استقبلت عائلة "دويكات" في نابلس أول دَفقة من مطر شتاء هذا العام، بألمٍ كثيف، فلا مأوى لهم، بعدما هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزلهم، وشردتهم ليُصبح العراء ملاذهم الأخير.

على أنقاض المنزل دموع الأم تنساب على خديها وهي تحتضن بيديها الحانيتين المرتجفتين أطفالها، تتساءل على المأوى المستقبلي لها ولعائلتها بعدما شردها الاحتلال بفعل سياسة الهدم التي زادت وتيرها في الآونة الأخيرة.

عند منتصف الليلة الماضية، هدمت قوات الاحتلال منزل الأسير الفلسطيني خليل دويكات (46 عاما) في قرية روجيب شرقي نابلس، على خلفية اتهامه بقتل مستوطن إسرائيلي في 26 أغسطس/آب الماضي بمدينة "نتانيا" المحتلة.

وفي التفاصيل تقول زوجته لـ "وكالة سند للأنباء": "اقتحم عدد كبير من جنود الاحتلال القرية، معززين بآليات وجرافة وعسركية، وأحاطوا المنزل قبل البدء بعملة الهدم التي استمرت لساعات".

وتُشير إلى المنزل الذي هدمه الاحتلال تبلغ مساحته 180 مترًا مكوّن من طابقين، وتسكنه مع 5 بناتها، مستطردةً: "لكن الآن نحن لا مأوي، سنُقيم خيمة على أنقاض المنزل، ونسكن فيها".

ويأتي ذلك، بعد إصدار المحكمة العليا الإسرائيلية، قرارًا بالهدم، حيث رفضت الطعون المقدمة من العائلة عبر محاميها لمنع الهدم.

وفي تصريحات صحفية سابقة لشقيق الأسير "دويكات" قال، إنهم ممنوعون من زيارته وأن الاحتلال يمنع حتى محاميه من زيارته، مشيرًا أنه لا يزال يخضع للتحقيق وتأجلت محاكمته أكثر من مرة.

وأردف: "الاحتلال يدعي أن قرار الهدم جاء بناء على اعتراف الأسير خليل دويكات شخصيا بالقتل، وإعادة تمثيله للواقعة"، مؤكدا نفي العائلة لهذا الاتهام.

وذكر أن شقيقه، أب لست بنات، "يعمل داخل إسرائيل بتصريح عمل رسمي ما يعني أنه لا يوجد لديه أي شبهات أو حتى نية بتنفيذ مثل هذا العمل".