قطعٌ متناهية الدقة، مصنوعة بطريقةٍ تلفتُ انتباه الناظر إليها، كلوحة فنية تجمع في تفاصيلها الجمال والذوق الرفيع، حباتٌ من الشوكولاتة، تُشع بالألوان الزاهية، وكراتٍ صغيرة متلألئة، تمنح كل من يتذوقها شعوراً من السعادة.

شغف الشابة جيهان خضر سعد من مدينة غزة، في صناعة الحلويات المختلفة بأنواعها، كان بمثابة رفيقها في كل لحظاتها، حتى تخرجت من جامعتها في تخصص الدراسات الإسلامية، لتقرر أن تطلق لشغفها وحبها العنان من أجل تحقيق حلمها الذي لطالما راودها كثيراً.

هواية سعد في صناعة الحلويات مكنها من إنشاء أول متجر نسوي "أون لاين" "Sweet love" لصناعة الشوكولاتة في قطاع غزة، بعد أن اختارت طريقها الذي أحبته، وقررت معه أن تصنع شيئاً فريداً ومميزاً عن الحلويات الموجودة في شكلها وطعمها.

 

اسم مميز

لم تستلم لحظة واحدة، فعكفت على تطوير نفسها منذ البداية رغم التحديات والصعوبات التي تواجه أي مشروع قد ينطلق في قطاع غزة، بسبب الظروف السياسية والاقتصادية المضطربة، وواصلت التجربة بعد أخرى وبذلت من جهدها الكثير حتى صنعت اسماً مميزاً لها في مجال الشوكولاتة بغزة.

ولأن سعد تؤمن أن الإبداع لا يتوقف عند حدٍ معين، عملت على تطوير نفسها وقدراتها من خلال الالتحاق بالعديد من ورشات العمل والدورات التدريبية المحلية والدولية في مجال صناعة الشوكولاتة من أجل الخروج بأفضل عمل يمكنها من التميز في السوق المحلي.

وحول أكثر ما يميز مشروع سعد تقول لـ "وكالة سند للأنباء" إنها متخصصة في فن صناعة الشوكولاتة بطريقة عصريه وصحيه وجذابة، حيث يعتبر المشروع الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة.

ويعد مشروع سعد، أول متجر نسوي "أون لاين" متخصص في صناعة الشوكولاتة الصحية الخالية من المواد الحافظة، وبدون إضافة المواد المصنعة مثل بديل زبدة الكاكاو، والزيوت المهدرجة، واستخدام أجود أنواع المواد الخام من المكسرات والفواكه المجففة.

وتحتوي الشوكولاتة على مادة الكاكاو الخام وزبدة الكاكاو الطبيعية بنسب وأنواع متعددة.

وتوضح سعد أنه يتم في متجرها مراعاة مرضى السكري وأصحاب الحميات الغذائية المختلفة، كونهم يملكون الحق كذلك في تناول الشوكولاتة كغيرهم، فيتم صناعتها لهم حسب الطلب والنسب التي يريدونها.

 

منافسة عالمية

وتبين سعد لــ "وكالة سند للأنباء" أن المنتجات التي تقوم بصناعتها تنافس المنتجات المستوردة من خارج قطاع غزة من ناحية الجودة والإتقان، وبشهادة جميع الزبائن، عدا عن أسعارها التي تناسب الجميع.

إقبال ملحوظ على منتجات سعد من قبل الناس في قطاع غزة، وترجع ذلك السبب لارتفاع الوعي بضرورة الابتعاد عن المنتجات المصنعة والمضاف إليها المواد الحافظة التي تضر صحة الإنسان.

صناعة الحلويات بالنسبة لسعد، عبارة عن مشاعر من السعادة التي تتدفق في روحها كلما أنتجت قطعة ما، وكأنها تلامس روحها، لتصبح جزءاً منها، عدا عن الطاقة الإيجابية التي تملأ روحها وهي تصنع قطع السعادة للناس من حولها بكل حب، - كما تصف سعد_.

وتشير سعد إلى أن زبائنها هم رصيدها في هذا العمل، وهم من يُساعدونها على الاستمرار بتحفيزهم وثناءهم وكلامهم الجميل، حيث يمدها ذلك بطاقة مضاعفة للعمل، وتتملكها الرغبة والطموح في التطوير والإبداع بشكل أكبر.

 

مواجهة الصعوبات

في غزة، لا يمكن لمشروعٍ إلا وأن يواجه الواقع الصعب الذي يعيشها الأهالي، وكذلك سعد لم تكن لتنجو من تلك المعوقات، حيث الحصار الخانق على قطاع غزة والذي أدى إلى قلة المواد والأدوات المتوفرة في هذا المجال، وكذلك صعوبة الحصول عليها، وارتفاع ثمنها.

وشهد هذا العام انتشار لجائحة كورونا في أغلب دول العالم، وقطاع غزة لم يسلم من تداعياتها كذلك، فقد تضررت الحياة الاقتصادية المنهكة أصلاً، وبطبيعة الحال ترك ذلك تأثيراً على كافة المشاريع في قطاع غزة.

وعن تأثير جائحة كورونا، تلفت سعد إلى أنها تسببت بانقطاع وعدم توافر بعض المواد الخام، وكذلك صعّب من الحصول عليها في بعض الأوقات، إلا أنه في الوقت ذاته زاد من الطلب على المشاريع "أون لاين"، والكثير من المشاريع تقبلت الأمر وطوعته في خدمتها.

وتتمنى سعد من جميع الفتيات في قطاع غزة، أن يُحاولن النبش عن مواهبهن حتى وإن لم تكن في مجال دراستهن، وأن يجتهدن في صقلها وتسخيرها وتطويرها، من أجل أن تعود الفائدة عليهن وعلى مجتمعهن، وألا يستسلمن لواقع الحصار والبطالة.