الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

كلّفت صاحبها عامين ونيّف..

"رشق القهوة".. عن التُهمة "الأغرب" في محاكم الاحتلال

حجم الخط
95FC38FB-6F38-4E78-8DCB-700E5ABAA3E5.png
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

"سكب قهوة على رأس مستوطن"، هل صادفت يومًا محكمة قانونية في العالم تُحاكم شخصًا بهذه التهمة وتُغرمه مبلغًا كبيرًا من المال؟ في فلسطين كل شيء وارد ما دامت تُعاني من الاحتلال الإسرائيلي، فهنا تمرّ الاعتداءات بصمت، وحين تقف لتدافع عن نفسك تُصبح "إرهابيًا" وُجب قمعه!

قبل يومين قضت محكمة إسرائيلية بسجن الشاب محمد سويلم (19 عامًا) وتغريمه مبلغًا طائلًا، بذريعة رشقه كوب قهوة على رأس مستوطن عند باب العامود بالبلدة القديمة في مدينة القدس.

الأسير "محمد" طالبٌ أتمّ مرحلة الثانوية العامة خلال فترة اعتقاله الحالية، وكان يستغل وقت فراغه بالعمل في بيع المشروبات الساخنة عند مدرج باب العامود، الذي أصبح مكانًا للقاء الأصحاب وسَمر الأحبة، فهذا الباب يظّل عامرًا بالناس حتى ساعةٍ متأخرة من الليل، لا سيما في شهر رمضان المبارك.

يقول وليد سويلم شقيق الأسير "محمد" لـ "وكالة سند للأنباء" إن الحادثة وقعت في القدس خلال الهبّة الشعبية في نيسان/ أبريل المنصرم، دفاعًا عن النفس من هجمات المستوطنين.

ويروي تفاصيل ما حدث: "بينما كان محمد جالسًا برفقة أصدقائه يحتسون القهوة على مدرج باب العامود، هاجمهم مستوطنون محاولين استفزازهم، فما كان من شقيقي إلا رشق كوب قهوة على عدد منهم وتم نقل أحدهم للمستشفى حيث تلقى الإسعاف الأولي". 

وإثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبّان الفلسطينيين الذين كانوا متواجدين على المدرج، استمرت عدة ساعات.

قوات الاحتلال لم تُنهِ الحدث، لاحقت "محمد" من اللحظة الأولى التي عُرف فيها صاحب رشق كوب القهوة، ففي 19 أبريل اقتحمت منزل عائلته في حيّ الشلودي ببلدة العيسوية، شمال شرق القدس، لاعتقاله لكنه لم يكن متواجدًا بالمنزل حينها.

يُكمل شقيقه: "لم يجدوا محمد فاعتدوا على والدتي وشقيقاتي، قبل الانسحاب من المنزل، ثم عاودوا اقتحامه بعد ساعة ونصف وحطموا محتوياته قبل أن يعتقلوا محمد".

ويُشير إلى أنه بعد  10 شهور من الاعتقال والتنقل بين غرف التحقيق وأروقة المحاكم صدر بحق "محمد" حكماً بالسجن عامين ونيّف (28 شهراً) ودفع غرامة مالية 18 ألف شيكلًا، بتهمة سكب قهوة على مستوطن عند "باب العامود". 

ويصف "وليد" الحكم بـ "الكيديّ"، وهدفه الانتقام من شقيقه "محمد" وكل مقدسي، مردفًا: "الحقيقة أننا لم نتوقع الحكم".

ويُوضح أن محاكم الاحتلال تعاملت مع قضية "محمد" كقضية أمنية على "خلفية قومية" حسب تعبيرها؛ تحت ذريعة "محاولة حرق مستوطن"، مؤكدًا أن ما حدث مع شقيقه ما هو إلا دفاع عن النفس.

وادعت مخابرات الاحتلال خلال جلسات المحاكمة _تبعًا لوليد_ أن القهوة كانت واحدة من أسباب تأجيج الأحداث في منطقة باب العامود والقدس آنذاك.

وخلال الأيام الأولى للتحقيق عُزل "محمد" في زنازين المسكوبية، ونُقل بعدها لقسم 3 في سجن جلبوع ليشهد حادثة "نفق الحرية"في أيلول/ سبتمبر الماضي، وما تبعها من اعتداءات على الأسرى. 

ولم يسلم "محمد" خلال فترة القمع في "جلبوع" التي أعقبت حادثة النفق، من انتهاكات الاحتلال يُحدثنا شقيقه: "كانت فترة قاسية وصعبة تعرض خلالها "محمد" كغيره من الأسرى للضرب والسحل والنوم بالعراء؛ ليصاب إثر ذلك بكسر في الأنف وينقل تعسفياً إلى سجن شطّة وبعدها ينقل مرة أخرى إلى سجن مجدو، حيث يقبع حاليًا". 

وكان "محمد" قد اعتُقل سابقاً بتهمة القاء الحجارة والتصدي لاقتحام الاحتلال لبلدته، وقضى عدة أشهر في الأسر.

يُشار إلى أن تهمة "محمد" واحدة من تُهم غريبة وُجهت للفلسطينيين خلال الهبّة الشعبية، منها "احتقار الأمن" و"إهانة شرطي".