تواصل جرافات وطواقم الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، جرف ونبش المقبرة اليوسفية في القدس.

وتأتي أعمال التجريف بعد يومين من قيام "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية معززة بقوات من الشرطة، بنبش قبور يوجد بداخلها أموات وتم طمسها بالكامل وبشكل نهائي، تمهيدًا لتحويلها إلى "حديقة توراتية".

يذكر أن المحكمة الإسرائيلية رفضت في 17 تشرين أول الجاري، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال من مواصلة أعمال نبش وانتهاك حرمة قبور الموتى في أرض ضريح الشهداء.

وجرفت آليات الاحتلال قبل أسابيع أجزاء من مقبرة ضريح الشهداء، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، حيث ظهرت أجزاء من رفات وعظام شهداء وموتى، ما أثار غضبًا واسعًا بين المقدسيين.

وعقب ذلك أعاد المواطنون دفن رفات الشهداء والموتى في المقبرة، قبل أن تجدد سلطات الاحتلال نبشها وطمسها بالكامل.

وفي سياق متصل، يواصل عدد من المواطنين الرباط داخل المقبرة، رافضين عمليات التجريف ومؤكدين على حقهم في حماية مقدساتهم.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعمليات حفر وظهر خلالها رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى المسلمين في المقبرة اليوسفية.

وتقع مقبرة اليوسفية شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات إلى هجمة شرسة من سلطات الاحتلال.

وتعد أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء.

وقال رئيس لجنة رعاية المقابر في القدس مصطفى أبو زهرة، في تصريحات لـ "وكالة سند للأنباء" اليوم الأربعاء، إن سلطات الاحتلال أدخلت جرافات إلى المقبرة اليوسفية وشرعت بتجريف جزء من أرضها؛ تمهيدًا لطمس جزء من المقبرة.

وبيّن أبو زهرة، أن سلطات الاحتلال قامت بوضع مكعبات إسمنتية في عدة مواقع لتثبيت الكاميرات عليها، مُنوهًا إلى أنه "تم تغطية جميع المقبرة اليوسفية بالتراب من أقصاها إلى أدناها ولم يظهر منها إلا القبور".

وأكد: "سلطات الاحتلال تسعى إلى تحويل المقبرة إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، ولتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها".