يمتلئ "واد قانا" الواقع بين سلفيت وقلقيلية بالمتنزهين، لروعة جمال ينابيعه وأراضيه، لكن الاحتلال والمستوطنين يُشوّهون الجمال بسيطرتهم على الواد.
يُعتبر وادي قانا أحد تفرّعات نهر العوجا، وفي قسمه المركزيّ الواقع في منطقة C ثمة ينابيع وجداول عدة تتفرّع عنه، وتقع أراضيه بملكيّة فلسطينيّة، غالبيتهم من قرية دير إستيا المجاروة
"اعتداءات المستوطنين"
يقول رئيس بلدية "دير إستيا" سعيد زيدان، "إن المستوطنين باتوا يسيطرون على سفوح الواد ويريدون السيطرة الكلية عليه، ويزاحمون المصطافين الفلسطينيين".
ويردف أحمد مسكاوي أحد المصطافين، أن "واد قانا" يحرسه المستوطنون وأنه شاهد أحدهم يحمل مسدسًا ويقوم بتفقد واد قانا، مضيفًا:" لم يكتفِ المستوطنين ببناء ثمان مستوطنات على مشارف واد قانا، فأصبحوا يعتدون ويستولون على الواد جهارًا ونهارا".
واقتلع الاحتلال الإسرائيلي 2000 من غراس وأشجار الزيتون سابقًا؛ بذريعة أنها زرعت في محمية طبيعية؛ ويمنع المزارعين من تعمير أراضيهم أو زراعتها، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
الاستيطان في دير إيستا
بدأ الاستيطان في ديراستيا ومحيطها من قرى وبلدات شمال غرب سلفيت وشرق قلقيلية، منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي (1978) حيث أقيمت "كرني شمرون" كأول مستوطنة فوق أراضي ديراستيا والقرى المجاورة.
ويتعرض الوادي منذ سنوات لحملة شرسة من اقتلاع وحرق الأشجار وشق الطرق الاستيطانية، وإغراق بالمياه العادمة، وطرد الأهالي، وكانت أشرس الحملات في كانون الثاني من العام 2014 حيث أقتلع من أرض الوادي ألف شجرة من أصل 2483.
وتعتبر ديراستيا من كبرى بلدات الضفة الغربية من ناحية المساحة الجغرافية، وتحتل الرقم الخامس في المراكز التاريخية الفلسطينية، إذ يوجد فيها العديد من الأماكن والخرب الأثرية، ولا يخلو عام من افتتاح البازارات الخيرية والتراثية، وإحياء الأمسيات الشعرية والمعارض الفنية فيها.