الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

"حومش".. بؤرة إرهاب المستوطنين ونقطة انطلاق اعتداءاتهم

حجم الخط
نابلس - وكالة سند للأنباء

أخليت مستوطنة "حومش"، الواقعة في منتصف الطريق الواصل بين محافظتي نابلس وجنين، شمالي الضفة الغربية، عام 2005، ما بعث على الاطمئنان في نفوس الفلسطينيين وظنوا أن الطريق بات مفتوحًا لاستعادة أراضيهم واستصلاحها بعد طول غياب.

ولكن ما حدث على العكس تمامًا، فقد تحولت المستوطنة المخلاة إلى مصدر لإرهاب المستوطنون الذين عادوا إليها بشكل غير رسمي، واتخذوها بؤرة للانطلاق بهجماتهم على الفلسطينيين في المنطقة وعلى المركبات المارة.

أقيمت "حومش" عام 1982 على آلاف الدونمات من أراضي بلدتي برقة شمالي نابلس وسيلة الظهر جنوبي جنين. وأخليت ضمن خطة الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب عام 2005.

ورغم مرور 16 عامًا على إخلاء المستوطنة، لم يتمكن أصحاب الأراضي في جبل القبيبات بين بلدتي برقة وسيلة الظهر، الذي أقيمت عليه المستوطنة، من الوصول إليه بحرّية.

واعتاد المستوطنون في السنوات الأولى بعد الإخلاء على اقتحام الموقع في أعيادهم ومناسباتهم، لكن بمرور السنوات باتوا يتواجدون فيها بشكل دائم.

رئيس مجلس قروي برقة، جهاد صلاح، صرح لـ "وكالة سند للأنباء"، بأنه ورغم قيام الاحتلال بإخلاء المستوطنة وهدم مبانيها، إلا أنه منع المواطنين من دخولها.

وهذا ما دفع أصحاب الأراضي عام 2011 للجوء لمنظمة "يش دين" الحقوقية الإسرائيلية لانتزاع حقهم بالوصول إلى أراضيهم واستصلاحها، وفق صلاح.

واستطاعت المنظمة الحقوقية استصدار قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2013 بعودة الأراضي لأصحابها الفلسطينيين ومنع حملة الهوية الإسرائيلية من دخولها، لكن على أرض الواقع بقي قرار المحكمة حبرًا على ورق، وكان تنفيذه عكسيًا لصالح المستوطنين.

تواجد دائم للمستوطنين

ويقول صلاح، إن المستوطنين لا يبرحون المنطقة، وباتوا مصدر تهديد للمواطنين والمزارعين وعابري الطريق.

ويضيف: "خلال السنة الأخيرة حاولنا الوصول لأراضينا أكثر من 10 مرات، وأحيانًا كان يسمح لنا بدخولها بوجود الجيش، وفي أحيان كثيرة كانوا يمنعوننا. حاولنا استصلاحها وزراعتها، لكن في كل مرة يتم اقتلاع وتخريب ما نزرعه".

وقبل أيام، بادر عدد من المواطنين بالتوجه إلى أراضيهم داخل المستوطنة المخلاة بهدف تأهيلها وتشجيرها، لكنهم وقعوا في كمين نصبه لهم المستوطنون، وعندما حاولوا التراجع وجدوا أنفسهم محاصرين بمجموعة أخرى خلفهم.

واعتدى المستوطنون على المزارعين الفلسطينيين بالأسلحة والعصي وقضبان الحديد وغاز الفلفل، ونتيجة لذلك أصيب 6 مواطنين بجراح وكدمات وحروق، نقل 3 منهم إلى المستشفى لصعوبة حالتهم.

وذكر رئيس قروي برقة: "هناك قضية مرفوعة لدى المحكمة الإسرائيلية للسماح لنا بدخول أراضينا بحرّية ومنع المستوطنين من دخولها، وقضاة المحكمة يدّعون بأن الاحتلال لا يمنعنا من دخول أراضينا".

وأردف صلاح: "ذهبنا إلى هناك لنثبت لهم أن المستوطنين يشكلون تهديدا فعليا لنا، وأن جيش الاحتلال لا يفعل شيئا لوقفهم".

غلاة المستوطنين

وبيّن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، بأن "العناية الإلهية منعت وقوع مجزرة خلال الاعتداء الأخير في حومش المخلاة".

واستطرد دغلس في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "نجونا من مجزرة محققة بمعجزة إلهية، ولم نصدق أننا خرجنا أحياء".

وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين تزايدت في الشهور الماضية بشكل كبير، "خلال الشهر الماضي وحده سجلت أكثر من 10 اعتداءات على المواطنين".

ونوه إلى أن المستوطنين الذين يتواجدون بشكل يومي داخل المستوطنة المخلاة هم من غلاة المتطرفين، ولا يسلم الأهالي من اعتداءاتهم المتكررة.

وتأخذ اعتداءات المستوطنين شكل هجمات مباغتة على المواطنين، ونصب كمائن، وعرقلة حركة السير على الشارع الرئيس، وتوفر قوات الاحتلال الغطاء للمستوطنين وتساعدهم عبر نصب الحواجز والكمائن للشبان.