الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تفاصيل "القطار الخفيف".. مخطط تهويدي يستهدف مقبرة يازور المهجرة

حجم الخط
القدس - وكالة سند للأنباء

قدم الوقف الإسلامي في يافا اعتراضًا ضد مخطط مشروع "القطار الخفيف" الذي تنفذه بلدية "تل أبيب-يافا"، مبينًا أنه يستهدف المقبرة الإسلامية في قرية يازور المهجرة، الواقعة على بعد 5 كيلومتر شرقي يافا.

وتقع قرية يازور على بُعد 9 كيلومترا من مصب نهر العوجا في البحر الأبيض المتوسط، وذلك على الطريق الممتدة من يافا إلى القدس، مرورًا بمدينة الرملة.

وتُظهر مستندات وخرائط المخطط بأن مشروع القطار سيمر بنفق تحت أرض المقبرة إلى جانب محطة ونفق للمشاة، وسيمر أيضًا فوق المقبرة على مساحات واسعة من أراضي المقبرة والوقف.

ويهدف مشروع خط القطار الخفيف الذي يكلف حوالي 150 مليار شيكل، للربط بين المستوطنات الإسرائيلية، وسط فلسطين المحتلة، ولتسهيل عملية التنقل في منطقة ما يُسمى بـ "تل أبيب الكبرى".

وسيبدأ القطار الخفيف من منطقة هرتسليا، ويمر عبر رمات هشارون، وبيتح تكفا، وغفعات شموئيل، وبني براك، وكريات أونو، ورمات غان، وينتهي في حولون وبات يام، ويُتوقع انتهاء العمل بمختلف مسارته المصادق عليها عام 2024.

20211128035154.jpg
 

وبحسب خرائط مخطط القطار الخفيف في مساره بمنطقة حولون، فإنه وفقا للمسار "M3" سيمر من تحت الأرض بالجهة الشمالية لمقبرة بلدة يازور المهجرة، إذ سيحفر نفقًا لخروج ودخول المشاة، وكذلك نفق آخر لاستمرار مسار القطار الخفيف ليمر فوق أرض المقبرة بالجهة الجنوبية.

مخططات واعتراضات

وقررت اللجنة "الوطنية للبنية التحتية" التابعة لإدارة التخطيط قبل 6 أشهر إيداع المخطط الهندسي لخط "مترو M3" في منطقة "تل أبيب الكبرى"، لكن الوقف الإسلامي في يافا يبدي معارضته الشديدة للمخطط الذي يستهدف مقبرة يازور المهجرة.

وطالب الوقف في اعتراضه الذي قدم إلى لجان التنظيم والبناء ذات الاختصاص بإزاحة مسار مخطط المترو عن المقبرة التي طالها الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية والمصادرات.

ويترقب الجميع حسم اللجنة بشأن اعتراض الوقف الإسلامي في يافا، علمًا أن يازور كانت تتبع إلى نفوذ يافا قبل النكبة.

20211128035226.jpg
 

وتقع المقبرة التي يستهدفها مخطط القطار الخفيف على جانبي شارع 44 في مستوطنة حولون، إذ توجد في المكان مقبرة إسلامية ومقام ومسجد.

وتسبب شق وتوسيع شارع 44 بمصادرة مساحات واسعة من أراضي المقبرة، حيث أن مخطط القطار الخفيف يستهدف آخر ما تبقى من أرض وقفية ومقدسات، وآثار عربية، وشواهد، وقبور.

تدمير وطمس

وقال إمام وخطيب مسجد حسن بيك في يافا، الشيخ أحمد أبو عجوة، إن "مقبرة يازور امتدت قبل النكبة على مساحة واسعة من الأرضي التي صادرها شارع 44".

وأوضح "أبو عجوة" في تصريحات صحفية: "فعلى الجانب الجنوبي ما زالت هناك شواهد وآثار تؤكد هوية المكان رغم محاولات تدميره وطمسه، وتدل على وجود مقبرة إسلامية معروفة في وسطها مقام ذو قبة خضراء".

وأضاف: "على الجانب الآخر وبالجهة الشمالية من الشارع هناك مبنى مسجد له قبب بيضاء ومبنى يظهر بشكل واضح المحراب، وآثار وأنقاض مبان للقرية المهجرة".

ولفت النظر إلى أن تلك الآثار "تضم مدرسة للبنين وأخرى للبنات ومنازل وعقارات وأوقاف إسلامية تم تدميرها من قبل العصابات الصهيونية في أيار/ مايو 1948، بعد تشريد أهالي يازور".

20211128035314.jpg
 

وذكر أن "شركة NTA؛ المسؤولة عن تخطيط وإقامة القطار الخفيف وتُخطط لحفر نفق ومخرج إلى محطة القطار التي ستتجه إلى حولون، ونفق للمشاة مشاة تحت أرض المقبرة الذي سينتهي قرب السياج المقبرة، حيث يتواجد المسجد".

شواهد وآثار

وأكد أبو عجوة أن "محطة القطار الخفيف بالجهة الشمالية ستنتهك حرمة المقبرة وتنبش القبور؛ سيتم طمسها وتدميرها بالكامل، كما سيحول ذلك دون دخول المقبرة على الجانب الآخر من الطريق".

وشدد على "إجماع ووحدة الصف في يافا ضد مخطط القطار الخفيف الذي يستهدف آخر ما تبقى من مقبرة يازور؛ وقد تعرضت للانتهاكات والتدنيس والتدمير هي جزء لا يتجزأ من الوقف والمقدسات التابعة ليافا".

وأشار إلى أن "ما بقي من شواهد وآثار وأنقاض ومنازل تدل على هوية الأرض وأصحابها الأصليين، وتظهر إمعان المؤسسة الإسرائيلية بمواصلة مخططاها المبرمج والممنهج للقضاء على هوية وعروبة فلسطين".

20211128035352.jpg
 

واستطرد: "نحن أصحاب حق وأصحاب قضية وسنتسمر في النضال والتصدي للمشاريع التي تستهدف هويتنا والأوقاف والمقدسات العربية والإسلامية، ونرفض أن تنبش وتدمر مقبرة يازور".

وأكد إمام ومسجد حسن بيك: "سنخوص معركة الوجود على هويتنا، مثلما كان في مسيرة النضال بمعركة مقبرة طاسو ومقبرة الإسعاف".

خطوط ومسارات

يأتي المضي بالمشروع بموجب قرار صادر عن الحكومة الإسرائيلية قبل عدة أعوام، إذ كلفت وزارة المواصلات بالإشراف على مشروع القطار الخفيف في تل أبيب الكبرى.

ويجري التخطيط للمشروع بالتعاون مع "بلدية تل أبيب"، وشركة خطوط المواصلات التابعة للبلدية، إذ رصدت ميزانية أولية بقيمة 1.4 مليار شيكل لإعداد المخطط ومساره الذي سمي بـ "الخط الأحمر" وسيُدشن قريبا.

ووفقا لمخطط القطار الخفيف الذي تم الشروع به عام 2011 في تنفيذ المرحلة الأولى من بعض مساراته في منطقة وسط فلسطين المحتلة، فإن القطار سيربط بين عدة مستوطنات، بطول إجمالي 22 كيلومترًا منها 11 كيلومترا تحت الأرض في المسار الواصل بين مستوطنة "رمات غان" وحي منشية في يافا.

20211128035454.jpg
 

ومن المتوقع خلال الفترة القريبة تدشين المرحلة الأولى من المشروع المسمى "الخط الأحمر"، إذ سيحتوي نظام القطار الخفيف على 4 خطوط سكة حديدية خفيفة، ويتم النظر في إمكانية إنشاء 4 خطوط مترو أيضًا.

والمرحلة الثانية من مشروع القطار الخفيف التي تعرف بـ "الخط الأخضر"، تمتد على طول 35 كيلومترا، منها 5 كيلومترات تحت الأرض، يتم الشروع بها ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في العام 2024.

ويربط مسار "الخط الأخضر" للقطار الخفيف بين مستوطنات: هرتسليا، وتل أبيب، وحولون (مقبرة يازور)، وريشون لتسوين، من خلال 58 محطة منتشرة بالمستوطنات المذكورة.

ومسار "الخط البنفسجي" للقطار الخفيف الذي يتواجد قيد الإنشاء ويتوقع الانتهاء منه عام 2024، سيمتد على 36 كيلومترا ويضم 56 محطة ستربط بين: يهود، وأور يهودا، ورمات غان، وتل أبيب، وكريات أونو، وغفعات شموئيل، ومفرق يهود، ومنطقة أور يهودا، وجامعة بار إيلان، ومحطة القطار والمواصلات العامة أرلوزو روف بتل أبيب.

وهناك مسار "الخط البني" الذي ما زال قيد التخطيط ويصل طوله 28 كيلومترا، ومن المفترض أن يربط بين منطقة المركز ومدينة الرملة ومستوطنة ريشون لتسيون.