الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

بالصور بــ"الجوخ" تصنع "عبير" كتباً تفاعلية

حجم الخط
78918690_814348299008753_6862650984959574016_n.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء:

بعد عشرة أعوامٍ من الحرمان، أطل طفلها الصغير على الدنيا، يداعب قلبها، ويصطحب معه قلب أمه ليتجه في بوصلته إلى العالم الذي لطالما أحبّت تفاصيله، حيث الأشغال اليدوية، والألوان الزاهية الباهية، التي تبعث في الروح إشراقاً.

عبير الهمص (38عاماً)، شابة فلسطينية من مدينة رفح، درست الهندسة المدنية وعملت فيها عدة أعوام، سنواتٌ لم تكن لتُنسيها هوايتها وحبها لصناعة الأشياء اليدوية منذ صغرها.

كثيراً ما كانت تُشاهد الهمص أشغالاً تصنع بالجوخ على مواقع الإنترنت، وتعتريها الرغبة في دخول هذا العالم، إلا أنّ شح المواد اللازمة كانت عائقاً لفترة طويلة من الوقت، حتى توفر قماش "الجوخ"، وبدأت بصناعة بعض المواد البسيطة، كأغطية للجوال وبعض الديكورات المنزلية.

بداية المشروع

بينما يكبر صغيرها، يكبر اهتمام الهمص بطفلها، حتى رغبت بصناعة شيء مميز له، فصنعت أول كتاب تفاعلي بمادة القماش "الجوخ"، والتقطت صورة عابرة له، من أجل الذكرى.

وكالعادة، أحبت الهمص مشاركة مشاعرها بالسعادة لما أنجزته مع أصدقاءها عبر صفحة  الفيس بوك، فانهالت التعليقات مثنيةً على جمال الفكرة، والكثير طلب منها أن تصنع لهم مثيلاً للكتاب.

كانت هذه الصورة، بمثابة دفعة قوية أخذت بيد الهمص لتبدأ مشروعها منذ ثلاثة سنوات في صناعة الأشغال اليدوية والكتب التفاعلية بقماش "الجوخ".

78811145_2328584337396976_5414294554260013056_n.jpg
 

وسيلة آمنة

ويتسم الكتاب التفاعلي " quiet book" بأنه وسيلة للتعليم المبدئي، فعالة وآمنة وبسيطة، ومناسبة من عمر أشهر إلى عمر 5 أو 6 سنوات.

 كما يعتبر الأفضل لتعليم وتحفيز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يعانون من صعوبات التعلم.

وتعرف الكتب التفاعلية بأنها عبارة عن كتب قماشية، فيها صفحات تحتوي رسومات بارزة مصنوعة بأدوات ملمسها يحاكي ملامس الأشكال الموجودة في الطبيعة، ويمكن إعادة لصق وترتيب الأشكال ومكوناتها بسهولة، لتنمية مهارات الصغار.

وللكتب التفاعلية عدة مستويات يمكن أن يلهو بها الطفل منذ شهوره الأولى، حيث تقتني الأم الكتب الملائمة لعمر الطفل كلما كبر، وهي وسيلة فعالة لإنقاذ الطفل من وسائل اللعب بالهواتف الذكية.

78918684_2357793214348187_1622885652292960256_n.jpg
 

78918690_814348299008753_6862650984959574016_n.jpg
 

محاولة للتطوير

وعن أكثر ما يميز الكتاب، تقول الهمص لـ"وكالة سند للأنباء"، إنه يلازم الطفل لسنوات، لأنه من الصعب أن يتمزق، بعكس الكتب الورقية، كما أنه آمن تماماً، وينفذ حسب طبيعة الطفل من حيث الأنشطة والحجم والألوان، فيحظى كل طفل بالكتاب الذي يلبي رغباته واهتماماته المختلفة.

لم يقتصر عمل الهمص على صناعة الكتب التفاعلية، لتصنع وسائل تعليمية تفاعلية للمراحل المدرسية كافة، ولوحات تقييم للمعلمات، وبعض الديكورات المنزلية، والهدايا.

انطلقت الهمص في مشروعها والرغبة في التطوير والابداع تلاصقها، فشاركت بتدريب ريادة الأعمال، وحصلت على تمويل من القنصلية الأمريكية وبإشراف جمعية الثقافة، ضمن حاضنة فلسطين للإبداع.

كما وتم اختيارها لفئة الابداع والتعليم التفاعلي، ضمن البرنامج السعودي "المخترعون"، وعقدت العديد من الدورات التدريبية للأطفال من أجل تعليمهم صناعة الأدوات المدرسية بنفسهم، ولخريجات الجامعات، والأمهات.

تحاول عبير من خلال مشروعها المنزلي، إيصال رسالة مفادها أن بإمكان أي أم استغلال وقتها بشكل مثالي، وتطوير ذاتها من خلال التعلم عن بعد، أو فتح مشاريع صغيرة يحتوي إبداعها واهتماماتها.

79266968_554158638710781_4875954449912168448_n.jpg
 

78523450_536014983911372_5061628609127514112_n.jpg
 

إقبالٌ متزايد

حظيت الكُتب التفاعلية التي تصنعها عبير بإقبال متزايد من قبل الأمهات، في ظل تعلق أطفالهن بالأجهزة الحديثة، فوجدن فيما تنتج عبير حلاً آمناً من أجل إبعاد أطفالهن عن الألعاب الإلكترونية التي تضرهم.

مقتني الكتب من الأطفال يعبرون للهمص عن سعادتهم الكبيرة باقتناء الكتاب، خاصة وأنه يضم الشخصيات الكرتونية التي يحبونها، والكثير من الألعاب المعرفية الجميلة، والتي تساعدهم في التعلم بطريقة ممتعة.

مع كل ابتسامة طفلٍ ترتسم على الشفاه، تقع عبير في حب الكتب أكثر فأكثر، وتتملكها السعادة في أن تصنع المزيد.

77276019_549139299199532_8264236488821047296_n.jpg

صنع بحب

 وتصف مشاعرها قائلةً :" حينما أقول صُنع بكل حب، فهو كذلك، أنا أحب قماش الجوخ جداً، وأسعد بألوانه والعمل فيه، أشعر أن هناك رابطاً عاطفياً بيني وبين كل قطعة، وحينما أسلم صاحب الطلب كتابه، أوصيه عليه وكأنه أحد أبنائي".

تؤمن الهمص بأن لا عائق من الممكن أن يقف أمام أي فتاة، ومن لا تملك وظيفة ما فذلك ليس نهاية العالم، وعلى كل فتاة أن تتبع شغفها وطموحها مهما بلغت من العمر، المهم أن تبقى ممتلئة بالأمل وصولاً لتحقيق الطموح.

78363031_444559353149296_3481024603466235904_n.jpg