على مداد السفوح الشرقية لبلدة بيت فوريك شرقي نابلس تتربع خربة طانا التي تشم في جنباتها حكايات القرون الماضية والحاضر المر، حيث يندمج فيها الألم والإصرار بالتشبت بالأرض.
وعندما تحط رحالك في هذه الخربة في أيام الربيع ترصد جمالية المكان وانتشار المواشي في كل مكان، فيما تنتشر المنازل البدائية على مداخل المغر، تروي حكايات الفصول الأربعة في كل عام.
وقال الباحث في التاريخ محمد عودة، إن مساحة خربة طانا تبلغ حوالي 10آلاف دونم، ويسكن الخربة حوالي 40عائلة فلسطينية، ويبلغ عدد السكان في الخربة ما يقارب 300 نسمة.
اعتداءات متكررة
وتصنف أراضيها ضمن مناطق "ج"، وتتعرض إلى اعتداءات متكررة من الاحتلال لمحاولة السيطرة عليها.
ويضيف عودة "تانا أو طانا هي منطقة كنعانية تاريخية قديمة أقيمت على أنقاضها الكثير من الأمم من العصور البرونزية حتى العصور الحجرية، ووجدت لهم آثار في هذه المنطقة مروا على طانا وعاشوا فيها".
وتابع "كانت طانا في العهد الأردني وما قبل قليلا أراضيها الخصبة تعتبر السلة الغذائية لمواد القمح والشعير لكل منطقة الشمال إن لم أقل لفلسطين، حيث كان ينتج فيها كميات كبيرة من القمح ومن الشعير والمزروعات البعلية".
وأوضح الباحث التاريخي، أنه وبعد عام 1967 تم السيطرة على هذه الأراضي وأُعلنت من قبل الاحتلال الاسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة، وأعلنوها مناطق تدريب عسكري ومنعوا أهالي البلدة من الدخول إلى هذه المناطق".
وأضاف "أن الاحتلال أنشأ مستوطنة على الأراضي الخصبة من طانا "مستوطنة مخورا " إلى الشرق من طانا، فعانى أهالي بيت فوريك الكثير من هذا الإجراء".
معارك تاريخية
ووفقا للروايات التاريخية فإن طانا كانت الممر للفدائيين الفلسطينيين في عام 1967 من نهر الأردن إلى نابلس، وحدثت فيها أكثر من معركة كمعركة الصوانة ومعركة خلة طانا وغيرها من المعارك.
في طانا حياة مختلفة عما نعشيه، فالمسكن هنا هو الكهوف والمغاور القديمة، الكهرباء مفقودة هنا وأي محاولة لتحسين الحياة وحماية الناس والمواشي تقابل بالتدمير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتمد أهالي هذه المنطقة في معيشتهم على تربية الحيوانات والزراعة، والمياه هنا مصدرها عينين للمياه "العين الفوقا والعين التحتا".
ويتعرض سكان خربة طانا للمضايقات المستمرة من قبل جيش الاحتلال، كهدم الخيام، وهدموا مدرسة أنشئت هنا لأكثر من مرة.
وقال عودة "طانا بالنسبة لبيت فوريك هي جزء من أراضي بيت فوريك، طانا هي تاريخ قديم وتاريخ حديث وتاريخ معاصر، وتعتبر طانا المتنفس الطبيعي السياحي لأهالي بيت فوريك، فمعظم أهالي البلدة يأتون إلى هنا يوم الجمعة ويتنزهون ويمرحون في هذه المنطقة".