الساعة 00:00 م
الأربعاء 17 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خطيب "عرفة": السعودية حرصت على إقامة شعيرة الحج بشكل صحي

حجم الخط
7NOOk.jpg
الرياض - وكالة سند للأنباء

توافد حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر اليوم الخميس، إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الصلاة والخطبة تمت وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية.

وأخذ ضيوف الرحمن أماكنهم مع الالتزام بالتباعد المكاني في المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع.

وألقى عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، خطبة عرفة؛ قبل الصلاة، استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما تفضل به على العباد من النعم الغزار، والخير المدرار.

وأوصى "المنيع" بتقوى الله التي أوصى بها الأولين والآخرين. مؤكدًا أنه بتقوى الله تنزل الخيرات، وتبتعد المصائب المكروهات؛ وتتمثل في الإقدام على الطاعات، والإحجام عن المعاصي والسيئات.

وبين الشيخ عبد الله أن أعظم خصال التقوى توحيد الله وإفراده بالعبادة بحيث لا يصلى إلا لله، ولا يدعى إلا الله، ولا يعبد أحد سواه لا بذبح ولا نذر ولا بغيرها.

وقال: "هذا هو مقتضى شهادة التوحيد لا إله إلا الله، وقرينتها شهادة أن محمدا رسول الله".

وأضاف:" وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً".

كما ذكر أركان الإيمان: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. فبعد أن امتن تعالى ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم أوصى بالذكر والشكر والصبر، وإن من صفات أهل التقوى الصبر على الأقدار المؤلمة".

وتابع: "الحياة الدنيا لا تسلم من المصائب ولذا أمركم الله بالصبر. وكيف لا يصبر العبد وهو مؤمن بالقضاء والقدر، مؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وبأنه لو اجتمع من في الأرض فلن يستطيعوا أن يدفعوا عنه قدر الله".

وأوضح أن هذه المصائب "تجعل العبد يتذكر النعم الكثيرة والخيرات الوفيرة التي وهبها الله للإنسان، وهذه المصائب تعرف العبد بقدرة ربه، ومن ثم يعود إلى الله متضرعًا طلباً ورجاء".

وأكد أن "هذه المصائب تذكر الناس بالآخرة، وتجعلهم يستعدون للجنة التي لا مصائب فيها ولا أحزان. بهذه المصائب يحصل اختبار العباد والتمييز بين أهل الصبر وأهل الجزع".

وقال إن الشدائد مهما عظمت فإنها لا تدوم ورحمة الله أوسع وفرجه أقرب وقد وعد الله بالفرج.

وأضاف: "هذه المصائب تفتح أبواب طاعة الله تعالى باحتساب الأجر في دفعها قبل وقوعها وفي فعل الأسباب المؤدية لرفعها بعد حصولها وقد جاءت الشريعة الإسلامية المباركة بعدد من الإجراءات المؤدية إلى ذلك".

وبيّن بأن "التوجيهات الإلهية جاءت للتعامل مع المصائب والمشكلات المالية والاقتصادية بما يحقق رغد العيش للخلق، فمن ذلك أن الشريعة الإسلامية رغّبت في الاكتساب والإنتاج، ومزاولة الأعمال وحثت على التجارة".

وأفاد الشيخ عبد الله المنيع: "ولحماية المجتمع من المشاكل الاجتماعية والنفسية أمرت الشريعة ببر الوالدين وصلة الأرحام، وحسن تربية الأبناء، ورغّبت في الترابط والتآلف والتكافل الاجتماعي، وكفلت حقوق الإنسان".

وأردف: "وفي الموضوعات السياسية والأمنية جاءت الشريعة بإجراءات توصل إلى سلامة البلاد والعباد واستقرارهم وتمكنهم من أداء مهامهم وأعمالهم، كما جاءت بحفظ الحقوق وصيانة الدماء والأموال، وحرّمت الاعتداء والإيذاء للآخرين".

واستطرد: "كما منعت من تأجيج الصراعات، ومنعت تغذية الإرهاب، ونهت عن الإفساد في الأرض، وأمرت بالابتعاد عن مسببات الفتن، وأكدت على عدم الاستجابة للأعداء المتربصين، وأمرت بالالتزام بالأنظمة وبطاعة ولاة الأمور في غير معصية".

وذكر: "أما في الجانب الطبي فقد جاءت الشريعة بتوجيهات تؤدي إلى حفظ الصحة وسلامة الأبدان، فمن ذلك أن أمرت بالطهارة والنظافة، والمحافظة على البيئة نقية طاهرة، وأباحت طيب الطعام، ونهت عن المضر منه، وشرعت طرائق لحماية المجتمعات من انتشار الأمراض".

وعرج الشيخ المنيع إلى قول الرسول محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها).

وتابع قائلًا: "وانطلاقاً من هذا الحديث النبوي الكريم الذي يمنع من التنقل في أوقات الأوبئة والأمراض سريعة الانتقال شديدة العدوى، جاء القرار الحكيم من حكومة المملكة العربية السعودية بإقامة شعيرة حج هذا العام بأعداد محدودة، من الموجودين داخل المملكة من مختلف الجنسيات".

وعلل خطوة السعودية: "حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي لضمان سلامة الإنسان وحمايته من أسباب الجائحة وتحقيقاً لمقاصد الشريعة في حفظ النفس البشرية".