الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تقرير علم فلسطين.. رمز وطني يحكي ثورة

حجم الخط
03092321021051088363116333260717.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

يصادف، اليوم 30 أيلول (سبتمبر)، يوم العلم الفلسطيني، والذي رفع فيه الرئيس محمود عباس علم فلسطين لأول مرة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى جانب أعلام الدول الأعضاء.

ففي مثل هذا اليوم، وقبل 4 سنوات، (30 أيلول 2015)، رفع الرئيس عباس علم فلسطين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية لأول مرة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارًا (A/Res/67/320)، ينص على رفع أعلام الدول المراقبة غير الأعضاء في مقر الأمم المتحدة في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2015.

ويحمل يوم العلم، رمزية سياسية عظيمة.

ووصف الرئيس عباس في كلمة ألقاها بعد رفعه علم فلسطين بأنها "لحظة تاريخية من مسيرة نضال شعبنا".

وقال: "هذا العلم عنوان هويتنا الوطنية، وإهداء للشهداء والأسرى". وفي اليوم ذاته اعتمد الرئيس عباس ذلك التاريخ يومًا للعلم الفلسطيني.

وأصبحت فلسطين "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة، في 29 نوفمبر/ تشرين ثاني 2012.

العلم تاريخيًا

علم فلسطين راية استخدمها الفلسطينيون منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني.

ويتكون من 3 خطوط أفقية متماثلة، فوقها مثلث أحمر متساوي الساقين قاعدته عند بداية العلم (القاعدة تمتد عموديًا) ورأس المثلث واقع على ثلث طول العلم أفقيًا.

صمم العلم الحالي الشريف حسين على أنه علم الثورة العربية عام 1916. واستخدم الفلسطينيون العلم في إشارة للحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917.

وفي عام 1947 فسر حزب البعث العربي العلم كرمز للحرية وللوحدة العربية.

وأعيد تبني العلم في المؤتمر الفلسطيني في غزة عام 1948، حيث تم الاعتراف بالعلم من قبل جامعة الدول العربية على أنه علم الشعب الفلسطيني.

ووضع المجلس الوطني ميثاقه القومي، يوم 28 أيار 1964، ونصت المادة (27) منه على أن يكون لفلسطين علم وقسم ونشيد، وحددت ألوانه بالترتيب: أخضر، أبيض، أسود مع مثلث أحمر.

ويوم 1 ديسمبر 1964 وضعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظامًا خاصًا بالعلم يحدد مقاييسه وأبعاده، وحلّ اللونان الأسود والأخضر كل محل الآخر.

ومع انطلاق الثورة الفلسطينية في 1 يناير 1965، اتخذت العلم شعارًا لها. وفي 15 نوفمبر 1988، تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية.

معاني الألوان

الأسود: يعني الحداد على  الظلم و الاضطهاد التعسفي الذي يعانيه أهالي فلسطين ويعني الحزن والبكاء الذي يعلو وجه الأطفال اليتامى الذين فقدوا آباءهم.

يعني الليل المظلم الذي يلف آفاق الوطن الجريح والصمت الذي يكفن ضحكة الصغار ويكمم أفواههم الصغيرة ويعني أشياء مؤلمة كثيرة.

الأبيض: يعني السلام و المحبة  وهي رسالة الأنبياء الذين بعثوا على أرض فلسطين.

يعني أن قلوبنا بيض لا تحمل الحقد على أحد ولا تمتلئ إلا بالمحبة للآخرين على العكس من أعدائنا الذين لا يعرفون غير الحقد و الكراهية.

الأخضر: ربوع وسهول أرض فلسطين الخضراء ويعني الخير والنماء  والبركة والأمل بالمستقبل.

ويعني أن براعم فلسطين ستكبر وتكبر لتكون ذات يوم أغصانًا خضراء مثقلة الثمار، ويعني أن الأرض القاحلة التي أحرقها العدو ستعود مرة أخرى فرحة بالربيع الجديد.

الأحمر: لون الدم ويعني الشهادة والتضحية والعطاء، ويرمز إلى الدفاع عن الأرض وتحريرها وإلى الشهداء والجرحى.

العلم حكاية ثورة

وقال الباحث في التراث الفلسطيني، حمزة العقرباوي، إن هذا العلم جسّد هوية النضال والكفاح الفلسطيني بدءًا من ثورة البراق 1929.

وأوضاف العقرباوي في مقال له نشره عبر الإنترنت: "كانت حينها المرّة الأولى التي يُرفَعُ فيها هذا العلم للتعبير عن الهوية الفلسطينية بحدودها السياسية المعروفة".

وتابع: "ومن يومها صار العلم بألوانه الأربعة رمزًا للنضال الفلسطيني، وعلمًا للدولة التي يسعى الفلسطينيون لحريتها واستقلالها".

وأردف: "لكن العلم الفلسطيني برمزيته النضالية ودوره في مجابهة المشروع الصهيوني، تجسد على الأرض بصورة بارزة  بعد العام 1967".

وبيّن: "إثر قيام دولة الاحتلال بمنع رفعه وحظره في الفعاليات والأنشطة الثقافية والسياسية".

واستطرد: "من هُنا بدأ الإبداع الفلسطيني في إدخال العلم لساحة المعركة مع العدو الصهيوني، وأصبح أحد الأدوات النضالية التي يُمارسها الفلسطينيون بشكل يومي في الأرض المُحتلة".

وذكر أن الفلسطينيين دفعوا ثمنًا باهظًا لانتصار العلم وبقائه عاليًا في سماء فلسطين، فقدموا الشهداء والأسرى وهم في مهمات نضالية، ومنهم الشهيد إياد ابو سعدي من بيت ساحور، الذي ارتقى أثناء رفعه للعلم الفلسطيني عام 1988.

ولا تزال ذاكرة الفلسطينيين تحمل حكايات وقصص كثيرة حول دور العلم ومكانته في المعركة مع الاحتلال، وتحديدًا في الانتفاضة الأولى، وفق العقرباوي.

ولفت النظر إلى أن العلم "انتقل من رمز سياسي ليصبح واحدًا من أقوى أدوات إزعاج الاحتلال ومقاومته، بل عنوانًا للتمرد والعصيان المدني".

وأشار الباحث: "هناك تراث فلسطيني كامل مُرتبط بعلاقة المقاومة برفع العلم وتحدي جيش الاحتلال، وقد شُغل في الانتفاضة الأولى بإجبار الناس على إنزال العلم الفلسطيني من على المآذن وقمم الأشجار والبنايات العالية".