اكتسحت المسلسلات التركية القنوات التلفزيونية في أمريكا اللاتينية قبل جائحة كورونا وحققت أعلى معدلات المشاهدة.
ولم تتوقف المسلسلات التركية عند ذلك الحد، بل وفرضت نفسها بقوة خلال الآونة الأخيرة على منصات البث الرقمي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "لوس أنديس" الأرجنتينية، قالت الكاتبة ماريتا أولفيري إن المسلسلات التركية قدمت عددًا من المواضيع الجديدة بأسلوب مشوق وحبكة درامية مميزة وتصوير رائع.
وبيّنت: "وهو ما جعلها تكتسب شهرة واسعة في أميركا اللاتينية وتكتسح القنوات الوطنية، ثم لاحقًا المنصات الرقمية".
وأكدت أنه عندما ظهر أول الإنتاجات الدرامية التركية في تلفزيونات أمريكا اللاتينية، على غرار "ويبقى الحب" و"حريم السلطان" و"ما هو ذنب فاطمة جول؟"، لم يكن أحد يتوقع أن تكتسب كل تلك الشعبية التي وصلت إليها اليوم.
وعلى سبيل المثال، يعرض تلفزيون "تيليفي" الأرجنتيني عددًا من المسلسلات التركية التي تحظى بأعلى نسب المشاهدة، ومن أبرزها "أليف" و"الأجنحة المنكسرة".
ما الذي يميز المسلسلات التركية؟
ترى الكاتبة أن إحدى الميزات التي جذبت المشاهدين في أمريكا اللاتينية للدراما التركية، نوعية القضايا التي تتناولها، والتي لا تُركّز فقط على الحب مثلما تفعل الدراما المحلية.
وتقول إن المخرجين والمنتجين الأتراك ذهبوا إلى أبعد من ذلك بكثير في الحبكة الدرامية، وتطرقوا إلى مواضيع مختلفة مثل الانتقام والخيانة والقوة، وبنوا قصصهم على كثير من الغموض والمغامرة ونجحوا في جذب المشاهدين بشكل كبير.
وتؤكد أن الأتراك تميزوا في مسلسلاتهم بالجودة العالية على مستوى الصورة، خاصة أنهم غالبًا ما يصورون في الأماكن المفتوحة، وفي مبانٍ حقيقية، ونادرًا ما يستخدمون الأستوديوهات، وهو ما يزيد في إقناع المشاهد بالقصة بصريًا، حسب تعبيرها.
وتضيف الكاتبة أنه من السهل على مشاهدي المسلسلات التركية في أي مكان حول العالم التعاطف مع الشخصيات واستيعاب أسباب الصراعات التي تحدث بينها، بعيدًا عن الاعتبارات الأيديولوجية والثقافية والدينية.
وحسب الكاتبة، فإن الدراما التركية تعتني جيدًا بلغة الجسد، وتتقن رسم التفاصيل الصغيرة للعلاقة بين الشخصيات، وهو ما يمنح القصة قدرة على الاستمرار لفترة طويلة.
كما أن النهايات تُشكل ميزة أخرى للمسلسلات التركية، وفقًا للكاتبة، لأنها تختلف عن مسلسلات أمريكا اللاتينية التي تنتهي دائمًا بانتصار الخير على الشر.
في المسلسلات التركية، غالبًا ما تكون النهايات غير متوقعة، وهو ما يُحفز المشاهدين على انتظار الجزء التالي.
أبرز المسلسلات التركية على نتفلكس
تقول الكاتبة إن نتفلكس أدركت مدى رواج الدراما التركية عالميًا وعملت على استثمار النجاح الباهر الذي حققته في أوروبا وأمريكا عبر توفير عدد من تلك المسلسلات ضمن قائمة الإنتاجات المتاحة لعملائها.
المحافظ
هو أول مسلسل تركي تنتجه نتفلكس، وقد وصل حاليا إلى موسمه الرابع. هذا المسلسل مقتبس من رواية للكاتبة إيبيك جوكديل، ويروي قصة تاجر شاب يُدعى هاكان، اكتشف أن له صلة بتنظيم سري قديم مكلف بحماية إسطنبول.
عطية
يستند المسلسل إلى رواية "صحوة العالم" للكاتبة التركية شَنْ-غُل بويباش، ويحكي قصة رسامة من إسطنبول تُدعى عطية، تنطلق في رحلة مشوقة وغامضة للعثور على رمز أثري يربطها بماضيها.
هذه القصة الخيالية المشوقة من بطولة بيرين سات ومحمد جونسور وميتين أكدولجير. بإمكانك مشاهدة الموسم الأول حاليا على نتفلكس، وسيكون الموسم الثاني متاحا اعتبارا من 10 سبتمبر/أيلول الجاري.
الفناء
بعد مواجهة منزلية عنيفة مع زوجها، تدخل الأم دينيز السجن، وتقوم هناك بكل ما في وسعها للبقاء على قيد الحياة لتلتقي مع ابنتها من جديد.
هذا المسلسل من إخراج يوكسيل أكسو، وبطولة الممثلة ديميت إيفغار. وبإمكانك مشاهدة الموسم الأول منه حاليا على نتفلكس.
عشق 101
هو مسلسل درامي شبابي تمتزج فيه الكوميديا بالرومانسية وتدور أحداثه في تركيا خلال تسعينيات القرن الماضي. المسلسل من بطولة كوبيلاي أكا وميرت يازجي أوغلو وألينا بوز وبينار دنيز، يحتوي على ثماني حلقات ومتوفر الآن على نتفلكس.
أكثر 10 مسلسلات تركية مبيعًا في العالم
بعيدًا عن نتفلكس، قدمت الكاتبة ضمن هذا التقرير قائمة المسلسلات التركية الأكثر مشاهدة ومبيعًا، التي عُرضت على التلفزيون الأرجنتيني: حريم السلطان، على مر الزمان، ما هو ذنب فاطمة جول؟، صلة، ويبقى الحب، نور، إيزل، أسميتها فريحة، عشق وجزاء، والعشق الممنوع