الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تقرير التطريز البرازيلي.. يحيل القماش لتحفة من الجمال

حجم الخط
Dj3B6tOX0AAcqdU.jpg_large
غزة - سند

تنسابُ من بين أناملها، خيوطاً حريرية، تداعبها لتخطَ قطعةً من الحبّ كلوحة فسيفساءٍ تحملُ فيها تفاصيلاً كثيرة، وجمالاً يجذبك إلى خطوطها وألوانها التي تبعثُ في الروح بهجةً وسعادة.

بعد يومٍ طويل من مشاغلها الحياتية، تهربُ الشابة دعاء السيد (28 عاماً) من مدينة غزة، إلى عالمها الخاص، تنهمكُ في تطريز قطعة من القماش، لتحيلها إلى شيءً لا يُعرّف عنه إلاّ بمزيجٍ من البساطة والأناقة والجمال.

شهرٌ من التعلم

ولأن التطريزُ سلكَ طريقاً إلى قلب ويدي السيد، قررت أن تتعلمَ شيئاً يمنحها تميزاً عن الكثيرات من أصحاب هذه الموهبة في قطاع غزة، فاختارت تعلم طريقة "التطريز البرازيلي" من موقع اليوتيوب عبر شبكة الإنترنت.

استطاعت السيد اتقان هذا التطريز بعد شهرٍ من تعلم كيفيته ومراحل إنتاجه، لم تستغرق وقتاً طويلاً في ذلك لمعرفتها وإتقانها المسبق للتطريز الفلاحي المنتشر في قطاع غزة، لتفتتح مشروعاً خاصاً بها حمل عنوان" ألوان للتطريز الفلاحي والبرازيلي".

وعن سبب افتتاح الشابة دعاء لمشروعها تقول لـ"سند" :" ينبغي أن تكون لكل امرأة لمسة خاصة، ومشروعاً تستغل فيه وقتها، وتعتبره مصدراً للدخل، يخفف ولو قليلاً من أعباء الحياة في قطاع غزة".

تطريزٌ بارز

وظهر هذا التطريز عام 1700 في فرنسا، وكان على ثياب الملوك الفرنسيين، ولكن نظراً لجمال هذا النوع من التطريز، سرعان ما أخذ في الانتشار، وتعدى حدود فرنسا، ليصل إلى إنجلترا، وأستراليا، وأمريكا، وبذلك أصبح أكثر شعبية في جميع أنحاء العالم.

ارتقى هذا النوع من التطريز على أنواع التطريز الأخرى، وأخذت التصاميم في التطور من وقت لآخر، إلا أن هذا الفن بقي محافظاً على جماله وجاذبيته وبساطته.

لم ينتشر كثيراً هذا الفن في قطاع غزة إلا في الآونة الأخيرة، وهذا ما دفع السيد لتعلمه واختياره من بين جميع أنواع التطريز، وكذلك لتميزه وحداثته.

ويعتبر التطريز البرازيلي، نوع من التطريز الذي يستخدم لصنع أشكال بارزة، باستخدام مجموعة من الغرز لإنشاء تصميمات نباتية أو زهور، ويعتمد على نوع من الخيوط، وهي خيوط الحرير الصناعي التي تتميز بلمعانها العالي.

فنٌ جذاب

تخبرنا  السيد عن  مراحل  إنتاجه، والتي  تبدأ  بتصميم  الشكل المطلوب، ومن ثم  رسمه  على  القماشة، بعدها تبدأ بتطريزها بخيطان خاصة تسمى DMC، وتستغرق مدة يوم أو يومين للانتهاء منها.

وتوضح أن هذا الفن ليس سهلاً، كونه يحتاج إلى جهد، لكنه ممتع جداً، ويتمتع بشكل جذاب، ويستطيع الشخص أن يلمس الشكل المطرز، كونه بارزاً.

يمتلأ قلب السيد بمشاعر السعادة، وهي تصنع القطع المطلوبة منها، وتحتفي فرحاً بعد إنجاز كل واحدةٍ منها، ورؤيتها لتعبها الذي تكلل بتجسيد لوحة جميلة تسر الناظرين إليها.

من يرغب يصل

وتشير إلى أنه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، فإن الإقبال على منتوجات التطريز البرازيلي محدوداً، لارتفاع ثمن المواد المستعملة فيه، إلا أنّ هناك من يحب اقتنائها واستخدامها كـ"تعليقات" لتزيين الغرف والأبواب، كونها تحفة فنية.

تتمنى السيد أن تتحسن الظروف الحياتية، ويزيد الإقبال على مشروعها بشكل أكبر، عدا عن رغبتها في المرحلة القادمة إعطاء دورات في هذا المجال، من أجل تعريف الناس به، وتعليم هذا  الفن الجميل للسيدات في غزة.

ولأن المرأة ينبغي لها استغلال وقتها بشكل جيد، بغض النظر عن الأعباء الحياتية التي تقع على كاهلها، إلا ّ أن عليها أن تبحث عن شيء خاص بها، تنصح السيد جميع النساء بتطوير مواهبهن وقدراتهن في أي مجالٍ يرغبونه، وعدم الاستسلام لليأس.

وتضيف لـ"سند": لم أستطع أن أخرج من البيت، وافتتح محلاً خاصاً بي، إلا أن ذلك لم يمنعني من التعلم، فالإنترنت عالمٌ  واسعٌ من المعرفة، ولم يترك سبباً لأحد للتكاسل، كُل ما يحتاجه الشخص قليلٌ من الصبر والرغبة في التعلم، وبذلك سيصل  كُل منا لهدفه لهدفه رغم كل المعوقات التي قد تحيط به".

58599059_1489090287889208_8217968356624433152_n.jpg
58571115_1494369280694642_4356541111091593216_n.jpg
56255287_1469250186539885_6590909585257660416_n.jpg
65866592_1542116672586569_2566304931443113984_n.jpg