الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

على مدار 74 عامًا..

بالفيديو والصور بنصف مليون صورة.. "أونروا" تُوثق حياة اللاجئين الفلسطينيين

حجم الخط
حياة اللاجئ الفلسطيني
هداية عصمت حسنين- وكالة سند للأنباء

"تعد الذاكرة الجمعية عنصراً حيوياً من الهوية المجتمعية، وإن أرشفتها سمعياً وبصرياً توثيقٌ لعنصر مهم من الهوية الفلسطينية، ألا وهي تجربة اللاجئين، ولقد كانت "الرقمنة" هي الخيار الأمثل للحفاظ عليها".

هكذا تعبر "أونروا" عن أهمية الأرشيف الرقمي الذي أطلقته مؤخراً لتوثيق حياة اللاجئين الفلسطينيين بمجالات متعددة، وفي مختلف مناطق تواجدهم؛ ليصبح متاحاً أمام الجميع عبر الفضاء الإلكتروني.

أرشيف اللاجىء الفلسطيني

"بأكثر من نصف مليون صورة، وأشرطة فيديو، تجد حياة اللاجىء الفلسطيني أمامك في مشاهد وأصوات، بدءًا من نكبة التهجير عام 1948 حتى الآن"، بهذا تبدأ مسؤولة قسم الأرشيف في "أونروا" بقطاع غزة أماني شلتوت، حديثها عن أرشيف اللاجىء الفلسطيني.

وتؤكد "شلتوت" في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأرشيف تضمن تفاصيل حياة اللاجىء الفلسطيني في أماكن تواجد "أونروا" معه والتي تتمثل بـ "قطاع غزة، والضفة الغربية، وسوريا، والأردن، ولبنان"، ووثقها مصورون ينتمون لجنسيات مختلفة.

b6f317cc-9230-4798-a356-85fa3a447415.webp

basic_page_3366_11281_1385568782.jpg

226c3c43-4aa5-4b37-860a-57810ec1f812.webp

وتحكي "شلتوت" أن رقمنة الأرشيف هو إنجاز وتطوير لمشروع طويل استمر سنوات، وتعود بداياته لعام 2013، عدا عن أرشفة الصور منذ وجود "أونروا"، مضيفةً أنه في 2014 نظمت الوكالة معرضاً للصور في عدد من مناطق تواجدها.

في سؤالنا عن طبيعة هذه الصور والجوانب التي غطاها الأرشيف، توضح "شلتوت" أنها غير مقتصرة على مشاهد نزوح اللاجىء ومعاناته، بل تتعدى لجميع جوانب حياته كتعليمه، وصحته، وحياته الاجتماعية.

وعن هدف المشروع، تتحدث "شلتوت" أنه يسعى لإضافة قيمة تاريخية حية، وتعريف للأجيال المتعاقبة بتاريخ وواقع اللاجىء الفلسطيني، كي لا تُنسَى، لافتةً إلى أن "الرقمنة" تضعه بين أيدي الجيل الجديد، وهي أفضل وسيلة ممكنة كونها لغة العصر.

وعن إمكانية الوصول له، تضيف "شلتوت" أنه أصبح بالإمكان لأي شخص أن يتجول بين ثنايا هذا الأرشيف البصري والسمعي الرقمي، من خلال التسجيل على موقع "أونروا" اضغط هنا.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عدت أرشيف "أونروا" عام 2009 جزءًا من "ذاكرة العالم" لصون التراث الثقافي، وهو الأمر الذي يشكل اعترافًا أممياً بقيمته التاريخية.

الذاكرة الفلسطينية الصورية

"لأن اللاجىء لا يمكن اختزاله بمجرد لفظة لا تتجاوز حروف، كان لا بد أن نوثق الصورة الحية التي تنطق بحاله، وبالرغم من ذلك حاله يكون أبلغ من كل الصور"، هكذا بدأ المصور شوكت حسن الذي عمل في "أونروا" سابقاً، وقد كان فيها لأكثر من 20 عاماً مسؤولاً عن قسم التصوير، حديثه معنا.

المصور "حسن" في الثمانينيات من عمره الآن ويعيش حاليًا في كندا، يشرح لـ "وكالة سند للأنباء" عن قيمة هذا الأرشيف، ويعبر عن سعادته برقمنته، قائلًا: "كنز ثمين، يجب استثماره جيداً؛ ليعرف العالم كله كيف كان يعيش اللاجىء الفلسطيني ولا زال".

ويروي عن اللقطات والفيديوهات التي وثقها بكاميرته، ووثقها زملاؤه الآخرون، وكيف أن بعضها عالقةٌ حكاياتها ومشاهدها بذهنه.

وبمشاعر تحكيها نبرات صوت "حسن"، يتحدث عن مشاهد قابلها وهو يغطي حياة اللاجىء الفلسطيني، إذ كانت بداية مشواره أيام نكسة حزيران/ يونيو 1967 التي كلما يرجع لصورها، لا يستطيع أن يكتم مشاعره تجاهها.

ففي لبنان مثلاً، لا تغيب عنه صور "الأبيض والأسود" التي وثقها أيام مذبحة صابرا وشاتيلا في 1982 التي راح ضحيتها 4 آلاف شهيد، يُكمل: "3 أيام كانت كالعمر كله، لا أستطيع أن أصف المشهد حتى، ولكن لنجعل الصور تتكلم".

ويوضح أن ما تناقلته وسائل الإعلام من مشاهد مذبحة صابرا وشاتيلا المشهورة كانت من توثيقه.

alalam_635251298248535672_25f_4x3.jpg

مجزرة صابرا وشاتيلا.jpg

ويسهب: "أشعر أن جزءًأ من حياتي ومن شعوري شكلته هذه المشاهد خاصة لمشاهد اللاجئين الفلسطينيين بسوريا ولبنان، "وأشعر بنوع من الرضا بأنني وثقت حياتهم، لأنني أعي تماماً أن الصورة تتكلم، وأفهم جيداً أن مشاهد كهذه لا بد أن يراها الجميع".

وعن المشاهد المؤثرة، يُشير "حسن" إلى أنه لا يمكن حصرها، فيما يستذكر بحديثه صعوبة الوضع الإنساني في غزة والمخيمات خاصة بما رآه من مشاكل المياه وواقع الحياة التعليمة، كانت من أبرز ما علقت بذاكرته.

"ذاك الطفل الذي وجدته يمسك بإحدى النساء، ويجري وراءها، فسألته: ليش شو بدك منها، قال لي صورني معها لأنها بتتشبه إمي اللي ماتت بالقصف" يختم المصور "حسن" حديثه معنا بهذا المشهد واصفًا إياه بـ "واحد من أقسى المشاهد التي وثقها في مخيمات اللجوء بغزة".