الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

الاحتلال قتل زوجته ودمر منزله بغزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

حجم الخط
أيوب عياد 4.png
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

يُصرّ المسن الفلسطيني أيوب عياد على تربية أطفاله وتوفير حياة كريمة لهم بعد نزوحهم قسرا من غزة إلى رفح، لكنه يخشى أن يفقدهم في أي لحظة في ظل تصاعد القصف الجوي الإسرائيلي على المدينة الحدودية.

وتحولت حياة عائلة عياد إلى مأساة إنسانية حقيقية بعدما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي زوجته، وهدمت بيته، وأصابته هو وابنته نور (10 سنوات) بالرصاص عندما سوى جيش الاحتلال منزلهم بالأرض في حي الزيتون جنوب مدينة غزة في يناير/ كانون الأول الماضي.

وأجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح عن منازلهم قسرا، في ظل الأحزمة النارية والقصف الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف في البداية مدينة غزة وشمال القطاع.

ويقول عياد "لما اليهود كانوا يقصفوا الشوارع والأحياء والبيوت كنا نحتمي في بيت الدرج، تحملنا القصف والخوف والجوع والعطش، لكنهم لم يتركونا في حالنا حسبنا الله ونعم الوكيل".

أيوب عياد 2.png
 

ويوضح عياد لمراسل "وكالة سند للأنباء" أن جيش الاحتلال أعدم زوجته أمام أطفالها، ومنعه هو من إسعافها أو حملها تحت تهديد السلاح، ويقول: "الضابط كان يصرخ علينا بصوت عالي: نزلها وإلا بقتلك زيها".

ويضيف "بعد هيك أطلق الجنود الرصاص وأصبت بيدي بينما أصيبت طفلتي في عينها ومن ثم قيدنا الجنود وغمونا (اعصبوا أعينهم) ونقلونا إلى موقع عسكري".

وهناك خضع عياد (63 عاما) وأطفاله الأربعة إلى الاستجواب والترويع مثل جميع المدنيين الفلسطينيين الذين يقعون فريسة لقوات الاحتلال.

وعن ذلك يقول: "المحقق كان يسألني عن المقاومة وحماس والأنفاق والصواريخ، وأنا برد عليه لا أعرف شيئا، لكن كان يكذبني ويكرر نفس الأسئلة وأرد بنفس الجواب".

ويوضح أنه "بعد خمس ساعات من التحقيق بدأ المحقق يساومني إذ لم أعترف وأقول الحقيقة سوف يعتقلني ويلقى أطفالي في الشارع ويأمرهم بالتوجه إلى جنوب القطاع".

ويضيف عياد "كنت أرد عليه، ما بعرف أشي، وايش بدك تعمل أعمل، بس الأطفال ليس لهم ذنب، ومش بكفي أنكم قتلتم أمهم أمامهم".

ويشير إلى أنه "بعد 12 ساعة من الاستجواب والترويع أبلغني أحد الضباط بأن عليّ أن آخذ الأطفال وأخرج من غزة وأتوجه إلى جنوب قطاع غزة حيث تتوفر "منطقة آمنة" على حد زعمه."

أيوب عياد 1.png
 

لم تكن رحلة عياد وعائلته سهلة؛ واجهوا خلالها مخاطر جمة، وقاسوا من الجوع والعطش ما لا يوصف، فقد أصبحت المياه والغذاء بمثابة حلم بعيد المنال بالنسبة لهم.

انطلق عياد وأطفاله سيرا على الأقدام لحوالي 3 كيلومترات قبل أن يصلوا مخيم النصيرات حيث أمضوا ما تبقى من الليل، وفي الصباح انتقلوا إلى دير البلح حيث تلقى الأب وابنته العلاج في مستشفى شهداء الأقصى.

يقول عياد: "لم أكن مصدقا أننا نجونا من اليهود وتركونا نغادر. كانت ساعات قاسية ومروعة وأطفالي لغاية اليوم يفزعون أثناء النوم".

غادر عياد وأطفاله ملك (11 عاما) ونور (10 سنوات) وسلمى (7 سنوات) ومحمد (6 سنوات) من دير البلح إلى رفح، بحثاً عن الأمان في بقايا موقع عسكري على الحدود بين غزة ومصر.

يعيش المسن وأطفاله الأربعة حياة قاسية في بقايا الموقع العسكري على الحدود. يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، ويواجهون صعوبات جمة في الحصول على الغذاء والماء.

أيوب عياد 3.png
 

ويوضح أنه أقام لدى أقاربه في رفح، لكن الاكتظاظ الشديد في المنزل وعدم توفر مكان دفعه للبحث عن خيارات أخرى.

ويشير إلى أنه قدم عشرات الطلبات لإيوائه وأطفاله في مراكز الإيواء في رفح، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، لافتا إلى أنه تلقى وعودا من مؤسسات وأشخاص يعملون في مجال الإغاثة بتوفير خيمة لإيواء عائلته، لكن لم يحصل عليها حتى الآن.

وقالت ملك، ابنة عياد: "لما وصلنا الحدود ووجدنا هذه الغرفة قمنا بتنظيفها وتجهيزها من أجل أن نعيش فيها. لم يبق أمامنا خيار آخر".

وأضافت الطفلة الفلسطينية التي تتقلد دور الأب عندما يغادر أبوها لتلبيه احتياجاتهم "لما بيجي الليل نخاف كثيرا خصوصا أن اليهود يقصفون الحدود كل ليلة، لكن الحمد لله الضرب بكون بعيد عنا".

وتابعت "قبل أكم يوم اليهود قصفوا خيمة أقاربنا على الحدود واستشهدوا كلهم. نحن خائفين يقصفونا اليهود ويقتلونا زيهم".

وتسببت غارة إسرائيلية في استشهاد 11 فلسطينيا من عائلة عياد النازحة والتي كانت تقيم في أرض زراعية قرب الشريط الحدودي مع مصر نهاية الأسبوع الماضي.

وعلى طول الحدود البالغة 13 كيلومترا، تنتشر خيام النازحين بينما يقضي سكانها معظم ساعات النهار قرب الجدار الأسمنتي ويتبادلون أطراف الحديث مع الجنود المصريين المكلفين بحمايتها.

أيوب عياد 5.png