الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو والصور "سيران فلسطين".. مسارات "واجد" تكشف أسرار الأرض وتزيد عشقها

حجم الخط
209624817_1657134747790289_4165495670654647723_n.jpg
أحلام عبدالله -وكالة سند للأنباء

ولنا بلاد لا حدود لها، كفكرتنا عن المجهول، ضيقة وواسعة.

بلادٌ حين نمشي في خريطتها تضيق بنا، وتأخذنا إلى نفق رمادي، فنصرخ في متاهتها: وما زلنا نحبك.

ثمة مجهول يسعى واجد النوباني مؤسس "سيران فلسطين" لكشفه بمساراته التي يكون فيها قائد فريق.

يتحدث النوباني "لوكالة سند للأنباء" فيقول: "الفكرة بدأت من سنين طويلة، كنا نحب المشي  بالجبال ونستكشف الطبيعة من أيام الطفولة حينها كانت الجولات تتم بصورة عشوائية لكنها نضجت لما كبرنا، وأصبحنا نسميها مسارات".

199073287_327373452386950_1825446729708176122_n.jpg
وليست المقامات الدينية والمعالم التراثية والقرى والخرب المهجرة، إلا جزء يسير على لائحة مسارات "النوباني".

 فهو يبحث عن جذور الحياة القديمة للفلسطينيين، كطرق جمع المياه والتزود بها عند السكان البدو في صحراء مدينة أريحا، أو طرق قطع الصخور بواسطة الخشب المشرب بالماء.

ويبدأ المسار عند النوباني بالإعداد الجيد للأدوات المطلوبة كالورقة والقلم ومتر القياس والهاتف النقال لغرض التصوير.

الغوص في الأعماق

في كل المسارات يوقد النوباني جذوة الأمل في الأماكن التي يزورها، بشروحات وافية ومعلومات موثقة بحذافيرها يكاد يجهلها السكان أنفسهم، كما هو حال قرية "اللبن الشرقية" التي تقع بين مدينتي رام الله ونابلس بالضفة الغربية.

ويقول "لوكالة سند للأنباء"، إنه يغوص عمق أي مكان معتمداً على ما يجمعه من معلومات الشهود، والمراجع العلمية المختلفة، ثم ينشر معلوماته مدعمة بالصور والشرح الكافي حوله.

نحو 50 مسارا نظمها "النوباني" حتى الآن، ووثق عبرها عشرات المواقع من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، يجمع فيها بين الرياضة والاستمتاع بالطبيعة.

عام 2000 بدأ الفلسطينيون رسميا بتنظيم مسارهم الموسمي "واليتيم" باسم "إبراهيم عليه السلام"، والممتد من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها بطول 330 كلم، وتحول لاحقا إلى مسار "فلسطين التراثي".

وتفرعت عن هذا المسار مسارات أخرى، ولا سيما "مسار الميلاد" من مدينة الناصرة شمال فلسطين المحتلة إلى مدينة بيت لحم جنوبها ومسارات أخرى.

وكأن الشاعر الراحل محمود درويش يحاكي بقصيدته "ولنا بلاد"، واقعا يعيشه الفلسطيني سند حمدان أحد رواد المسارات، ينسج عبره حكاية وطن تكتمل أركانه باكتشاف تفاصيله الغائبة عنا وتحضر لديه بقوة.

دحض مزاعم الاحتلال

"نمشي لندحض مزاعم الاحتلال" هذا القول يتبناه حمدان، فهو يرى أن المشي ليس هدفا للمسار، بل وسيلة للتعريف بالأرض الفلسطينية وترسيخ هوية معالمها ومواقعها الحقيقية.

"وهذا سر تميزي عن الآخرين الذين همهم المشي والترفيه فقط، دون أن يتركوا بصماتهم في المكان وحوله"، حسب قوله.

WhatsApp Image 2021-07-01 at 10.46.24 AM.jpeg
على جداره في "الانستجرام" كتب حمدان لمن هموا بالخروج معه بمسار "سنتحدث اليوم بلغة "قرية جيبيا"، وهي قرية مهجرة تقع بالقرب من مدينة رام الله.

ورغم إبدائه انبساطاً من تزايد المسارات فإن حمدان يحذّر من خطر الانزلاق وراء الرواية الإسرائيلية، وبتبني تلك المواقع وتزييف أسمائها الفلسطينية وتحويلها للعبرية.

ويؤكد حمدان أن المسارات تتطلب وعي المشائين الفلسطينيين، ودورا رسميا للمؤسسات المختلفة، لا سيما وزارة السياحة الفلسطينية، بتنظيم مسارات تفند أكاذيب الاحتلال وتدحض ادعاءاته.

WhatsApp Image 2021-07-01 at 11.40.20 AM.jpeg
ويحمل "حمدان" ومعه "النوباني" رسالة ذات بعد وطني وتثقيفي في توثيق فلسطينية الأماكن، عبر المسارات والتصدي للاحتلال وادعاءاته والتي كان آخرها الترويج العالمي "للسياحة الاستيطانية".

وتحت اسم "امشي تعرف على بلدك" يطلق علاء أبو قطيش الموسم الحالي من مساراته، ويضيف سنويا 15 مسارا جديدا، لتعريف الكل بالأرض وإغناء القاموس الوطني بمسمياتها وتقاليدها الأصيلة وحياة الفلسطينيين القديمة فيها.

ويشترط "أبو قطيش" على المشاركين بمساره مقاطعة البضائع الإسرائيلية، والمحافظة على البيئة ونظافتها.

ويعلق بقوله: "من أروع الأيام هي التي نقوم بها بمسارات، نجوب قرانا، ومناطق بلادنا، حيث المتعة بجبالنا وودياننا وهوائنا ونتعرف خلالها على مناطق لم نرها، ولم نعرفها من قبل".

مجابهة على كافة الصعد

والمعضلة تتجاوز لدى منظمي المسارات وروادها مراحل الإعداد والترتيب، إلى غياب الفعل الحقيقي بالوصول للأماكن المهددة احتلاليا وعدم متابعة الأدلّاء الذين "تنقصهم الخبرة والوطنية" بتسمية الأماكن بأسمائها الفلسطينية الأصلية.

ويقول "أبو قيطش" في حديثه "لوكالة سند": "إن الصندوق القومي اليهودي أضاف منذ قيام دولة الاحتلال 66 ألف اسم توراتي على أماكن فلسطينية كالجبال والأودية والخِرب الأثرية دون أي جهد فلسطيني للتصدي لذلك".

وتشير الإحصائيات إلى وجود 2240 مسارا في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، منها 15 مسارا فقط في القطاع، لا ترتقي لمستوى المسارات ومعاييرها، و66 مسارا في الضفة الغربية، بعضها غير مكتملة الشروط والمعالم وبجهود فردية.

أما الباقي فهي مسارات إسرائيلية على الأرض الفلسطينية التاريخية ليصبح عدد مسارات دولة الاحتلال 25 ألفا و259 مسارا.