الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور نتائج الثانوية العامة.. ترقب وتخوفات كيف نتجاوزها؟

حجم الخط
نتائج الثانوية العامة.. ترقب وتخوفات كيف نتجاوزها؟
غزة – أحلام عبد الله – وكالة سند للأنباء

متوقع تنجح ولا ترسب”.. “معدلك ممكن يكون عالي ولا لا”.. “شو رح تعمل إذا ما نجحت”.. “خايف ولا مطمن”.. “أكيد بلشت تتوتر”.. تلك بعض من جمل كثيرة تتردد على مسامع بلال عوض كل يوم مع اقتراب إعلان نتائج الثانوية العامة، وتزيد من حدة قلقه.

يدرك بلال جيدا أن هذه المرحلة “تحدد مصيره المستقبلي خارج أسوار المدرسة”، كما يقول، لكنه لم يعد يحتمل الأجواء المتوترة التي تملأ البيت وكل من يراه.

ضغوط نفسية

وعلى الرغم من أن بلال يعرف أن هذه الأسئلة تأتي من باب الاطمئنان ممن حوله، إلا أنها تزيد من توتره وخوفه والتفكير المتخبط لديه، متمنيا لو أن هذه الأسئلة تختفي تماماً من ملاحقته أينما تواجد.

محمد أبو زمر الذي بدأت عائلته بالاستعداد لمراسم النجاح، وتحضير المنزل لاستقبال المهنئين، هو أيضاً يزداد خوفاً عند اقتراب تلك اللحظة.

“وبحسب ما قدم في الامتحانات” يرى نفسه ضمن صفوف الناجحين، ولكن هذا لا يبعد عنه التوتر وساعات النوم المتقطعة التي تغزوها الكوابيس والتوقعات المختلفة.

يتمنى محمد أن تمر الساعات سريعة حتى، صباح الثلاثاء، لكي يكون النجاح حليفه بعد عام طويل من الدراسة والمثابرة والحفظ، داعياً أن يتخطى تلك اللحظات العصيبة بنجاح.

أستاذ الصحة النفسية المشارك في الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور جميل الطهراوي،  يرى أن هذه الفترة التي تفصلنا عن إعلان وزارة التربية والتعليم نتائج الثانوبة العامة تشكل عامل ضغط نفسي على الطلبة وذويهم، فعادة ما يضع الطلبة أو ذووهم توقعات عالية، وفق الأداء المتوقع منهم.

ويحذر "الطهراوي"، الأهل، من عدم المبالغة بإظهار علامات القلق والتوتر أو الحديث بطريقة “تهديد” عن النتيجة مهما كانت.

وأشار خلال حديثه لـ "لوكالة سند للأنباء" إلى أهمية مواجهة هذه الحالة والعمل على تهيئة الأبناء منذ بداية العام الدراسي، من خلال تحديد توقعات تناسب قدراتهم وعدم الضغط عليهم.

مشاعر متناثرة

أم محمد، وتشاطرها العديد من الأمهات الرأي، تبين أن حالة الخوف والترقب والانتظار لا تقتصر على الطلبة فقط، بل إن الآباء أشد خوفاً وفزعاً عند الحديث عن النتائج.

وترى أن سهر الأبناء لا يقل عن سهر أولياء الأمور، الذين يراقبون ساعات الدراسة، ويمر العديد من الأيام وهم يحثون الأبناء على الدراسة، وما يرافق ذلك من وجود حالة احتقان في البيت تستمر طيلة العام.

وتبين "أم محمد" أن ذروة هذا التوتر تبدو واضحة الآن، فالساعات القليلة المقبلة ستكون “نتاج المحصول وجني بذور التعب والدراسة.

ويؤكد "الطهراوي" ضرورة تعزيز ثقافة التقبل عند الأبناء مهما كانت النتائج؛ إذ إن الإخفاق في مادة أو في اختبارات الثانوية العامة ككل لا يعني نهاية المطاف.

ولفت إلى أن النظام الجديد لاختبار الثانوية العامة يتيح لهم فرصة إعادة المادة مباشرة والتقدم للجامعة مع أقرانهم، ولن يكون هناك تأخير في الالتحاق بالجامعة في حال ثابروا مجدداً وحققوا النجاح في الدورة التكميلية.

M4Bfk.jpeg
 

فالطالبة رغد حسين، التي ترى أن الامتحان الأصعب هو انتظار النتيجة، باتت غير قادرة على التفكير بشيء سوى استعجال تلك اللحظات، في وقت تستعد عائلتها لاستقبال المهنئين لثقتهم بنجاح ابنتهم.

وبيّنت "حسين" خلال حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، أن فيروس كورونا أثر بشكل سلبي على طلاب توجيهي، كما أن الإعلان عن حذف أجزاء من المنهج نتيجة تعطل المدارس فترة تفشي كورونا في قطاع غزة، كانت عواقبه وخيمة حيث أن الامتحانات جاءت صعبة جداً ولا تقارن بالسنوات الماضية.

يلفت "الطهراوي" إلى التحديات التي عاشها الطلبة خلال فترة الامتحانات، وخاصة انقطاع التيار الكهربائي وجائحة كورونا.

ثمرة حصاد 12 عاماً

والدة رغد تنتظر بشغف أن تقطف ثمار تعب 12 عاما من المواظبة على التدريس، من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، وانتقال ابنتها إلى الجامعة، قائلة: "متوكلين على الله، ابنتي درست جيدا، وأتمنى أن تكون من بين الناجحين".

أما الطالب محمد الحاج، فقد بدا أقل توتراً من أقرانه وأكثر لهفة لظهور النتيجة، ليس للثقة الزائدة بالنتيجة، بقدر ما هو إيمان بالقدر، كما وصفه، بعدما قدم أفضل ما عنده في الامتحانات، ولم يدخر جهدا في الدراسة.

 بينما تبدو عائلته أكثر قلقا منه، فهم ينتظرون النتيجة لإعلان موعد الحفل واستقبال المهنئين، كونه أول حفيد في الثانوية العامة في العائلة.

استقبال حافل

ويبقى التوجيهي ضيفاً من ضيوف السعادة، يحل على متاجر القطاع في كل عام، لينفض الركود الذي بات ضيفاً ثقيلاً يهدد رزقهم، حاملاً معه البهجة لآلاف الطلبة بعد طول انتظار ليرسم لهم طريق المستقبل الذي ينتظرهم.

وتتنوع المحال التجارية والشركات التي تتسابق فيما بينها لتقديم إنتاجها المختلف في هذه المناسبة التي تعد فرصة للكثيرين لتحقيق الربح في ظل أزمات اقتصادية متتالية يشهدها قطاع غزة، فتكون بمثابة طوق نجاة مؤقت.

3f69d7a0df492f14d12150d6cbe83f84.jpg
 

كما تتنوع أشكال الهدايا التي يتم تجهيزها، منها القطع الخشبية والمشغولات اليدوية والورود وبراويز الصور المنحوتة بآلة الحرق على الخشب، إلى جانب الشوكولاتة المغلفة باسم الناجح وأدوات المكياج وشالات الرأس للفتيات وغيرها، حيث إن هدايا التهنئة بالتوجيهي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوس المواطنين في كل عام.

وقال أحد أصحاب محلات الحلويات لـ "وكالة سند للأنباء" إنه يتم تجهيز ألف صينية من الحلويات المختلفة وتغلف جيداً قبل صدور النتائج بثلاث أسابيع لتكون جاهزة للبيع، مضيفاً: "صحيح أن ظروف المدينة صعبة ولكن فرحة النتائج أصبحت عادة مجتمعية والجميع يحتفل بها على الرغم من كل الظروف الموجودة".

وفي 24 من شهر يونيو المنصرم، تقدم نحو (84598) طالبا وطالبة في كافة محافظات الوطن، لامتحان الثانوية العامة (التوجيهي) للعام 2021 في مختلف الفروع.