الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور جائحة كورونا تُزهر أحلام "سعدية" الخضراء

حجم الخط
095915BE-A1D7-49C6-A2EB-26155B397118.jpeg
الخليل - آصال أبو طاقية - وكالة سند للأنباء

على طريق الصدفة، عَلِقت سعدية سلطان (40 عاماً) من مدينة الخليل، في حب عالم النباتات، حين قررت الانتقال من منزلها إلى منزل آخر أكثر اتساعاً، لتجد في النباتات رفيقاً مؤنساً وممتعاً لأوقاتها، يمنحها السعادة والراحة والجمال.

أبدعت "سلطان" في منح النباتات اهتماماً فريداً، فكانت تجذب نظرها تلك القوارير التي تُزهر فيها النباتات لتصبح لوحة فنية متكاملة في الجمال، حتى قررت أن تفتتح مشروعها الخاص بصناعة القوارير "Zaina Garden".

بدأت فكرة المشروع تتجلى في ذهنها، حين حصلت على أول وأطول إجازة لها منذ 20 عاماً، خلال فترة الحجر الصحي بعد انتشار فايروس كورونا، بعدما قررت استغلال ما تبقى من مواد بناء منزلها الجديد في صناعة قوارير الزراعة، وبمساعدة عائلتها.

215577917_170982728423135_3233737875617008632_n.jpg

 

الكثير من الحب

وتصنع "سلطان" القوارير الزراعية من مواد مختلفة منها الباطون وبلاط الكراميكا والبورسلان وبعض المواد البلاستيكية التي يتم إضافة بعض التفاصيل عليها، لتعرضهم عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعمل "سلطان" كمحاضرة في جامعة بولتكنيك فلسطين لطلبة إدارة الأعمال والريادة، وكذلك أم لأطفال، إلا أن ذلك لم يمنعها من الانخراط في مشروعها الخاص الذي توليه الكثير من الحب والاهتمام بمساعدة زوجها.

وتقول "سلطان" لـ "وكالة سند للأنباء" إنها سمعت الكثير من الانتقادات حول ذلك، لكنها لم تعطهم الاهتمام، وبقيت مستمرة في هوايتها التي تحب، وفي نشر ثقافة حب الزراعة والبيئة المستدامة ونشر الطاقة الإيجابية.

215470598_1709520739257546_6539911932501312852_n.jpg

تعهدّت "سلطان" وزوجها النباتات بمساحة كبيرة من الاهتمام، حيث يشتركان في جميع الخطوات، من اختيار النباتات وتجميع ونقل وقولبة القوارير والكثير من التفاصيل اللذان يراعيانها قبل البدء بتنفيذ أي منتج لزبون، كمعرفة هل النبات سيكون داخلي أم خارجي، وهل سيتناسب مع القوار، وهل يتلاءم مع القماش الذي سيتم اختياره.

الثقافة الخضراء

وتوضح أنها حين تختار أن تضيف قماش التراث الفلسطيني، لا بد أن تعرف من الزبون طبيعة البيت ومكان الزراعة، وفي حال إضافته يجب أن تراعي أنه لن يتم ريّه كثيراً من أجل الحفاظ على القماش.

وتحاول من خلال مشروعها نشر ثقافة البيئة الخضراء والحفاظ على البيئة وشكلها الجمالي وقيمتها المعنوية، والحد من غاز ثاني أكسيد الكربون، ونشر الطاقة الإيجابية في كل مكان.

وتواجه "ضيفة سند" العديد من العقبات، منها، صعوبة تحويل مشروعها إلى محل لأنه يحتاج إلى تكلفة عالية جداً، بالإضافة إلى انشغالها في وظيفتها كمحاضرة في الجامعة، ومسؤولياتها كأم، إلى جانب المهام اليومية والاجتماعية، في ظل حاجة المشروع لقوة جسدية ومتابعة كثيرة.

وتتابع إن مشاكل البيع عبر الانترنت تحتاج إلى وقت من أجل تثبيت عنصر المصداقية لدى الناس، وقد تم تثبيته خلال العام من خلال المهنية العالية، لكن لو كان للمشروع مكاناً محدداً لتم الانتشار بشكل أسرع وأكبر.

نفس طويل

وتشير إلى أن صناعة الأصص (القواوير) قد يستغرق 4 أيام، وأحياناً أسبوع من أجل تجفيف المواد، بالإضافة لمراحله الطويلة والتي تحتاج إلى نفس طويل وقوة بدنية، والانتباه لحساسية الزرع التي يجب أن يكون في بيئة وجو مناسب له للنمو، ما يضيف الكثير من التكاليف على سلطان.

215520282_961008468072678_4486684808636997501_n.jpg

وتطرقت إلى ضعف الثقافة الخضراء لدى الناس، وصعوبة تقبل الكثير صرف مبالغ معينة على نباتات طبيعية قد تموت، لذلك يتم إعطاء الزبون وصف تفصيلي عن النبة التي يتم شراءها وطريقة ريّها ومكانها المناسب والأسمدة المطلوبة من أجل إنجاحها.

وحول ما يميز مشروع "سلطان" عن غيره، هي الفكرة نفسها التي تركز على صناعة القوارير من البداية، وترتيب العمل واللمسة الفنية المتواجدة في كل قوار، على عكس القوار الجاهز والمتواجد في السوق، والذي قد لا يتناسب مع طبيعة المكان الذي يريده الزبون.

وتذكر أنها تسير مع الزبون بشكل تدريجي ويتم مناقشة ومعرفة الكثير من التفاصيل قبل تشكيل القوار بالقياس المطلوب والذي يناسب النبتة المختارة من قبل الزبون.

217000570_862606707683704_7557739138663939044_n.jpg

B37ED6F7-C913-4B19-880D-CEC65B442D9B.jpeg

 

المشاركة في البازارات

الكثير من البازارات شاركت فيها "سلطان"، وقد واجهت خلالها الكثير من الانتقاد كونها تعمل كمحاضرة في الجامعة وعضو مجلس بلدية الخليل سابقاً وتبيع؟ لكن ذلك لم يهمها أبداً، تسلحت بالثقة في النفس ودعم عائلتها، واستمرت في طريقها الذي تحبه وتقدم فيه من المنفعة الكثيرة للبيئة والناس من حولها.

كل نبتة وقوّار تنفذه سلطان، تشعر وكأنه أخذ منها جزءاً، فتقول: "أكون في بالغ السعادة حينما أعيش الكثير من التفاصيل مع الزبائن، حيث يصورون لي النباتات وكيف نمت، ويسألون الكثير من الأسئلة التي تعبر عن انتمائهم الشديد لتلك النباتات الخضراء".

وفي رسالة لكل فتاة تملك موهبة أو رغبة في تنفيذ مشروع ما، تؤكد سلطان أنه طالما السعي موجوداً في الحياة، فلا يجب أن يكل أو يمل المرء، وأن ينطلق في تحقيق رغباته طالما هي في الإطار الصحيح.

وتبين أن كل مشروع يحتاج إلى همة وتعب كثير، لكنه يبقى العمل من أكبر النعم على المرء ويجب أن يستثمره في الطريق الصحيح، وأن يُلبى فيه الشغف وممارسة الهواية، دون الاستماع لعبارات الإحباط من المجتمع من حولك.

B37ED6F7-C913-4B19-880D-CEC65B442D9B.jpeg
938F1BF3-3009-45B3-B386-041E31F641F3.jpeg
215076514_187094913290385_7464557377598240963_n.jpg
217584000_340830390847148_6430108982188151079_n.jpg