الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"قصر الحسيني".. رمز فلسطيني يسرقه الاحتلال

حجم الخط
20212401062222.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

بعد مرور "47 عامًا" على رحيله تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإساءة إلى أشهر الرموز في فلسطين.

إنه الحاج أمين الحسيني الذي ولد في القدس عام 1895م، والذي يعد من أشهر من تولي منصب الإفتاء في فلسطين، وكان في الوقت نفسه رئيسًا للمجلس الإسلامي الأعلى ورئيس العلماء.

إضافة إلى أنه أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في القرن العشرين والذي ظل يلعب دوراً مهماً في الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة في سنواته الأولى أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات.

ما هو المخطط؟

قبل أيام قررت جمعية عطيرت كوهنيم" الاستيطانية تحويل قصر المفتي الحسيني الواقع في حي الشيخ جراح في القدس إلى كنيس يهودي، وفقًا لما نقلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية عن دانيال لوريا المتحدث باسم الجمعية.

ويوضح المختص في شؤون القدس والأقصى رائد دعنا، أن قصر الحسيني تبلغ مساحته 500 متر مربع، وسيكون جزءاً من الحي اليهودي المستقبلي في القدس الشرقية.

ويوضح "دعنا" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا الحي يتكون من 56 وحدة استيطانية، ويأتي ضمن مخطط لمضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية.

فندق

ويشير "دعنا" إلى أن قصر الحسيني كان قد تحوّل إلى فندق يطلق عليه "شبرد" Shepherd Hotel في المدينة.

وعقب العدوان الإسرائيلي عام 1967، احتلت إسرائيل "القدس الشرقية" وضمتها، وتم الاستيلاء على الفندق بموجب قانون الوصي على أملاك الغائبين، وفقاً لـ "دعنا".

وفي عام 1985م بيع القصر إلى شركة C and M Properties Ltd، التي يملكها إرفينغ موسكويتز المتبرع من مجموعات المستعمرين الإسرائيليين اليمينية العازمة على إسكان اليهود في الجانب الشرقي من المدينة.

وينوه "دعنا" إلى أنه في 7 نوفمبر/تشرين الأول عام 2007م قدم طلب للسماح لإحدى الشركات الإسرائيلية ببناء مجمعين سكنيين جديدين، يضمان 28 شقة مبنية فوق موقف للسيارات تحت الأرض.

ويوضح أن الجمعية الاستيطانية هدمت ملحق الفندق في يناير/كانون الثاني 2011، المهجور المكون من أربعة طوابق المضاف فوق قصر المفتي الحاج الحسيني لإفساح المجال أمام الإسكان المستقبلي.

الهجرة إلى المنفى

من جانبه يشير رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إلى أن القصر تم بناؤه في 1930م إلا أن المفتي لم يُقم فيه؛ لأن الاحتلال البريطاني كان يلاحقه.

وفي مقابلة مع "وكالة سند للأنباء" يقول "الهدمي" إن سلطات الاحتلال البريطاني نفت المفتي إلى لبنان عام 1937م، بسبب مقاومته للاستعمار ووقتها بقي القصر خاليًا.

فيما بعد تحول إلى مكان خاص بسكرتيره جورج أنطونيوس صاحب كتابه المؤثر The Arab Awakening الذي كتبه أثناء إقامته هناك عام 1938.

أما زوجته فقد بقيت فيه بعد وفاته، وكان المبنى بمثابة صالون يلتقي فيه العديد من الفلسطينيين العرب وبعض المسؤولين البريطانيين.

مكان للشرطة

ويشير "الهدمي" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حوله بعد السيطرة عليه إلى مكان للشرطة من أجل التحقيق والتوقيف مع الفلسطينيين.

ويبين أن الاحتلال هدم المبنى في عام 2011م المكان وحوله إلى جمعية عطيرت كوهنيم" الاستيطانية التي بنت مكانه 28 وحدة استيطانية.

إلا أن عملية البناء توقفت نتيجة أن الجمعية الاستيطانية منعت للحصول على تراخيص لبناء المزيد من الوحدات.

قيمة رمزية

ويشدد "الهدمي" على أن هدم القصر يمثل إزالة لقيمة رمزية وتاريخية في القدس لاسيما وأن المقر يحظى برمزية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني وأهل القدس، لكونه البيت الخاص بأعلى هيئة إسلامية في المدينة.

ويلفت "الهدمي إلى أن تحويل قصر المفتي لكنيس ناجم عن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

جزء من مشروع البوابات 1990م

بدوره يقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس خليل التفكجي، إن تحويل قصر المفتي لكنيس هو جزء من مشروع البوابات الذي طُرح عام 1990 في فترة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون.

ويضيف "التفكجي" لمراسل "وكالة سند للأنباء" أن المشروع هو ضمن مشروع يطلق عليه 26 بوابة حول القدس؛ لمنع إقامة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وإعادة تقسيم القدس.

ويشير إلى المشروع من الناحية الديموغرافية لا يؤثر كثيرًا بسبب أن الوحدات المقامة ي تلك المنطقة قليلة.

في دراسة أعدها رئيس لجنة الحريات بلجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب، وثق قيام الاحتلال الإسرائيلي بتحويل 15 مسجداً إلى معابد لليهود.

كما وثق هدم وإغلاق 40 مسجدًا بينما حول 17 مسجدًا إلى حظائر للأغنام والأبقار أو مطاعم وخمارات ومتاحف ومخازن.

كفاح متواصل

عقب صدور وعد بلفور عام 1917 قرر الحسيني العودة إلى القدس، وبدأ الكفاح ضد الوجود اليهودي والبريطاني هناك، فأنشأ عام 1918 أول منظمة سياسية في تاريخ فلسطين الحديث وهي "النادي العربي".

وعمل هذا النادي على تنظيم مظاهرات في القدس عامي 1918 و1919، وعقد في تلك الفترة المؤتمر العربي الفلسطيني الأول هناك.

وتولى منصب المفتي العام للقدس بعد وفاة أخيه كامل، وأنشأ المجلس الإسلامي الأعلى في 1921، وبعد فشل ثورة القسام عام 1936 أنشأ اللجنة العربية العليا، التي ضمت تيارات سياسية مختلفة.

 المندوب السامي البريطاني أصدر قراراً بإقالة المفتي من منصبه والقبض عليه، إلا أن الحسيني نجح في الهروب إلى لبنان، حيث اعتقلته السلطات الفرنسية.

 وبعدها استطاع الهروب من لبنان إلى العراق، ثم تركيا، ثم ألمانيا، حيث مكث فيها قرابة 4 سنوات.

وفرضت الإقامة الجبرية عليه في مصر بعد النكبة الكبرى عام 1948، حيث أوعزت الحكومة البريطانية إلى الملك فاروق لإعطاء أوامره بفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله بعد النكبة.

ونتيجة لذلك هاجر المفتي الحسيني إلى سوريا ومنها إلى لبنان، حيث مكث فيها حتى وفاته عام 1974. وُشيع بجنازة رسمية حضرها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ودُفن في مقبرة الشهداء.