سلوى أبو حاتم، ففي كل مناسبة تجده يُحدث أحفاده الـ 43، عن بلدته سلمة، لم ينسَ حتى أبسط التفاصيل التي عاشها هناك.

يتحدث لهم مفاخرًا بنفسه، كيف كان يحفظ قصائد اللغة الإنجليزية في المدرسة، ثم يخفت صوته ليبدو حزينًا وهو يروي ما حّل بعائلته بعد النكبة، ففصول التشريد من أقسى ما مّر به الفلسطيني خلال حياته.

واستقرت عائلة منصور بعد فصل طويل من المعاناة أواخر الخمسينات، في مخيم بلاطة، شرقي مدينة نابلس.

أما سميحة أبو رز، التي هاجرت من المواليح (رأس العين) قضاء يافا، وهي بعمر الـ 8 سنوات، إلا أن رائحة برتقال البلد، وينابيع المياه، ومَرح الأطفال، والكثير من تفاصيل الحياة، لا زال حاضرة بقوة في ذاكرتها، لم تَنسَ حتى عليل هواء البلاد.

أبو رز (80 عامًا) من الشواهد على نكبة الفلسطينيين، أَورثت أحفادها الـ 50 الذكريات التي عاشتها قبل الـ48، رسمت في مخيلتهم البلد، بيوتها، وشوارعها، ومن وصفها تذوقوا طعم حبّات البرتقال، حُلوًا كالسكر.

ولا يخلو بيت الحجّة سميحة في هذه الأوقات من كل عام، من الزوار ووسائل الإعلام، فعند كل ذكرى للنكبة يُطرق باب الذكريات، وفي كل عام ورغم تقدم سنّها، تُثبت  أن العودة حق، لا خيار، و"مفتاح العودة" يتوارثه الأجيال، فإن مات الكبار، الصغار لن ينسون.

بدوره قال مدير مركز يافا الثقافي فايز عرفات: "إن حلول ذكرى النكبة يفتح شهية كبار السن، وممن عايشوا سنوات الهجرة عام 48 وما قبلها، للحديث عن ما مر بهم من أحداث ووقائع".

ولفت إلى كبار السن ورغم حزنهم الشديد على ما مرّوا به إلا أنهم تجدهم دائمًا يفضلون الحديث عن الشهداء الذين قتلتهم العصابات اليهودية، وضياع الكثير أثناء الخروج من البلدات والقرى، والظروف الصعبة في السنوات الأولى، التي أعقبت النكبة، أوائل الخمسينات.

ويتابع أن المركز ينظم سنويا لقاءات تجمع جيل الكبار مع الناشئة والفتيان، بهدف ربط الاجيال مع بعضها البعض، كما يسجل حلقات مرئية معهم لتكون إرشيفا للاجيال القادمة.

ويُحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام ذكرى "النكبة"، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة "دولة إسرائيل".

وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وتهجير ما يقارب عن 800 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين.

وكان المهجرون يشكلون آنذاك حوالي نصف الشعب الفلسطيني ليتجاوز عددهم الآن قرابة الخمسة ملايين لاجئ، يعيش معظمهم في مخيمات الشتات في الضفة الغربية وقطاع غزة وعدد من الدول العربية (الأردن، لبنان، سورية والعراق).