الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

حملات التضامن العالمي والمقاطعة.. "العين يواجه المخرز"!

حجم الخط
4202029143358969.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

يوافق التاسع والعشرين من شهر نوفمبر في كل عام، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ذلك اليوم الذي دعت للاحتفال به الجمعية العامة للأمم المتحدة، ترافقا مع ذكرى اعتماد الجمعية العامة لقرار تقسيم فلسطين المعروف بـ"181".

واقع التضامن الممتد منذ صدور القرار ليومنا هذا، تراوح مدا وجزرا، متأثرا برياح وعواصف إقليمية ودولية، إلى جانب حالة التصعيد الشعبي الفلسطيني التي فرضت تعاطفها على الساحات المختلفة دوليا.

وتقدر الأوساط المراقبة، أن مليون بريطاني خرج في تظاهرة شعبية رفضا للعدوان الأخير على غزة صيف عام 2021 كأكبر مسيرة تأييد في العالم، ترافقا مع خسارة دول في الفناء العربي، كانت لتوها تعلن التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال.

حركة البي دي أس

تأسست الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل -التي تعرف اختصارا بـ "بي دي أس"- سنة 2005، على يد قوى مدنية فلسطينية، وهي تنسق أعمالها مع اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة وفضح ومعاقبة إسرائيل.

وبعد انتفاضة الأقصى ووفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، برزت الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل التي تعرف اختصارا بـ "بي أ سي بي آي" التي انطلقت عام 2004، وصارت الحركتين بوصلة لحركة المقاطعة العالمية لإسرائيل.

وترى "الحركة" أن إسرائيل انتهكت لعقود طويلة حقوق الفلسطينيين المتمثلة في الحرية والمساواة والحكم الذاتي، وواجهت مطالبهم بالعنف والعنصرية والتطهير العرقي وتكريس الاستيطان وطرد أهل البلاد من أراضيهم.

وتستهدف الحركة مقاطعة منتجات شركات إسرائيلية ودولية داعمة لها تحقق أرباحها على حساب حقوق الفلسطينيين الأساسية.

ولا يقتصر مبدأ المقاطعة على المجال الاقتصادي، بل إن "الحركة" تركز أيضا على مقاطعة الأنشطة الرياضية والأكاديمية والفنية مع المحتل الإسرائيلي.

وبفضل جهودها المستمرة، رفض العديد من الفنانين والأكاديميين التعاون مع مبادرات إسرائيلية في مجالات مختلفة.

مثلت حركات المقاطعة تجسيدا لعبارة "العين تواجه المخرز!"، بعدما أوشك الفلسطينيون الاعتقاد باستحالة محاصرة إسرائيل في الساحات العالمية، بحسب خبراء تحدثوا لـ" وكالة سند للأنباء".

وتستند حركة المقاطعة إلى الاعتماد على التجمعات الفلسطينية في تعزيز دعوات التضامن، فهي ترى من وجهة نظر مؤسسيها أن توزيع الشعب الفلسطيني بالعالم يمكنه تشكيل سلاح ضاغط على الاحتلال لعزله.

وبحسب الحركة فإن توزيع الشعب الفلسطيني كالتالي؛ 38 % يشكلون الفلسطينيين في الـ67، و12% يشكلون الفلسطينيين حاملي الجنسية الإسرائيلية، إضافة إلى الفلسطينيين في الشتات، ثم 40% من الفلسطينيين بالضفة هم لاجئون و20 بالمائة من فلسطيني الداخل هم لاجئون أيضاً.

العين والمخرز!

الناشطة في مجال المقاطعة نجوان بيرقدار، أكدّت بدورها أنّ حملات المقاطعة، أصبحت تشكل تحديا أخلاقيا سياسيا وإعلاميا جديا أمام النظام العنصري الإسرائيلي، يعرفه أقطاب النظام أنفسهم كـ"تهديد استراتيجي"، يقضّ مضاجع ساسة الحركة "الصهيونية" ونخبها الاقتصادية والثقافية والأكاديمية.

وقالت بيرقدار لـ"وكالة سند للأنباء"، إن ّهذه الحركة تجاوز الحالة الاحتجاجية، وراكمت تجاربها، أهلتها لتكون أداة مقاومة نوعية، تصيب الحركة الصهيونية في مقاتل عدّة.

وأوضحت أن الحركة "تتضافر مع غيرها من أشكال المقاومة المشروعة للنظام العنصري وسياساته الاستعمارية، تجاه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، وعام 1948 وفي مواقع اللجوء والشتات".

من جهته، أكدّ د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة، أن حملات التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني أصبحت أكثر اتساعا، مشيراً إلى أن حركة المقاطعة نجحت في ترك أثر كبير وأحدثت اختراقا مهما في مجال عزل الاحتلال وكشف عنصريته.

وقال البرغوثي لـ"وكالة سند للأنباء"، إن افضل شعار ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هو ما قاله المناضل الراحل سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، بأن" قضية فلسطين هي قضية الإنسانية الأخلاقية الأعظم في عصرنا".

ونبه إلى أن الجمع الناجح بين المقاومة والانتفاضة الشعبية مع حركات التضامن والمقاطعة العالمية من شأنه ان يؤثر بشكل فعال في تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، كما أنه يخلق ضغطا شعبيا على الحكومات لتغيير مواقفها لصالح الشعب الفلسطيني.

وشددّ البرغوثي على أن تعزيز التضامن مع شعبنا يتطلب إنهاء فوري للانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة وحدة وطنية، وإصلاحاً جذرياً شاملاً في السلطة، وسيادة القانون واستقلال القضاء.

ومن أهم الإنجازات لحركة المقاطعة "BDS" في السنة الأخيرة، "فشركة CRH باعت كل أسهمها من شركة "نيشر" الإسرائيلية وشركة "أورانج" العالمية توقف تعاملها وتحولت الشركة إلى "بارتنر" في إسرائيل، والكنيسة "الماتوردية" الأميركية قامت بسحب كل نفوذها ومالها من جميع البنوك الإسرائيلية.

جزر!

في المقابل يعددّ عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى د. أسعد جودة، أسبابا أدّت لتحجيم حالة التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية.

يقول "جودة" خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن حالة الانقسام والتشرذم في النسيج السياسي الفلسطيني، أدّى لرسم صورة ذهنية لدى المجتمعات بأن الشعب الفلسطيني منقسم وغير مستقر.

وأوضح أن هذا الوضع قدم ذريعة لدول، بالتخلي عن القضية الفلسطينية من جهة، وتمرير حالة التطبيع من جهة ثانية، تحت ذريعة أن الفلسطينيين أساسا غير متفقين.

وذكر "جودة" أن حملات التضامن تزداد شعبيا مع أبناء شعبنا الفلسطيني، مع ازدياد المواجهات، بينما تخفت في الوضع الطبيعي، وهذا يشير لغياب برنامج عمل يستثمر تعزيز حالة التعاطف.

وأكدّ فجوة في العمل الدبلوماسي بين القضية الفلسطينية ودول حليفة خسرناها نتيجة لغيابنا عن التأثير في ساحاتها كالهند والبرازيل ودول في أمريكا الجنوبية.

وشددّ على ضرورة تبني استراتيجية مواجهة شاملة تؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز كل أنواع التواصل مع الشعوب.